"يُعطيكَ من طَرَفِ اللِّسانِ حلاوةً، ويَروغُ منكَ كما يروغُ الثّعلبُ" مثل بات ينطبق على كثيرين ممن نتعامل معهم يوميًا، مظهرين بذلك نفاقهم اجتماعيًا، كواحدة من الظواهر التي نهى عنها ديننا وسنة نبينا.
وسعيًا للحصول على مآرب شخصية للإضرار بآخرين، ولأهداف أخرى، يلجأ البعض إلى النفاق الاجتماعي، فمجرد أن تقف أمام هؤلاء يظهر لك وجهًا وما أن تعطيه ظهرك يظهر كشخص آخر وكأنه "حرباية" تتقن جيدًا تغير لونها.
ويعرف أخصائيون النفاق الاجتماعي، بأنه "ليس نفاقًا دينيًا يظهر المرء فيه الإسلام ويبطن فيه الكفر، بل هو يتعلَّق بسلوك اجتماعي، وعلاقات فردية، تؤثر بقوة المجتمع وتماسك أفراده".
وهو في نظرهم، مرض نفسي يعتري صاحبه، يجعله غيرَ قادر على التعبير بكل صراحة عما في داخله، ويسلبه القدرة على مجاراة الآخرين، والتوصل لما توصّلوا إليه، فيصبح الأمل والنهوض وقوة الشخصية حبيسة الأنفاس الداخلية، تغطي بصور وشخصيات تقتل أي أسلوب يمكن أن يعبر عن حقيقته وماهيته.
بدوره، أوضح الخطيب في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بغزة وعضو رابطة علمًا فلسطين عماد البراوي، أن هذه الظاهرة موجودة منذ القدم، يوجه فيها الإنسان إلى الكذب والمداهنة للوصول إلى مآرب شخصية.
وأضاف البراوي لـ"فلسطين"، أن الله عز وجل، ورسوله عليه الصلاة والسلام، نهيا عن هذه الظاهرة على اعتبار أنها لا تدل على مصداقية الإنسان.
وأكد أن اللجوء إلى هذه الظاهرة يدل على سوء الإنسان، مذكرًا أن الله ورسوله أمرانا بالوضوح في المعاملة لأن الكذب والمداهنة يغيران حقائق الأمور، والأصل أن يبني الإنسان معاملاته على الوضوح.
واستشهد بقوله تعالى: "﴿فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ، وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ، وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ، هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ، مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ﴾.
كما استشهد بقول سيدنا محمد : " آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان.
ومن حيث التعامل مع هؤلاء، أشار عضو رابطة علماء فلسطين، إلى أن النفاق والكذب لا يستمر طويلاً، ومهما استمر إلا أن يكشف صاحبه وينتهي نفاقه.