قال ضابط سابق في جيش الاحتلال الإسرائيلي إن حكومته أخطأت مرات عدة بتجاهلها إبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس مقابل الجنود المحتجزين لديها في قطاع غزة.
ورأي الضابط يوني بن مناحيم، في مقال له، اليوم الإثنين، أن (إسرائيل) لم تستغل مصالحها مع تركيا في التأثير على حماس، والضغط على قادتها، وأخطأت لأنها لم تضمن ملف الجنود الأسرى ضمن إجراءات كسر الحصار عن غزة، وإدخال الأموال القطرية.
وقال إن "استمرار احتجاز حماس للجنود الأسرى، يتطلب من المستوى السياسي الإسرائيلي الأعلى أخذ زمام المبادرة، وتفعيل المزيد من أدوات الضغط على حماس للتسريع بإبرام صفقة التبادل، من خلال العمل على اختطاف كبار قادة حماس، كي يكونوا ورقة مساومة".
وأضاف الضابط في جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان": "ليس أمام حكومتنا خيارات كثيرة؛ لأنها لا تمتلك معلومات إضافية عنهم، ما يمنعها من الذهاب إلى عملية عسكرية لتخليصهم واستعادتهم، وفي ظل غياب بديل عسكري عملياتي لتحريرهم، يجب العمل على إبرام صفقة تبادل مع حماس".
وتابع بن مناحيم: "خمس سنوات مرت على انتهاء حرب غزة الأخيرة، وما زال أربعة إسرائيليين موجودين في قبضة حماس حتى كتابة هذه السطور، ورغم أن مصر نجحت بإخراج صفقة شاليط السابقة لحيز الوجود في 2011، لكنها هذه المرة تواجه صعوبات في تكرار هذه التجربة".
وذكر أن "حماس ترى أن عرقلة إبرام الصفقة يعود لأن نتنياهو غير معني بإنجاحها، لاسيما في حقبة الانتخابات، والحركة لا تنظر للصفقة باعتبارها مسألة إنسانية، بل أمنية وسياسية، وحماس كحركة وقيادة تتعرض لضغوط كبيرة من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وعائلاتهم للتسريع بإبرام الصفقة، لكن الحركة تتروى، وتريد من الصفقة القادمة أن تطلق سراح أكثر من ألف أسير، بما يزيد عن الصفقة السابقة".
واستطرد: "بعيدا عن الدخول في تفاصيل خطاب أبو عبيدة، الأخير، فإن رسالته الأساسية تكمن بضرورة أن تسعى (إسرائيل) لإبرام الصفقة، وإلا فإن مصير جنودها الأسرى سيكون مثل مصير الطيار الإسرائيلي رون أراد المفقودة آثاره منذ عام 1986 وحتى اليوم، وترى حماس أننا وصلنا إلى مفترق طرق، والزمن لا يعمل لصالح حكومة نتنياهو".
وخلص الضابط السابق بستة دروس من وراء خطاب الناطق باسم القسام، أبو عبيدة، الأسبوع الماضي، أولها: أنه ليس هناك مفاوضات جدية بين الاحتلال وحماس، "بل محاولات متواضعة من المخابرات المصرية".
والدرس الثاني – حسب بن مناحيم – أن حماس ليس بوارد التراجع عن شروطها التي وضعتها منذ البداية، وعلى رأسها إطلاق سراح 80 أسيرا تم تحريرهم في صفقة جلعاد شاليط، وأعادت قوات الاحتلال اعتقالهم.
وذكر أن الدرس الثالث يكمن بأن حماس لن تكشف معلومات عن مصير الجنود الأسرى دون مقابل، ورابعها أن حماس مستعدة لإبرام صفقة تبادل على مراحل كما كان الأمر في صفقة "شاليط"، (بحيث يكون إخراج أي معلومة مقابل ثمن يتمثل بإطلاق سراح أسرى).
وأشار إلى أن الدرس الخامس من خطاب أبو عبيدة، يتمثل بحرب نفسية على عائلات الجنود الأسرى، "حيث يشغلون الجمهور الإسرائيلي، ثم الحكومة لإبداء المرونة أمام حماس".
وفيما يتعلق بالدرس السادس، تمم بن مناحيم "أن حماس قلقة من إمكانية تجميد المفاوضات حول الصفقة المطلوبة، والتهديد بإغلاق ملفها، والاستعداد لتنفيذ المزيد من عمليات الخطف والأسر".