قال خبير تحليل الشخصيات ولغة الجسد مصطفى مسلم من مصر، إن ملامح لغة الجسد التي ظهر فيها رئيس حماس يحيى السنوار في اشتباكه الأخير، تبرز الثبات منقطع النظير والشجاعة.
وأوضح مسلم في قراءة تحليلية خص بها "فلسطين أون لاين" لصورة القائد المشتبك في لحظاته الأخيرة، أنه رغم أن البيت المتواجد فيه تعرض للقصف بالقذائف فإنه بقي في مكانه لم يختبئ خلف شيء، مبينا أن التصرف الطبيعي للإنسان العادي أن يسارع للاختباء ويحاول عمل أي وسيلة للهروب والنجاة.
وأضاف: "السنوار لم يفعل اي شيء كي يختبئ من القصف، وبدت عنده الشجاعة والثبات وهذا واضح من وضع يده المصابة على الأريكة وفرد ظهره على الأريكة".
ورأى، أن "الصور الأخيرة تشير أنه قد مر بمواقف مشابهة وواجهها في الآونة الأخيرة، وهو ما يعزز ما أعلنته أن القائد السنوار تنقل بين محاور المعارك في قطاع غزة في مواجهة الاحتلال".
وقال مسلم: "أكاد أجزم وقوع مواجهات بين السنوار وجنود الاحتلال في أماكن مفتوحة وغير مغلقة"، مبينًا أن وجوده في البيت ووجوده بالشكل الذي كان عليه أو حتى أسلوب مقاومته يدل أنه لم تكن هذه أول مواجهة يخوضوها مع الاحتلال.
وأضاف: "في الوقت الذي كانت يده فيها بتر مسك العصا وقاوم فيها وأخذ موقف دفاعي أمام طائرة الدارون، وهذا يدلل أنه غير خائف ودليل أيضا عدم يأس".
وبيّن، أن طبيعة جلوسه على الكنبة كأنه شخص جالس على عرشه فيها نوع من أنواع الثبات والثقة، وليس جلسة خوف او خضوع أو تأثر.
أما عن تفاصيل، وضع يده على الكنبة وفرد ظهره وإلقاء العصا ونظرات عينيه، فهي وفق مسلم، كلها علامات ثقة بالنفس.
وأردف: "كان يتعامل بقوة وحزم وصرامة وشجاعة حتى آخر نفس.. واحد غيره يختبئ هذا أبسط شيء، مشيرًا إلى انه من الشخصيات الواقعية، ويتابع، هو قراره من رأسه ويسير وراء قناعاته وأفكاره ولا يتأثر بكلام المخيطين به أو الآخرين".
ورأى خبير تحليل الشخصيات ولغة الجسد، أن ارتداء الملابس العسكرية وحمل السلاح يريد منه التأكيد أنه مقاوم وموجود بين المقاومين طوال الوقت ولا يختبئ او يحتمي بدروع بشرية.. يحاول أن يؤكد لآخر قطرة او نفس أنه يقاوم وغير منعزل عن محيطه أو أنه يرى نفسه أعلى قيمة. بل على العكس تقول لغة جسده إنني أشبه كل الناس من حولي وإنني واحد منهم، هذه صفات الشخص القيادي الذي يكون في مقدمة الصفوف.
وشدد على أن "الصور تركت انطباعًا كبيرًا جدًا عن شجاعة الشخص المقاوم كما يجب أن يكون، منبهًا إلى أنه عند الاصابة فان السلوك الانساني يتجه للامساك بالإصابة ومحاولة معالجة الجروح ويتألم لكن السنوار لم يبد ذلك وكأنه لم يتعرض لشيء.
واستطرد في هذه النقطة: "هذا نوع من أنواع الثبات فيه انعكاس لمواقف سابقة تعرض لها وكانت كبيرة جدا..لا يوجد انسان يتعرض لتلك الاصابات ويجلس جلسته التي كلها انعكاس لقوة لثقة بالنفس وقدرة على الصمود دون ان يشعر الذي أمامه انه يتألم.. حتى نظرات عينيه كانت حادة جدا وليس نظر شخص خائف أو يتألم".
ورأى، أنه سيأتي يوم ويخرج أطفال ممن عايشوا الخرب وقسوتها والفقد بكل أشكاله وسيكونون هم المقاومون في المستقبل.. والنموذج والمغوار لهم هو السنوار.
وختم بقوله: الأطفال مشاريع مجاهدين. هم مقاومو المستقبل وسيكونون أشرس وأقوى وأكثر جرأة من أي نسخة سابقة ونموذجهم في ذلك الشهيد القائد يحيى السنوار.