نظم مجمع اللغة العربية الفلسطيني، أمس، مؤتمره الدولي السادس، تحت عنوان (الترجمة من العربية وإليها – إشكاليات وحلول)، بمشاركة أكثر من 20 باحثا وأكاديميا عربيا وأجنبيا.
وعقدت فعاليات المؤتمر، بمشاركة وزارة التربية والتعليم العالي، في فندق الكومودور بمدينة غزة بحضور النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي أحمد بحر، ورئيس المجمع د. عطا الله أبو السبح، ورئيس اللجنة التحضيرية خليل حماد، ورئيس اللجنة العلمية عبد الفتاح أبو زايدة، ووكيل وزارة التربية والتعليم العالي زياد ثابت.
وخلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، قال بحر: "هذا المؤتمر العلمي فخر لفلسطين وغزة التي تثبت للعالم تفوقها رغم الحصار والعدوان، وإبداع أبنائها في صورة مشرقة في العالم للعلوم المختلفة".
وأشاد بحر في المؤتمر والقائمين عليه، قائلاً: "الترجمة يجب أن نستفيد منها كمدخل لنقل حضارة شعبنا وأمتنا، ونقل معاناة الفلسطينيين للعالم وتثبيت حقوقهم العادلة".
من جهته، أكد ثابت أن نجاح الترجمة يحتاج لمترجمين أصحاب خبرات كبيرة ومعرفة ودراية بالثقافات العالمية حتى يستطيعوا النقل من ثقافة لثقافة بالشكل العلمي والمفاهيم السليمة، لا فتاً إلى ضرورة العناية بالترجمة والاستفادة منها.
وقال: "الاستفادة من الترجمة يتم في العلوم والمعارف العلمية ونقل الرسالة الحقيقية عن العالم العربي والإسلامي"، مشيراً إلى أهميته في الارتقاء بمستوى الطلاب وسط التور التكنولوجي الكبير.
وعلى هامش المؤتمر، تحدث رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر عن المؤتمر وأهداف إقامته: "اللغة العربية هي اللغة الأقدر على التعريب والاشتقاق، واستيعاب كل مصطلحات الحضارة، ونترجم منها كونها للغة الحية والخالدة"
وأوضح لـصحيفة "فلسطين أن "الباحثين والأكاديميين أثبتوا أن اللغة العربية حسناء وهي الأقدر على استيعاب سمات الحضارة"، مشدداً على أن مجمع اللغة العربية نجح في تنفيذ الخطة الخماسية الأولى بتنفيذه 5 مؤتمرات سابقة، ربطت اللغة العربية مع الحضارة العالمية.
وأضاف: "الترجمة تضيف على اللغة حسنة مميزة، ونسعى إلى الكشف عن مميزات عديدة وجمّة تمتاز اللغة العربية بها"، مشيراً إلى أن المجمع تلقى 50 ملخصًا ترجمت إلى أبحاث بموضوعية واختصاص كاملين.
وبيّن أن المؤتمر يعرض 25 بحثًا ثلاثة شارك فيها عدد من الدول مثل: ماليزيا والمغرب والجزائر.
بدوره، بين أبو السبح أن مدارس الآداب في الدول الغربية أوجدت حضارة مدنية؛ علينا أن نأخذ المفيد منه، لافتاً إلى أن الشعب الفلسطيني قدّم للعالم الكثير فيما يتعلق بالترجمة، أهمها في القرن الـ 20 قادها العالم الفلسطيني أحمد شفيق الخطيب.
وشدد أبو السبح على أن المجمع يحرص على العودة إلى جذور اللغة العربية باعتبارها ضرورة من ضروريات الحياة، فعمارة الأرض تكون بالتبادل العلمي والمعرفي والثقافي، مشدداً على أن المؤتمر يهدف لتطوير اللغة وتجديدها، وإظهار تأثير الترجمة على حركة الفكر والثقافة والسياسة.
وقال: "يهدف المؤتمر أيضاً، إلى الحفاظ على هويتنا الحضارية وحمايتها، والحث على إنشاء مؤسسات معتمدة للترجمة، وتشجيع المختصين في اللغات على زيادة النشاط في ميدان الترجمة".
وعن جهود بعض المترجمين الفلسطينيين والعرب، قال: "إن الغزو العسكري أقل خطورة من الغزو الفكري والثقافي"، مشيراً إلى ضرورة الاهتمام بفلسفات ومعارف الآخرين "لكن في المقابل يجب الاهتمام بالجذور العربية الإسلامية الأصيلة".
وعقد جلسات المؤتمر الثلاثة تحت عنوان: "الترجمة إشكاليات وحلول"، و"دور الترجمة في التنمية الفكرية والاجتماعية والتعليمية"، و"الترجمة وأثرها في اللغة العربية".
ومن أهم الأبحاث التي تخللتها الجلسات العلمية الأولى: "ترجمة المصطلحات القانونية إلى اللغة العربية إشكاليات وتوجيهات، وإشكاليات الترجمة من اللغات الأجنبية إلى العربية وطرق حلولها، والرواية العربية المترجمة مشاكل وحلول".
إضافة إلى" أثر الترجمة في الإعلام (الإعلام الإسرائيلي نموذجاً)، وترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية الترجمة الصحيحة والدقيقة في خدمة الإسلام الحنيف، وأثر الترجمة في الفكر الاجتماعي والسياسي".