دعا الخبير في شؤون القدس المحتلة، د. جمال عمرو، المقدسيين ومن يستطيع من سكان الضفة الغربية والأراضي المحتلة، لتكثيف الرباط في المسجد الأقصى المبارك؛ استعدادًا للتصدي للدعوات التي أطلقتها منظمات يهودية لاقتحام الأقصى صباح الأحد المقبل.
وأكد عمرو في حديثه لصحيفة "فلسطين"، أن الدعوات للاقتحام الأسبوع المقبل لم تأتِ اعتباطًا، موضحًا أن توقيت تلك الاقتحامات يحمل هدف تحطيم رمزية إسلامية الأقصى وخاصة في الأيام العشر الأخيرة من شهر رمضان.
وكانت منظمات "الهيكل" المزعوم اليهودية دعت أنصارها وجمهور المستوطنين للمشاركة الواسعة في اقتحام المسجد الأقصى، حيث تأتي هذه الدعوة في ذكرى احتلال ما تبقى من مدينة القدس وإخضاعها لسيطرة الاحتلال عام 1967.
وشدد الأكاديمي عمرو على أن شد الرحال في هذه الأوقات للأقصى واجب على كل فرد يستطيع ذلك، موضحًا أن الرباط فيه نوع من أنواع تثبّت الهوية الإسلامية الفلسطينية.
ولفت إلى أن العجز الرسمي العربي والفلسطيني يعني القبول بالأمر الواقع، وأن هذا الأمر الخطير الذي يهدف إليه الاحتلال، مضيفًا: "كنا نقول إن الأقصى في خطر، لأننا نستشرف المخططات الاحتلالية المعدة للتنفيذ في الأوقات المتلاحقة، والآن نستطيع القول إن الأقصى في خطر حقيقي وواقعي، ولا بد من التحرك وعدم السكوت لهذه الإجراءات العدوانية".
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال تحاول استخراج أقصى ما لديها من أجل معاقبة المقدسيين والمرابطين، الذين لم تثنهم هذه الممارسات عن شد الرحال والرباط والنفير إلى المسجد الأقصى.
ونبه إلى أن نحو 28 منظمة وجمعية يهودية دعت لاقتحام الأقصى، مؤكدًا أن تصاعد استباحة الأقصى من المتطرفين اليهود بمرافقة إجراءات إسرائيلية يستهدف المدافعين عن الأقصى.
ولفت إلى أن مدينة القدس تشهد إجراءات إسرائيلية صارمة، يتخللها إغلاقات للطرق والشوارع بكافة أحيائها وبلداتها، وتحديدًا البلدة القديمة، وذلك بهدف حماية المستوطنين خلال حملات الاقتحام، يصاحبه شل لحركة تنقل المقدسيين والمرابطين.
وذكر أن الجمعيات اليهودية ومعها الأذرع الإسرائيلية المختلفة، تعمل وفق خطط منظمة وعملية ممنهجة للسيطرة على الأقصى، موضحًا أن "المنظمات الصهيونية تتنافس فيما بينها، لتجنيد أموال هائلة لتواصل وتصاعد استباحة باحات الأقصى".
هستيريا إسرائيلية
وبين عمرو أن هناك حالة من الهستيريا الإسرائيلية باقتحام المسجد الأقصى، مضيفًا "بتنا نشاهد أن عدد اليهود المقتحمين يفوق أعداد المسلمين داخل المسجد، بفعل إجراءات الاحتلال والتضييق على الفلسطينيين".
واعتبر أن سلطات الاحتلال لا تكترث سوى لإرضاء المستوطنين والمتطرفين في الشارع الإسرائيلي، على حساب المرابطين والمسجد الأقصى، مؤكدًا أنها تجند كل مقدراتها لحماية المستوطنين الإرهابيين، وقهر المقدسيين.
وأشار إلى أن واجب نصرة المقدسيين يقع بالدرجة الأولى على السلطة الفلسطينية والأمتين العربية والإسلامية من خلال ممارسة الضغط بكل أشكاله على الاحتلال، مؤكدًا أن صمود المقدسيين سيكون حاسمًا في كسر شوكة الاحتلال ومستوطنيه.
ونوه إلى أن العمل يجب أن يكون على مستويات عدة منها: المستوى السياسي من خلال خطوات تأخذها السلطة والأنظمة العربية تجاه الاحتلال، والمستوى الشعبي من خلال زيادة وتيرة رحلات الرباط في الأقصى للفلسطينيين في الضفة والداخل المحتل.
ودعا الأمة العربية والإسلامية إلى التنبّه للحال الذي وصل إليه المسجد الأقصى، على اعتبار أن مخططات الاحتلال في الاستيلاء عليه أو إقامة "الهيكل" المزعوم هي في الهزيع الأخير من ليل التهويد المحدق خطره بالقدس والأقصى.
ولفت إلى أن التفاعل الشعبي والرسمي للعالمين العربي والإسلامي مع مستجدات معاناة المقدسيين، تتسم بالطابع الباهت والخجول، معتبرًا أن الاحتلال استغل انشغال الشعوب العربية في قضاياها الداخلية للاستفراد بالقدس والمقدسيين.
وحذر من أن المرحلة التي يمر فيها المسجد الأقصى حاليًّا، هي الأخطر في تاريخه، وهي ليست عاصفة مارّة، بل هي مدمّرة، لافتًا إلى أن هذه المرحلة هي "تكسير عظام" داخل المسجد من الاحتلال والمستوطنين، والجميع يتحمل المسؤولية المباشرة؛ قادةً وشعوبًا وعلماء.