فلسطين أون لاين

شاطئ قطاع غزة يتآكل أمام المنخفضات.. والكتل الإسمنتيّة حلٌّ طارئ

...
غزة/ أدهم الشريف:

تتسبَّب الأمواج العاتية المرافقة للمنخفضات الجوية الشتوية، بمشاكل كبيرة لسكان الساحل في قطاع غزة، إذ تعمل على تآكل مساحات واسعة من الشاطئ جراء الألسنة البحرية، الممتدة من الشمال إلى الجنوب.

ويتجلى ذلك واضحًا في القرية السويدية غرب مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، ومعسكر الشاطئ غرب مدينة غزة، واللذين تتآكل شواطئهما بفعل الأمواج، بحيث تخطت مياه البحر الناتجة عن الأمواج حدودًا غير مسبوقة.

ويقول مسؤول اللجنة الشعبية للاجئين في القرية السويدية، رأفت حسونة: إن خطر البحر أصبح وشيكًا على القرية، بعد تآكل شاطئها بسبب الأمواج التي وصلت حد الأسفلت، وهو بعرض 4 أمتار، ويفصل بين المنازل وأمواج البحر.

وأضاف حسونة لـ"فلسطين"، أن أهالي القرية وتعدادهم قرابة 1200 مواطن، ينتمون لـ124 أسرة، يعيشون جميعًا في 40 دونمًا، يخشون أن يجرف البحر منازلهم خلال فصل الشتاء الممتد حتى 23 مارس/ آذار المقبل؛ ويصاحبه العديد من المنخفضات الجوية التي تتأثر بها منطقة الشرق الأوسط سنويًا.

وقال: إن غالبية سكان القرية يعملون في مهنة الصيد، بحكم أنهم يسكون في مكان يطل مباشرة على البحر، ويتابعون الأرصاد الجوية باستمرار، استعدادًا لاستقبال المنخفضات الجوية.

ونبَّه إلى أن مشكلة تآكل شاطئ القرية السويدية بدأت قبل 4 سنوات، وهي تتفاقم سنويًا، بعدما كان عرض الشاطئ الرملي يبلغ 40 مترًا، تلاشى الآن وأصبح لا شيء.

وإثر ذلك تداعت بلدية رفح ووزارة الأشغال للتدخل، وجلبت عشرات الشاحنات المحملة بالكثبان الطينية، ووضعتها أمام الأمواج، وفي الصباح التالي، لم يجد أحد منها شيئًا بعدما ابتلعها البحر، وفق حسونة.

وعلمت "فلسطين" أن البلدية والوزارة بدأتا في وضع كتل إسمنتية في الجزء الغربي للقرية المقابل للبحر، للحد دون تقدم الأمواج وتآكل شاطئها، كحل طارئ إلى حين البدء بحلول استراتيجية قد تشهدها القرية في المستقبل القريب.

ولم يقتصر ذلك على القرية الواقعة في أقصى الجنوب الغربي من قطاع غزة، قرب الحدود مع مصر، بل ذات المشكلة يواجهها معسكر الشاطئ غرب مدينة غزة منذ سنوات طويلة.

بدوره، قال رئيس لجنة الطوارئ في بلدية غزة المهندس عبد الرحيم أبو القمبز: إن انجراف شاطئ المخيم، مشكلة قديمة تتجدد سنويًا، نتيجة سرعة الرياح وارتفاع الأمواج في فصل الشتاء.

وذكر أبو القمبز في تصريح لـ"فلسطين"، أن مياه البحر قد تصل إلى منازل المواطنين في مناطق معينة من مخيم الشاطئ.

وأوضح أن بلدية غزة وفي السنوات الماضية، رفعت العديد من الكتب للجهات ذات العلاقة، وهي وزارة الأشغال ووكالة الغوث الدولية، وجهات دولية أخرى تنسق معها البلدية لجلب مشاريع استراتيجية وصولاً للحل الدائم.

وأوضح أن الحل المؤقت والطارئ كان يتمثل بنقل كتل اسمنتية، والتي نفذت لدى وزارة الأشغال العامة التي وفرت مبلغًا لشراء كل اسمنتية جاهزة ووضعتها أمام القرية السويدية لحماية القرية وانقاذ أهلها من خطر الانجراف.

وأوضح أن ذلك لا يمثل حلا استراتيجيا بقدر ما هو حل طارئ.

ولفت إلى مساعٍ لتوفير مليون دولار لتنفيذ مشروع حماية المناطق الرخوة على امتداد شاطئ قطاع غزة.

وقال: إن الحل الاستراتيجي لحل مشكلة مخيم الشاطئ، تتمثل بتطوير شارع المعسكر المطل على البحر، وهي مساحة لا يتعدى طولها 2 كيلو متر امتدادًا لشارع الرشيد الذي نفذته وزارة الأشغال قبل بضع سنوات، وغير من شكل الجزء الجنوبي الغربي لغزة.

ونبَّه إلى أن الأمر موكل لوزارة الأشغال العامة لرفع مقترحات إلى الجهات المانحة، ممثلة باللجنة القطرية، أو المنحة الكويتية، والمانحين الأوروبيين.

وأضاف "المشروع بحاجة إلى جهد كبير، ويحتاج إلى تكلفة عالية، نظرًا لأنه وفق المخططات، سيتم توسعة الشارع على حساب البحر، مع جدار استنادي وألسنة بحرية لحماية الشاطئ".

وأكمل أن المشروع يحتاج إلى 12 مليون دولار.

ومن المتوقع أن تنتهي مشكلة انجراف شاطئ المخيم إلى الأبد، وفق أبو القمبز، وذلك في حل نجحت وزارة الأشغال في جلب التمويل وتنفيذ المشروع.

وبحسب المخططات، لن يمس المشروع ببيوت المواطنين المطلة على الشارع، كما كان يتردد سابقًا، بأن أطرافًا ستعوض أهالي المخيم مقابل التنازل عن بيوتهم لتنفيذ المشروع.