فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

خاص أهالي أسرى غزة .. اعتصام أسبوعي ومعاناة مستمرة

...
الاعتصام الأسبوعي لأهالي الأسرى (تصوير رمضان الأغا)
غزة - نور الدين صالح

"ارفع صوتك بالعالي.. الأسرى المرضى بعانوا، زنقة زنقة بيت بيت عن الأسرى ما تخليت"، تلك هتافات كانت تعلو من حناجر أهالي الأسرى، داخل أروقة ساحة منظمة الصليب الأحمر الدولية وسط مدينة غزة.

كـ "وضوح الشمس" ارتسمت معاني الألم والمعاناة على وجوه الأهالي الذين اعتادوا على الاعتصام الخاص بهم يوم الاثنين من كل أسبوع في مقر الصليب الأحمر، علّهم يلقون آذاناً صاغية لتلك الآلام التي ترافقهم صباح مساء، كونهم يتابعون بقلق جرائم قوات الاحتلال التي تُرتكب بحق الأسرى بين الفينة والأخرى.

ولا يخفى على أحد، السياسات التي تنتهجها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الأسرى الفلسطينيين في سجونها، مثل الإهمال الطبي والتنكيل بالأسرى ومنع زيارات الأهالي وغيرها.

والدة الأسير أحمد الشنا الذي يقبع في سجن "ريمون" لم تتغيب قط عن المشاركة في اعتصام أهالي الأسرى، تعبيراً عن الغصّة التي تملأ قلبها على "فلذة كبدها" سيّما أنها تعيش في حالة قلق مستمرة، وفق وصفها.

وقد حكمت ما تُسمى محكمة الاحتلال بالسجن 17 سنة على الأسير "أحمد الشنا" أمضى منها ثماني سنوات، من الظلم، وهو ما دفع والدته لتعبر عما بداخلها "حياة الأسير دائماً صعبة في سجون الاحتلال".

وتقول لمراسل "فلسطين أون لاين": "الاحتلال لا يُلبي أدنى مطالب الأسرى لا في البرد ولا الحر، إضافة إلى اقتحامات قوات "متسادا" لأقسام السجون بين الفينة والاخرى، والتنكيل بالأسرى وإلقاء قنابل الغاز والفلفل".

وتستعرض جانباً آخر من المعاناة، وهو حرمانها من زيارة نجلها "حيث حددت سلطات الاحتلال لهم زيارة كل شهرين، "لكنّ غالبيتها تُقابل بالرفض تحت ذرائع أمنية".

"طريق العذاب" هكذا وصفت والدة الأسير "الشنا" رحلة انطلاقها لزيارة ابنها- حين السماح لها- كونها مليئة بـ"التفتيشات" والحواجز، من أجل رؤيته "نصف ساعة" من وراء الزجاج، "نحن نعيش في مأساة".

كانت والدة الأسير مجدي ياسين تلتصق برفيقتها في المعاناة والألم "أم أحمد الشنا"، حيث يقبع ابنها الآخر في سجن "هشارون" ليُكمل حكم جائر عمره 18 عاماً، أنهى منه 13 عاماً حتى الآن.

تتلخص معاناتها في حرمانها من زيارة ابنها "مجدي" الذي يحتاج لأغراض كثيرة، تُعينه على تحمل جزء من برد الشتاء وحر الصيف في ظل تنصل الاحتلال من السماح بإدخالها للأسرى، كما تقول.

وتطلب بقلب لم يعُد يحتمل كل هذه المعاناة، من كل الجهات المعنية وعلى رأسها الصليب الأحمر، إعادة النظر في قضية أبنائهم، خاصة الأهالي الممنوعين من الزيارات.

وتشتكي والدة الأسير حسام الزعانين الذي يمكث خلف زنازين سجن "نفحة" الصحراوي يقضي حكماً بالسجن 17 عاماً، أمضى منها 8 أعوام".

"كثيراً ما  نتألّم من سياسة الإهمال الطبي والصعوبات التي تفرضها ما تُسمى مصلحة السجون على الأسرى، والقمع المتكرر ضدهم"، تصف جزءاً من المعاناة التي تعيشها منذ أسر ابنها.

وتُناشد، منظمة الصليب الأحمر بضرورة التحرك والاهتمام بشكل أكبر بالأسرى وخاصة المرضى منهم، لتقديم الأدوية لهم، والسماح للأطباء بزيارتهم وإجراء الفحوصات اللازمة لهم.

في الجهة المقابلة من المكان ذاته، كان والد الأسير دفاع أبو عاذرة، يسرح بذهنه حيث التفكير في أوضاع حياة نجله المحكوم بالسجن 28 سنة، مع اقتراب نهاية فصل الشتاء ودخول الصيف.

يقول أبو عاذرة :" الاحتلال يمنع إدخال الملابس الشتوية والأغطية، وهو ما يثير قلقنا من ناحية، ويزيد المخاطر الصحية لـ "دفاع" من ناحية أخرى، سيّما أن السجون تعاني من درجة عالية من الرطوبة".

ويبين حجم المعاناة التي تنتابه نتيجة حرمانه من زيارة نجله منذ 12 عاماً بذريعة  "المنع الأمني" دون معرفة الأسباب الحقيقية لذلك، متسائلاً "لماذا هذا الظلم بحقنا؟!"

ويُطالب أبو عاذرة الصليب الأحمر، بزيارة الأسرى في السجون بشكل مستمر، والاطلاع على أوضاعهم وبيئة السجن التي يعيشون فيها، والجرائم التي يتعرضون لها من " مصلحة السجون".

وختم حديثه بتوجيه رسالة للاحتلال "سنبقى صامدون ومؤمنون بقضاء الله وقدره، لأن هذه أرضنا وهؤلاء أبنائنا ولن نتراجع عن النضال حتى زوال الاحتلال بإذن الله".