فلسطين أون لاين

شام.. من "الشرنقة" تطمح بالعبور "إلى العالم"

...
غزة/ مريم الشوبكي:

فكرة أن تصنع "براند" لنفسك في سن صغيرة وأنت تعيش بغزة، يمكن أن يكون ضربًا من الخيال على تفكير فتاة في سن الـ19 عامًا، ولكنها أصبحت حقيقة وواقعًا بات ينتشر في أنحاء عدة من دول العالم والتي بدأت باقتراح عفوي من والدها.

صاحبة العلامة التجارية "Cocon" وهي كلمة فرنسية تعني الشرنقة، شام البطنيجي التي تدرس طب الأسنان، طالما فضلت الكنزات القطنية الفضفاضة المعروفة بـ"هودي"، وبحث عنها في متاجر أجنبية عبر الإنترنت.

في إحدى المرات سألها أبيها لم هي حائرة، لتخبره بأمنيتها في ارتداء إحداها، حينها سألها "لماذا لا تحيكينها بنفسك؟"، تضحك مستغربة: "كيف سأحكيها؟"، استدركت الأمر وأدركت جدية طرح والدها لتسأله: "ما رأيك بأن أطلق علامة تجارية خاصة بي تشبه تلك العالمية؟".

في اليوم الثاني جهزت شام نفسها وذهبت برفقة والدها إلى أحد محلات الأقمشة للبحث عن القماش القطني السميك ذي الجودة العالية ووجدت ما أرادت، لم يتردد والدها في شراء كل الكمية التي كانت تزن 100 كيلو.

من هنا وضعت شام أولى درجات امتلاك علامتها التجارية "Cocon".

تسرد تفاصيل المشوار لصحيفة "فلسطين": "زرت أحد مصانع الخياطة الكبيرة في غزة برفقة والدي، أخبرتهم بنوع الكنزات التي أريد وبتصميماتها".

وتتابع: "أمضيت ثلاثة أشهر حتى وصلت إلى تصميم الكنزات التي أريده، ثم أعطيت الأمر للمصنع بالبدء بحياكة القماش وأنتج 100 كنزة وضعت بصمتي عليها من حيث العبارات المطبوعة عليها، والصورة المطرزة عليها بعضها من الإنترنت وأخرى من بنات أفكارها".

الاختبار الحقيقي لشام بدأ لحظة بدء إنتاج مجموعاتها الأولى من الكنزات، رأس مالها كان 150 شيقلًا بدأت بهم، لم تمتلك مالًا يغطي تكاليف كل القطع وأجرة المصمم، عرضها عليها والدها المساعدة، ولكنها رفضت مصرة أن تشق طريقها بنفسها وتصنع مشروعها من ألفه إلى يائه باعتمادها الكامل على ذاتها.

فكرت شام أن تصنع نهضة جديدة في قطاع حياكة الملابس بغزة، ومنافسة الماركات العالمية.

وعن سبب اختيارها اسم "الشرنقة" لعلامتها التجارية، ترد: "طالما عشقت الفراشة وأحببتها فيها حريتها وحلمت أن أعيش مثلها، وبحثت عن أصلها فوجدت أن دورة حياتها تبدأ بشرنقة، ألهمني الاسم فهو جميل وسهل النطق حتى بالفرنسية ""Cocon".

أكبر تحد تواجهه شام حاليًّا، هو إيصال الكنزات الى دول عربية وأوروبية، في حين تحلم بوصول علامتها التجارية إلى العالمية وتخطيها للمحلية.

وتصر شام على أن تدون في بطاقة تعريفها بعد كتابة علامتها التجارية "Made in Gaza " بكل فخر، ولكن كما تقول إنها واجهت انتقادًا من أصحاب المصانع بأن الكنزات ستكون عرضة للكساد ولن تجد طريقها لتسويق خارج حدود فلسطين لأن الاحتلال سيمنع تصديرها تحت هذا المسمى.

تكشف شام أنها ستحقق جزءًا من حلمها بإيصال كنزاتها إلى الضفة الغربية والقدس المحتلة والأراضي المحتلة سنة 1948م.

وفلسطين ستكون حاضرة وبقوة حتى في تصميمات شام، إذ تضفي اللمسة الفلسطينية على كنزاتها من حيث إدخال التطريز الفلاحي، وبعض العبارات، والتصاميم التراثية الفلسطينية.

شغفها بتصميم كنزات "هودي" لا يعوقها عن إكمال دراستها في طب الأسنان وتحقيق حلمها كطبيبة، وفي نفس الوقت لن تتخلى عن أمنيها بأن تنتشر علامتها التجارية وتصل إلى جميع دول العالم وتنافس العلامات التجارية العالمية، وأن تمتلك مصنعها وشركتها "Cocon" الفلسطينية الغزية.