فلسطين أون لاين

دعوات للمؤسسات الدولية لتحمّل مسؤولياتها مع دخول منخفض جوي يفاقم معاناة النازحين

...
صورة من الأرشيف
غزة/ محمد أبو شحمة:

مع دخول منخفض جوي جديد إلى قطاع غزة، تتجدّد معاناة عشرات الآلاف من النازحين الذين يعيشون في خيام تفتقر إلى الحدّ الأدنى من مقومات الحياة والوقاية من برد الشتاء وأمطاره.

وقد أدّت الأمطار الغزيرة إلى غرق العديد من خيام النازحين، ولا سيما في محافظتي خان يونس ورفح، وسط نقص حاد في مستلزمات الإيواء والتدفئة، نتيجة استمرار الاحتلال الإسرائيلي في منع إدخال المواد الأساسية.

وأطلقت منظمات حقوقية محلية ودولية نداءات عاجلة إلى المجتمع الدولي، ولا سيما الأمم المتحدة ومؤسسات الإغاثة، لتحمّل مسؤولياتها القانونية والإنسانية تجاه سكان القطاع، ووقف سياسة العقاب الجماعي التي تُمارَس بحق أكثر من مليوني إنسان، معظمهم من اللاجئين.

وبحسب ما رصدته صحيفة "فلسطين"، فإن الأوضاع داخل المخيمات "كارثية"، حيث تفتقر الخيام إلى العزل المائي، ما يؤدي إلى تسرب المياه إلى أماكن نوم العائلات، ويهدد حياة الأطفال وكبار السن.

وأكد رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد)، صلاح عبد العاطي، أن الكارثة الإنسانية في قطاع غزة تتفاقم مع دخول كل منخفض جوي، في ظل استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي بفرض قيود مشددة على إدخال المساعدات الإنسانية واحتياجات الإيواء والمستلزمات الطبية والمعدات الثقيلة ومواد إعادة الإعمار، إضافة إلى منع إدخال الخيام والبيوت المتنقلة والأغطية والشوادر، ما يهدد حياة مئات آلاف النازحين الذين يعيشون في خيام متهالكة أو منازل مدمّرة جزئيًا، وسط غياب أدنى مقومات الحياة.

وقال عبد العاطي في حديثه لصحيفة "فلسطين": "إن استمرار القيود الإسرائيلية على إدخال المساعدات الإنسانية يشكّل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف الرابعة، ويُعدّ شكلًا من أشكال العقاب الجماعي والإبادة البطيئة بحق المدنيين".

وأشار إلى أن ما يسمح الاحتلال بإدخاله من مساعدات لا يتجاوز 20 إلى 30% من الاحتياجات الفعلية، وفق تقديرات المؤسسات الإنسانية، في وقتٍ تتزايد فيه حالات سوء التغذية، وتدهور الأوضاع الصحية والبيئية والمعيشية بصورة غير مسبوقة.

وأوضح عبد العاطي أن تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار بشكل كامل، وضمان فتح المعابر دون قيود أو شروط سياسية أو أمنية، يمثّلان شرطين أساسيين لتدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية، واستعادة الحياة المدنية تدريجيًا في القطاع، بما يشمل السماح الفوري بإدخال الخيام والبيوت المتنقلة والأغطية والشوادر، وسائر المستلزمات الضرورية لحماية المدنيين من برد الشتاء القارس والأمطار الغزيرة التي تهدد بإغراق المخيمات ومراكز الإيواء ومناطق النزوح.

وشدّد على ضرورة تكثيف الجهود الأممية والدولية لتوفير دعم عاجل لعمليات التعافي المبكر للقطاعات الخدمية الأساسية، بما في ذلك السماح بإدخال المعدات الخاصة بالبلديات ومواد إعادة الإعمار وقطع الغيار اللازمة لتشغيل شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء والنظافة العامة، تفاديًا لانهيار بيئي وصحي شامل مع حلول فصل الشتاء.

وحمّل عبد العاطي سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن أي تداعيات إنسانية أو بيئية قد تنجم عن استمرار الحصار أو منع إدخال المساعدات، مؤكدًا أن أي تأخير في إدخال مستلزمات الإيواء والتعافي يشكّل تهديدًا مباشرًا لحياة المدنيين، ويقوّض فرص الاستقرار الإنساني في القطاع.

وطالب الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الدولية والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية بتحمّل مسؤولياتهم القانونية والإنسانية، والعمل العاجل للضغط من أجل فتح جميع المعابر الإنسانية بشكل دائم ودون عراقيل، والسماح الفوري بإدخال المساعدات الإنسانية والطبية والإيوائية، بما يشمل الخيام والبيوت المتنقلة والأغطية والشوادر وسائر مستلزمات سكان القطاع.

كما شدّد على ضرورة تمكين إدخال المعدات الثقيلة لهيئات الدفاع المدني والبلديات، وضمان وصول الوقود والآليات والمولدات ومواد البناء واحتياجات إعادة الإعمار، بما يعزّز صمود المدنيين ويمهّد لعملية تعافٍ مستدامة.

 

 

المصدر / فلسطين أون لاين