فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

مزارعون يشتكون المصادرة والعراقيل

تقرير أراضي "الأغوار" سلة غذائية يلتهمها الاحتلال عنوة

...
صورة أرشيفية
غزة-الأغوار/ رامي رمانة

يتعرض مزارعو منطقة الأغوار إلى هجمة إسرائيلية متواصلة، تستهدف انتزاع أراضيهم عنوة منهم، ومنحها للمستوطنين تحت ذرائع أنها تقع في مناطق عسكرية أو تعود لأملاك الغائب.

ويواجه المزارعون عراقيل جمة في عملية البيع، بمزاحمة منتجات زراعية إسرائيلية لهم في الأسواق المحلية، وصعوبات تحول دون تمكينهم من تصدير إنتاجهم إلى الخارج.

والأغوار تمتد من مدينة بيسان حتى صفد شمالًا، ومن عين جدي حتى النقب جنوبًا، ومن منتصف نهر الأردن وحتى السفوح الشرقية للضفة الغربية غربًا، ويسكن منطقة الأغوار ما يقارب 65 ألف فلسطيني و11 ألف مستوطن.

وتشكل الأغوار 28% من مساحة الضفة الغربية الإجمالية، وتضم 27 تجمعًا سكانيًّا ثابتًا، وعشرات التجمعات الرعوية والبدوية.

وتتبع إداريًّا لثلاث محافظات هي: طوباس (الأغوار الشمالية) بواقع 11 تجمعًا، ونابلس (الأغوار الوسطى) وتشمل 4 تجمعات، وأريحا (الأغوار الجنوبية) وتحتوي على 12 تجمعًا.

المزارع ناصر عبد الرازق (53 عامًا)، من سكان الأغوار يعمل في الزراعة منذ 37 عامًا، ورثة المهنة عن والده، ويعمل معه أبناؤه الثلاثة، يواجه اليوم صعوبات جمة في الوصول إلى أرضه وبيع منتجاته بسبب الاحتلال.

تضييق على المزارعين

يقول عبد الرازق لصحيفة "فلسطين": يحول الاحتلال الأراضي الزراعية في منطقة الأغوار إلى مناطق عسكرية مغلقة وهذا السلوك يتسبب في تعطيل البنية التحتية الزراعية حيث إن الأعيرة النارية والقنابل السامة التي تطلق تعمل على تفتيت أنسجة التربة وتهتيكها، كما أن الآليات العسكرية الثقيلة تدمر خطوط المياه والطرق الترابية.

وأضاف عبد الرازق أن الاحتلال يمنع المزارعين من الاستفادة من أراضيهم الموجودة في مناطق (ج) بحجة أن لا سلطة للفلسطينيين عليها، وأن من يحاول أن يزرع أو يقيم مزرعة سرعان ما يتم تدميرها.

وبين أن الاحتلال يترك المجال للمستوطنين في إقامة أسلاك حول الأراضي، ويمدهم بالمياه والكهرباء ويقومون بزراعة بأشجار الزيتون.

ويملك عبد الرازق (400) دونم في منطقة الفارغة الواقعة إلى جنوب غرب طوباس، في حين يستأجر 1500 دونم شرق بلدة طمون القريبة من مستوطنة بقاعوت.

يرزع في تلك المساحات أصناف عدة من الخضراوات، البطيخ، الشمام، البصل، البطاطا، الجزر، الخيار.

دعم محدود

ولفت إلى أن الدعم الحكومي المقدم للمزارعين في الأغوار محدود جدًّا، كما أن دور المؤسسات المعنية بالقطاع الزراعي هش.

وبين عبد الرازق أن الاحتلال يحاول قدر الاستطاعة ضخ منتجاته الزراعية في الأسواق الفلسطينية، ما يضرب بذلك جهود المزارعين، كما أنه يعرقل عملية تصدير الشاحنات الزراعية إلى الخارج فيبقيها في المعابر عدة أيام وسرعان ما تتعرض للتلف والفساد.

وتكمن أهمية الأغوار الفلسطينية في كونها منطقة طبيعية دافئة يمكن استغلالها للزراعة طوال العام، إضافة إلى خصوبة التربة، وتوفر مصادر المياه فيها، فهي تتربع فوق ثاني أكبر حوض مائي في فلسطين.

وتبلغ مساحة الأراضي الصالحة للزراعة في منطقة الأغوار 280 ألف دونم؛ أي ما نسبته 38.8% من المساحة الكلية للأغوار؛ يستغل الفلسطينيون منها 50 ألف دونم؛ في حين يستغل سكان مستوطنات الأغوار 27 ألف دونم من الأراضي الزراعية فيها.

تقسم مناطق الأغوار إلى: مناطق (أ) وتخضع لسيطرة السلطة الفلسطينية، ومساحتها 85 كم2، ونسبتها 7.4% من مساحة الأغوار الكلية؛ ومناطق (ب)، وهي منطقة تقاسم مشترك بين السلطة والاحتلال، ومساحتها 50 كم2، ونسبتها 4.3% من المساحة الكلية للأغوار؛ ومناطق (ج) وتخضع لسيطرة الاحتلال الكاملة، ومساحتها 1155 كلم، وتشكل الغالبية العظمى من منطقة الأغوار (بنسبة 88.3%).

ويسيطر الاحتلال على 400 ألف دونم بذريعة استخدامها مناطق عسكرية مغلقة؛ أي ما نسبته 55.5% من المساحة الكلية للأغوار؛ ويحظر على السكان الفلسطينيين ممارسة أي نشاط زراعي أو عمراني أو أي نشاط آخر في هذه المناطق.

المزارع إبراهيم ادعيق يملك أرضًا مساحتها 300 دونم ويستأجر أخرى (285) دونمًا ويزرع كلتيهما بأشجار النخيل التي تطرح تمور المجهول التي تعد من أفضل الأصناف.

وبين ادعيق الذي يقطن الأغوار أن الاحتلال لا يعدم أي وسيلة يتبعها للهيمنة على الأراضي الزراعية سواء بالمصادرة المباشرة أو عبر دس المستوطنين، مشيرًا إلى أن الأراضي غير المزروعة والتي تمتاز بخصوبة التربة أكثر الأراضي التي تعد هدفًا رئيسًا للاحتلال.

وأشار ادعيق الذي يعمل في الزراعة منذ عام 1996 لصحيفة "فلسطين" أن الاحتلال الإسرائيلي يمنعهم من حفر آبار ارتوازية لإمداد خطوط المياه إلى أراضيهم، حيث إن المزارع يكون معرضًا للاعتقال والمحاكمة ودفع غرامات مالية عالية.

ولفت إلى أن تموره يصدرها إلى 26 دولة أبرزها بريطانيا وتركيا، وأن عراقيل الاحتلال على المعابر تحرمهم فرصة التكسب الجيد.