فلسطين أون لاين

​مبادرة انضم إليها أيضًا مهتمون من دول عربية

"تحدي السكر".. غزيون ينجحون بمواجهة "السم الأبيض"

...
هناك تجارب نجاح عدة في مجال تحدي السكر
غزة/ صفاء عاشور:

كان صعبًا على الغزي رائد قنديل الامتناع عن تناول السكر أو التخلص منه في نظام حياته الغذائي في ظل اعتماده على أنواع عديدة من المأكولات التي تحتوي على كمية كبيرة من السكر الذي يوصف بأنه "سم أبيض".

لكن ارتفاع وزنه الذي بلغ 94 كيلو وسماعه عن تحدي السكر دفعه إلى اتخاذ قرار بخوض هذه التجربة والمغامرة التي تحتاج إلى كثير من الجرأة، ليكون اليوم الأول من سبتمبر/أيلول الماضي أول الأيام التي بدأ فيها قنديل تغيير حياته.

"خشيت على نفسي من السمنة وما يتبعها من أمراض ووضعت هدفاً بالتخلص من هذا الوزن الزائد، وبدأت بعمل نظام غذائي جديد"؛ يقول قنديل لصحيفة "فلسطين".

وفي بداية الأمر، ابتعد قنديل بنسبة 80% عن تناول السكر وكل ما يدخل فيه من مشروبات ساخنة أو باردة، وعن الحلويات والمشروبات الغازية والعصائر الجاهزة، منبهاً إلى أنه استبدل الخبز الأبيض بخبز القمح أو الرقاق (الفراشيح) وتوقف عن تناول وجبة العشاء الدسمة مستبدلا إياها بالسلطات أو اللبن أو التمر مع اللبن.

وخصص قنديل وقتا للمشي يومياً لمدة ساعة اختارها أن تكون عند التاسعة مساءً، حيث قسم هذه الفترة ما بين مشي سريع أو هرولة، لافتاً إلى أنه أحياناً يذهب إلى البحر في ساعات الصباح الباكر للمشي واستنشاق الهواء النقي الصافي المهم للرئتين.

ويتابع رواية تجربته مع التحدي: أما يوم الجمعة أعده يوما مفتوحا لكل شيء عدا المشروبات الغازية، خاصة أنها تحتوي على كميات كبيرة من السكر التي يمكن أن تدمر أي انجاز حققته، مشيراً إلى أنه مع اعتماد هذا النظام لمدة 35 يوما نقص وزنه تسعة كيلوجرامات.

لكن قنديل ليس الوحيد الذي قرر خوض غمار التحدي، إذ إن الغزي سامي عكيلة انضم مع أسرته إلى من يواجهون مخاطر الإكثار من تناول السكر.

ويقول عكيلة لصحيفة "فلسطين": إنه مع انطلاق مبادرة تحدي السكر اعتمد على عدم إضافته إلى أي نوع من الأطعمة والمشروبات، كما يرفض تناولها عند الضيوف، لافتاً إلى أنه حتى لا يقع في حرج معهم يخبرهم قبل الزيارة بأنه لا يتناول السكر بتاتاً في أي طعام أو شراب.

ويفيد عكيلة بأنه استعاض عن السكر بالتمر والعسل الطبيعي، حيث يتناول هذه الأصناف باعتدال، أما المشروبات الغازية والعصائر المصنعة فأضيفت لقائمة "الممنوعات" بالنسبة له بشكل كامل.

ويوضح عكيلة أن المشاركة امتدت لأطفاله الذين قاطعوا الأطعمة المدرسية التي تحتوي على السكر ومنها كافة أنواع الشوكولاتة، البسكويت، الحلويات المصنعة، وتم توفير مصروفها لشراء الفاكهة والعصائر الطبيعية.

ويقول: مقاطعة السكر مسألة جزئية لكنها أجبرتنا على الدخول في نظام حياة شامل مختلف، كما أن مسألة تحدي السكر سهلة ممتنعة، ولا تعدو كونها عادة من العادات التي يمكن تغييرها مع مرور الوقت.

وعززت المبادرة شعور عكيلة بقدرته على تحدي نفسه، فضلا عن أنها أثرت إيجابا على مستوى نشاطه العام.

مؤسس المبادرة

وتعود فكرة مبادرة تحدي السكر إلى مؤسسها ومديرها م. عصام حماد، الذي رغب في التوعية بأضراره من خلال إنشاء صفحة في موقع التواصل فيسبوك.

وتفاجأ حماد بوصول عدد المتابعين لصفحته إلى أكثر من ثمانية آلاف عضو في غضون أسابيع.

ويعتقد حماد في حديث مع صحيفة "فلسطين" أن الإفراط في تناول مادة السكر الصناعي مسبب محتمل لمرض السرطان، بالإضافة إلى أمراض كالسكري، وضغط الدم، وارتفاع الكولسترول، وزغللة العيون، والاكتئاب وغيرها.

ويقول حماد: مبادرة تحدي السكر تهدف إلى توعية الناس في قطاع غزة بإمكانية الامتناع عنه وفق آلية معينة وليس بشكل مباشر، بحيث لا يتضرر الجسم من الفقدان المفاجئ للسكر.

ويوضح أنه أطلق المبادرة في منتصف أغسطس/آب ومع دخول أول سبتمبر انضم اليها ما يزيد عن 1200 عضو وبعدها بشهر تقريبا أصبح عدد أعضاء المبادرة 8 آلاف من فلسطين والدول العربية.

وينسب حماد إلى إحصائيات دولية أن استهلاك الفرد للسكر في العالم كان لا يتجاوز 1.8 كيلوجرام سنويا منذ 100 عام، بينما وصل استهلاك الفرد للسكر مع كثرة المنتجات المعتمدة عليه إلى 72 كيلوجرام سنويا.

وينبه حماد إلى أن منظمة الصحة العالمية أصدرت في 2015 تحذيرًا دوليًا مفاده ضرورة الحد من استهلاك السكر.

ويقول مؤسس المبادرة: إن منظمة الأغذية والدواء السعودية أصدرت قراراً بمنع إضافة السكر للعصائر الطبيعية، كما فرض الاتحاد الأوروبي ودولة الإمارات العربية المتحدة قراراً بفرض ضريبة على السكر.

ويبدي حماد سعادته بأنه رغم حداثة مبادرته فإن هناك تجارب نجاح عدة في مجال تحدي السكر، وهو ما زاد من اقبال الناس على خوض غمار هذا التحدي.