أشادت منظمات دولية، بالخطة الوطنية لمواجهة الجائحة في غزة، والجهود التي بذلتها وزارة الصحة في القطاع، للتصدي لفيروس "كورونا" المستجد.
جاء ذلك خلال ورشة عمل عقدها مركز "حياة" بالشراكة مع كلية الطب في الجامعة الإسلامية، اليوم الأحد، لتقييم تجربة القطاع الصحي في إدارة أزمة "كورونا" في غزة، بمشاركة منظمة الصحة العالمية، ووزارتي الصحة والتنمية المجتمعية، ووكالة الغوث الدولية والصليب الأحمر الدولي وعدد من المنظمات الأهلية والدولية، بالإضافة إلى عدد من الخبراء المحليين والدوليين.
وقدم مدير مكتب منظمة الصحة العالمية عبد الناصر صبح تقييمًا لتجربة قطاع غزة وفق المعايير التي تضعها منظمته في قياس مستوى الجهوزية.
وأشاد صبح بالإنجازات التي حققتها الخطة الوطنية، لمكافحة تفشي فيروس "كورونا" في قطاع غزة.
وأكد على ضرورة تعظيم الاستعداد المسبق من خلال عقد سيناريوهات لمحاكاة حالة تفشي المرض وإجراء التدريبات الكافية لرفع كفاءة المستشفيات الحكومية والكشف عن الفجوات اللوجستية.
ودعا إلى مزيد من الاهتمام بالكادر البشري سواء تدريباً أو حمايةً، مؤكدا خطورة وضع قطاع غزة في حال خرج المرض عن السيطرة.
وشدد المسؤول في منظمة الصحة العالمية، على ضرورة توفير التمويل اللازم لإدارة الأزمة سواء محليا أو دوليا، وذلك من خلال سرده للمعايير التسعة التي وضعتها المنظمة لتقييم الأداء في الأزمة.
من جهته، استعرض الوكيل المساعد لوزارة الصحة مدحت محيسن، دور وزارته في التصدي لجائحة كورونا من خلال جملة من التدابير والإجراءات التي اتخذت مبكرا وقبل ظهور أي حالات في قطاع غزة، للحيلولة دون تفشي المرض على الرغم من قلة الامكانيات ونقص التمويل وفي الوقت الذي انهارت فيه العديد من الأنظمة الصحية المتقدمة في العالم أمام شدة الجائحة.
وأشاد بدور والتزام الفرق الصحية عامة، والحكومية منها خاصة، والتي تتمتع بمهارات عالية اكتسبتها خلال مجابهتها للعديد من الأزمات التي تعرض لها قطاع غزة على مدى سنوات الحصار الإسرائيلي الظالم.
وحول دور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" تطرقت رئيس برنامج الصحة في المنظمة غادة الجدبة، إلى المساهمة التي قدمتها الوكالة ضمن الخطة الوطنية بالتنسيق الكامل مع وزارة الصحة،.
وقدمت موجزا عن أهم الاجراءات التي اتخذتها الوكالة لضمان الاستمرار في تقديم خدماتها الأساسية خلال الأزمة للاجئين الفلسطينيين الذين يشكلون 70 في المائة من سكان القطاع.
وأشادت بالإنجاز الذي حققته الخطة الوطنية في حماية المواطنين، حتى اللحظة، من الوباء.
وقد استضافت الورشة مجموعة من الخبراء الدوليين عبر تطبيق "زوم" على الانترنت، استعرضوا تجارب كلا من ألمانيا وتركيا وايطاليا والأردن، حيث استعرض المشاركون تجارب دولهم في التعاطي مع الأزمة، ووجهوا مجموعة من التوصيات للحكومة في غزة للاستفادة من تجارب الدول الأخرى.
وشملت الورشة مقارنة تفصيلية بين واقع الحالة في غزة والضفة الغربية قدمها الخبير في مجال الصحة العامة يحيى عابد، حيث إستعرض أهم الفجوات التي أدت إلى إنفجار الأوضاع مجددا في الضفة الغربية، وضرورة الإستفادة من هذه التجربة.
واتفقت مداخلات الحضور على أهمية زيادة وتعزيز التنسيق بين جميع مقدمي الخدمة الصحية واشراك المجتمع المحلي في تحمل واجباته الوطنية، وذلك بتوسيع نطاق المظلة الوطنية لإدارة الأزمة، كما أكدوا على أهمية البحث العلمي والإستفادة من مخرجات الأبحاث والدراسات التي تجرى في الجامعات حول كيفية مواجهة هذا النوع من المخاطر، وحذروا من خطورة التراخي في إتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لحماية القطاع من الوباء، وعدم الركون إلى الحالة الراهنة من غياب الوباء داخل المدن.
والجدير بالذكر أن هذه الورشة تأتي ضمن سلسة من ورش العمل التي يعكف مركز حياة على تنفيذها ضمن عدة قطاعات وذلك لتقييم الجهوزية في التصدي لأزمة كورونا.
من جهته، أكد مدير مركز "حياة" باسم نعيم، في كلمته الختامية أن مثل هذه الأنشطة هدفها مساعدة صانعي القرار على وضع الخطط المناسبة واتخاذ الاجراءات المطلوبة في إدارة الأزمة وفق المفاهيم الحديثة لإدارة الأزمات.
ولا يعاني قطاع غزة من تفشي فيروس كورونا، حيث أصيب منذ بداية الجائحة 72 حالة فقط، تعافى منهم 63، وتوفيت حالة واحدة.
وقالت وزارة الصحة إن جميع المصابين، كانوا من العائدين للقطاع من الخارج، وتم عزلهم في أماكن خاصة بالحجر الصحي، ولم يختلطوا بالسكان.