فلسطين أون لاين

تقرير مقعدة بلا مصدر دخل.. تعيل بناتها وأحفادها الأيتام

...
صورة تعبيرية
دير البلح/ فاطمة العويني:

في خيمة تفتقر إلى أبسط متطلبات الحياة الإنسانية، وتخلو من أي مظاهر للعيش الكريم، تقيم السيدة المقعدة باكزة نصر الله (49 عامًا)، التي تقاسي مرضًا جعلها طريحة الفراش، فيما يزيد الفقر والحاجة من قسوة حياتها، في ظل نزوح قسري من شمال قطاع غزة إلى جنوبه.

وقبيل حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، كانت “باكزة” بالكاد تتدبر قوت يومها، إذ إن زوجها كان من ذوي الإعاقة ولا يملك مصدر دخل، لكنها كانت تعيش مستورة بين أربعة جدران في بيت عائلة زوجها.

وخاضت باكزة مشوارًا علاجيًا مضنيًا من أجل الإنجاب، حتى رزقها الله بابنتين، قبل أن تسوء الحالة الصحية لزوجها إثر إصابته بجلطة، توفي على إثرها قبل سبع سنوات. وبعد وفاته مباشرة، تعرضت باكزة لانتكاسة صحية أُصيبت خلالها بداء الفيل، ما أقعدها عن الحركة.

وجاءت الحرب الإسرائيلية على غزة لتفاقم معاناتها، إذ تقول: “هذه المرة الثالثة التي أنزح فيها، نزحت زحفًا على يديّ من شمال غزة إلى الجنوب لعدم امتلاكي ثمن المواصلات، واستغرقت الرحلة ثلاثة أيام كاملة، خرجت وبناتي دون أن نأخذ معنا شيئًا”.

وتضيف بألم: “في هذه المرة فقدنا المنزل أيضًا، إذ أصبح غير صالح للسكن ويحتاج إلى الكثير من الإصلاح إذا ما فكرنا بالعودة إليه، والأسوأ أننا لا نملك أي أثاث أو فراش يمكننا من العيش فيه”.

وبفعل ضيق الحال وصعوبة العودة إلى شمال غزة، تعيش باكزة ظروفًا قاسية داخل خيمة في مدينة دير البلح، تفتقر إلى سرير، أو حمام، أو كرسي متحرك، أو غيرها من المتطلبات الأساسية التي تفرضها حالتها الصحية الصعبة.

وتقول: “أعاني كثيرًا من عدم قدرتي على التنقل، ومن غياب سرير أرتاح عليه أو حمام أقضي حاجتي فيه، إلى جانب قسوة الحياة داخل الخيمة، خاصة في فصل الشتاء”.

وتزداد معاناة باكزة بسبب إعالتها لابنتها الكبرى، التي استشهد زوجها خلال الحرب، تاركًا خلفه طفلين؛ أكبرهما يبلغ من العمر ست سنوات، وأصغرهما ثلاث سنوات، مضيفة: “عادت إليّ ابنتي مع طفليها، إلى جانب إعالتي لابنتي الصغرى التي تبلغ من العمر سبعة عشر عامًا”.

وتتابع قائلة: “أعجز عن توفير أي من مستلزمات بناتي وأحفادي، فلا يوجد لدينا أي مصدر دخل، ولا نأكل سوى مما يُطهى في تكية المخيم الذي نعيش فيه، وأحيانًا نحصل على بعض الخضراوات كمساعدة، فلا قدرة لنا على شراء أي شيء من السوق”.

وتشير إلى عجزها عن إجراء التحاليل الطبية اللازمة لمتابعة وضعها الصحي أو شراء الأدوية، موضحة: “أوصى الأطباء بإجراء عدة تحاليل ضرورية، وكذلك بعمل نظارة طبية، ولا أملك شيكلًا واحدًا من ثمنها”.

ولا ترجو باكزة سوى أن يمد أهل الخير يد العون لأسرتها، بما يمكنها من تأثيث خيمتها بما يعينها على الحياة، قائلة: “أتمنى كفالة أحفادي الأيتام وتوفير ما يحتاجونه، فلا يوجد أي رجل في الأسرة يعمل وينفق علينا”.

كما تناشد نصر الله المؤسسات الصحية الدولية الإسراع في إجلائها للعلاج في الخارج، حيث تمتلك تحويلة طبية، خشية اضطرار الأطباء داخل غزة إلى بتر قدميها، وحتى تستعيد عافيتها كونها المعيل الوحيد لبناتها وأحفادها.

المصدر / فلسطين أون لاين