فلسطين أون لاين

هل تعرفون ما هو مرض "الوهن العضلي"!!

...
صورة تعبيرية
غزة/ إخلاص سمارة:

بمجرد أن تقول " فلان مصاب بمرض الوهن العضلي"، ترى علامات استغراب على وجوه الكثيرين، متسائلين عن ماهية هذا المرض وأسبابه وكيفية علاجه، والحقيقة أن جهل الناس به يعود إلى ندرة حدوثه وقلة عدد المصابين به.

يُعرف الوهن العضلي بأنه اضطراب عصبي عضلي مناعي ذاتي، يؤدي إلى تعب العضلات وإرهاقها بشكلٍ متسارعٍ ولاإرادي، ويؤثر هذا المرض على قدرة العضلات على الحركة والقيام بمهماتها في الجسم، ويقلل من قدرة الشخص على التنقل من مكانٍ لآخر.

ومن ناحيته، قال رئيس قسم جراحة المخ والأعصاب في كل من مجمع الشفاء الطبي ومشفي غزة الأوروبي أستاذ دكتور محمود أبو خاطر، إنه في حالة الإصابة بالوهن العضلي فإن جهاز المناعة يعمل على تكوين أجسام مضادة تدمر المستقبلات الموجودة في الخلايا العضلية مما يضعف العضلات.

وأكد عدم وجود سبب رئيسي لهذا المرض، لكن الغدة الزعترية أو التي تُعرف بـ "التوتة" تلعب دوراً فعالاً في الإصابة به حيث تقوم بإنتاج الأجسام المضادة التي تضعف جهاز المناعة مسببة المرض، مشيراً إلى أن هذه الغدة هي جزء من الجهاز المناعي الموجود في الجزء العلوي من الصدر.

وأشار أبو خاطر إلى أعراض هذا المرض وهي انخفاض وتدلي جفن العيون سواء كانت كلتا العينتان أو إحداهما مسبباً ازدواجية الرؤية، تغير في الصوت، فقدان القدرة على التعبير من خلال الوجه إذا أصيبت العضلات فيه، فقدان القدرة على مضغ الطعام، صعوبة البلع، وضعف في عضلات العنق والأطراف.

وأوضح أبو خاطر أن حوالي 2% من بين 100 ألف شخص معرضين للإصابة بمرض الوهن العضلي، أي يُوجد هناك نحو 40 شخص مصاب بالمرض سنوياً في قطاع غزة.

وأضاف:" ينتشر المرض بين جميع الناس بكافة الأعمار، إلا أن النساء فوق عمر الأربعين والرجال فوق عمر الستين هم الأكثر عرضةً للإصابة، وقد يصاب الأطفال حديثي الولادة بالمرض إلا أنهم غالباً ما يشفون منه في غضون عدة أشهر".

ونوه أبو خاطر إلى عدم وجود علاج قطعي لهذا المرض حتى الآن، بخلاف تناول أدوية يوصي بها الأطباء من شأنها أن تخفف من حدة المرض، منبّهاً إلى ضرورة قيام المريض بالعلاج الطبيعي وتناول نظام غذائي مميز.

بدوره، قال أخصائي طب الأعصاب الدكتور محمد أبو السبح،إن التعب والارهاق والضغط النفسي و تناول بعض الأنواع من الأدوية تزيد من فرص الاصابة بمرض الوهن العضلي.

وتابع:" يمكن أن يكون تشخيص الوهن العضلي صعبا، لأن الأعراض يمكن أن تكون خفية ويصعب تمييزها عن الاضطرابات العصبية الأخرى، إلا أن التشخيص يكون بعدة مراحل أولها الفحص العصبي من خلال الكشف عن مدى قوة العضلات، وثانيها تحليل الدم، وآخرها التصوير المقطعي أو الرنين للتأكد من خلو الغدة الزعترية من أي ورم".

وبين أبو السبح أن الأشخاص المصابين بالوهن العضلي أكثر عرضة للإصابة بأمراض المناعة الذاتية، مثل التهاب المفاصل ومشاكل في غدد الجسم.