الصحة تاج على رؤوس الأصحاء، هكذا تعلمنا، وانطلاقًا من أن الصحّة ثروة الإنسان العاقل انبرت الكثير من الدول للاهتمام بالصحة، على أساس أن شخصًا سليمًا وخاليًا من الأمراض يعني مجتمعًا صحيًّا ومنتجًا.
أستكمل هنا سلسلة مقالات بدأتها بعنوان: "لو كنتَ وزيرًا .. لو كنتِ وزيرة"، فقد كتبت قبل مدة منشورًا في موقع التواصل (فيس بوك): "لو كنت وزيرًا للصحة، لو كنتِ وزيرة للصحة؛ فما رؤيتك وبرامجك التي ستسير وفقها خلال عملك في وزارة الصحة؟"، فتوالت أفكار الصديقات والأصدقاء، وكانت على النحو الآتي:
_الرقابة الصارمة ومنع الوساطات ومراعاة الناس؛ فكلهم سواء.
_ تنظيم دورات تدريبة وتوعوية للخريجين الجدد مع عدم إهمال التركيز على الأخذ بيد الأطباء القدامى في تطوير قدراتهم.
_العمل الجاد لتوفير الإمكانات اللازمة للمشافي والعيادات الحكومية، مثل أجهزة طبية حديثة.
_مراعاة ظروف المريض والمساهمة في إيجاد العلاج المجاني.
_العدل في التحويلات العلاجية.
_ مراعاة كرامة الطبيب، ومعاقبة من يهمل في عمله.
_دورات تدريبية في تعزيز الأخلاق والإحسان لجميع الكوادر الطبية، وعلى رأسهم الأطباء.
_دورات في تشخيص المرض بسلاسة.
_ابتعاث طلبة للدراسة في الخارج على حساب الوزارة مقابل العمل في الحكومة سبع سنوات لخدمة مرضى غزة، خصوصًا في التخصصات النادرة.
_الرقابة على كل المستشفيات وتفعيل لجنة شعبية مستقلة للرقابة على الأخطاء الطبية.
_شراء الخدمة.
_وضع خيارات للعمل: كامل الوقت في الحكومة فقط، أو جزئي في الحكومة وله عيادته، أو كلي في عيادته مع شراء خدمة.
_ الاستغناء عن العلاج في الخارج باستقدام الأطباء الفلسطينيين في الخارج الذين يحملون الدرجات العليا، وإعطائهم رواتب مثل الرواتب التي يتقاضونها كل حسب الدولة التي يعمل بها، يعملون هنا في غزة، ولو مدة مؤقتة، مدة 5 سنوات، وإلحاق الأطباء بغزة وتوزيعهم للتعلم وأخذ الخبرة من هؤلاء الأطباء المستقدمين، وبذلك نستغني عن العلاج بالخارج، ويصبح في أضيق الحالات، فالعلاج بالخارج يكلف مبلغًا كبيرًا يكفي تغطية الرواتب، وإنشاء عدة مستشفيات، خصوصًا في محافظات رفح وخان يونس والوسطى .
_رفع رواتب الأطباء، والتمريض، وعمال النظافة.
_إضافة عدد أسرّة كافٍ.
__زيادة الاهتمام بالبيئة الخضراء بزراعة الأشجار ورسم رسومات وأشجار لراحة المريض النفسية، خاصة مرضى الأمراض المزمنة.
_توظيف موظفين لديهم مهارة في طلب تبرعات وتمويلات وموظفين في الحسابات لدراسة كل هذه الأموال، وتصرف كاملًا في الهدف الذي دفعت لأجله.
_وجود أمن في المستشفى يحمي جميع أطراف المجتمع، وتوجيه القضايا الأمنية -مهما كانت بسيطة- للأمن والشرطة، وليس حسب ما يمليه الطبيب، حتى لو كان ضرب طفل من والديه.
_توفير أماكن للانتظار والراحة لأقارب المريض، فيها طابع يحمل الأمل والإيمان.
_التركيز على الجانب الإنساني في المهنة كثيرًا بالرقابة والمتابعة.
_ القضاء على أي فساد طبي أو إداري، وأي "أساليب خبيثة" قد يتبعها أي طبيب في الكسب بالتحويل إلى عيادته الخاصة أو مستشفيات أخرى، وما شابه من الحيل لكسب المزيد من الأموال.
إلى هنا تنتهي اقتراحات الصديقات والأصدقاء، أما أنا فلو كنت وزيرًا للصحة فسأفعل الآتي، لكن قبل أن أطرح أفكاري وجب التنبيه لمسألة في غاية الأهمية، وهي أن طرح هذه الأفكار لا يعني خلو وزارة الصحة منها، بل ربما كان طارحها غير عارف بوجودها، فظنها غير موجودة، ثم إني أتفق مع كثير مما جاء من الآراء، وإليكم أفكاري:
1_ إلزام الجميع بالفحص الطبي الدوري الشامل مرتين في العام.
2_ إغلاق العيادة الخاصة للطبيب الماهر مع تعويضه عن نصف دخله منها، فهو يتقاضى راتبًا حكوميًّا مضافًا له نصف دخله من عيادته الخاصة.
3_ سأجتهد لبناء مستشفى في كل محافظة مزودًا بأحدث الأجهزة.
4_لا سن معينة لتقاعد الأطباء، فمادامت صحته تسمح له بالعمل ليعمل.
5_ تشكيل مجلس استشاري من الأطباء يتابع ويوجه الطاقم الطبي نحو المستجدات العلمية في عالم الطب.
يبقى القول: إن معين الأفكار لن ينضب، وما على صناع القرار إلا إشراك الجمهور في تنفيذ ما يحتاج له.