فلسطين أون لاين

متلازمة الرقبة النصية.. سبل الوقاية والعلاج

...
غزة/ صفاء عاشور

تجلس قبالة الحاسوب أو شاشة الحاسوب المحمول ساعات طويلة في عملك، تعود لمنزلك ترتاح قليلًا فتعود إلى متابعة مواقع التواصل الاجتماعي على هاتفك المحمول ساعات طويلة، إذًا لابد أن تكون قد أصبت بمرض الرقبة النصية.

طبيب الأنف والأذن والحنجرة د. أحمد الجدبة يوضح أن متلازمة الرقبة النصية هي مرض من أمراض العصر الحديث، التي ظهرت مع انتشار وسائل التواصل التكنولوجية، مثل الحاسوب، والهواتف المحمولة، وغيرها.

ويقول الجدبة لـ"فلسطين": "إن متلازمة الرقبة النصية مرض يصاب فيه المريض بآلام في الرقبة والظهر، بسبب الجلوس ‫مدة طويلة والرأس منحنٍ إلى الأمام في أثناء استعمال الهواتف الذكية ‫والحواسب اللوحية".

والشباب –وفق إفادة الطبيب- هم الأكثر عرضة للإصابة بالرقبة النصية، لأن العمود الفقري ‫لديهم يكون مرنًا جدًّا، مشيرًا إلى أن هذا الخطر يهدد أيضًا الأكبر ‫سنًّا في حال قراءة الجرائد الإلكترونية ساعات طويلة، بسبب وضعية الجلوس الخطأ مدة طويلة.

ويبين أن دراسات دولية تظهر أن عوامل عدة تؤثر في العمود الفقري عند النظر إلى الجوالات والحواسيب وقتًا طويلًا والكتابة عليها، لافتًا إلى أن وزن رأس الشخص البالغ (4-6 كيلوجرامات) يؤثر على العمود الفقري بقوة تصل إلى 13 كيلوجرامًا عند إمالة الرأس إلى الأمام بزاوية 15 درجة.

ويفيد الجدبة أنه كلما زاد معدل الانحناء إلى الأمام زاد الثقل على فقرات العمود الفقري الموجودة في العنق، منبهًا إلى أنه عند النظر إلى شاشة الهواتف الذكية تكون زاوية ميل الرقبة 60 درجة تقريبًا، ما يعني التأثير على الرقبة والظهر بقوة تصل إلى 27 كيلوجرامًا.

ويذكر أنه كلما زادت وتكررت هذه الوضعية مدة طويلة، ارتخت الكتفان إلى الأمام وانبسطت عضلات الرقبة، وفي الوقت ذاته تنقبض عضلات الصدر ويزيد التحميل على العمود الفقري.

ويحذر الجدبة من الاستخدام المفرط للهواتف المحمولة والحواسيب لأنها سبب رئيس لتمدد الانحناء الطبيعي للعمود الفقري، ما يؤدي في أسوأ الحالات إلى الإصابة بتقوس العمود الفقري، أو الإصابة بالشد العضلي والصداع، أو تآكل الأقراص الفقرية تآكلًا سابقًا لأوانه.

وللتخفيف من أعراض هذا المرض أو علاجه ينصح بالرياضة التي يؤكد أن لها دورًا كبيرًا، وممارسة بعض التمارين، مثل: تكرار النظر إلى الأفق لتدريب عضلات العين والرقبة، مستدركًا: "ولكن يبقى استعمال أجهزة الجوال والحواسيب دون مبالغة هو الحل النهائي".