يعاني جيش الاحتلال الإسرائيلي من نقص في الجنود لا سيما أن قوات الاحتياط تعاني من الإرهاق في ظل الحرب المستمرة على قطاع غزة وتوسيع الحرب البرية لتشمل جنوب لبنان حيث يتكبد خسائر كبيرة.
وقد دفع النقص في عدد الجنود السلطات الإسرائيلية إلى تركيز انتباهها على المتدينين اليهود المتطرفين (الحريديم) الذين يشكلون حوالي 13% من السكان المعفيين من الخدمة العسكرية.
وفي يونيو/حزيران، ألغت المحكمة العليا الإسرائيلية امتياز الإعفاء الذي ظلت تلك الفئة تتمتع به ردحا من الزمن، على أمل أن يساعد ذلك في حل المعضلة، إلا إن الحريديم ما يزالون يرفضون التجنيد.
وبلغة الأرقام، وقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، عن بيانات، إنّه "كان هناك، في السنوات الأخيرة، انخفاض متوسط بنسبة 1% سنوياً في العدد الإجمالي للمقاتلين الذكور".
وبحسب البيانات، فإنّ 33%، أي 1 من كل 3 رجال ملزمين بالتجنيد، لم يصلوا إلى قاعدة التجنيد في السنوات الأخيرة"، فيما تسرّب 15% في أثناء الخدمة، ولم يدخلوا إلى التشكيل الاحتياطي على الإطلاق".
كما "قفز عدد المستفيدين من الإعفاء لأسباب طبية ونفسية من 4% إلى 8% ، فيما يعدّ هذا البند هو الأكثر شيوعاً للتسريح في أثناء الخدمة".
ووفقاً لمعطيات شعبة القوة البشرية، "هناك 18 ألفاً من جنود الاحتياط مقاتلين، و20 ألفاً من الإسناد القتالي المسجّلين كجزء من حجم قوة الاحتياط لوحدات الجيش الإسرائيلي، ولا يلتحقون عند استدعائهم".
وأردفت الصحيفة أن قادة الألوية والكتائب في الاحتياط، الذين طلب منهم التعامل مع هذه القضية، أوضحوا لقائد شعبة القوة البشرية المنتهية ولايته، اللواء يانيف عاشور، أنّ الأمر "يتعلق بمتهرّبين متسلسلين ولا يمكن إحضارهم بالقوة".
"الجيش لن يحقق الهدف"
وعليه، فإنّ "الواقع على الأرض صعب، حيث يحتاج الجيش الإسرائيلي إلى 7 آلاف مجنّد على عجل"، وفي حين "ادّعي الجيش أنه سيكون قادراً على تجنيد 3 آلاف حريدي (اعتباراً من آب/أغسطس الماضي)". ولكن في عام التجنيد السابق، "تم تجنيد 1200 فقط من أصل نحو 13 ألف مرشح للخدمة الأمنية"، وفق ما أكدت الصحيفة.
وأكّدت "يديعوت أحرونوت" أن "الجيش الإسرائيلي يدرك أنّه لن يحقّق الهدف، بهذه الأرقام، حتى لو أصدر أوامر تجنيد لـ9 آلاف حريدي كما هو مخطّط له، وهو ما يتطلّب توجيهاً من المستوى السياسي ووزير الأمن".
ومثلما يبدو عليه الأمر في هذه اللحظة، "فمن المرجح أن نرى وزير الأمن يوآف غالانت ينهي منصبه لصالح وزير أكثر راحة للائتلاف في هذا الصدد، قبل أن نرى كتائب الحريديم ترتدي البزة العسكرية"، وفق الصحيفة.
ويرفض القطاع الحريدي أوامر التجنيد، وقبل أيام، اندلعت مواجهات بين شرطة الاحتلال ومستوطنين من "الحريديم"، خلال تظاهرهم أمام مقر التجنيد في "تل هشومير" في "رامات غان"، جنوبي "تل أبيب"، رفضاً لتجنيدهم الإجباري.
وخلال التظاهرة، هتفوا بعبارات مناهضة للتجنيد، مثل"سنموت ولن نجنّد"، وهذه التظاهرة هي سلسلة من تظاهرات عصفت بالداخل الإسرائيلي.
وقبل أيام، أكّدت إذاعة "جيش" الاحتلال، أنّ البيانات الأولية لعملية تجنيد "الحريديم"، تظهر أنّ أقل من 4% التحقوا بالخدمة العسكرية، من بين 3 آلاف أمر تجنيد تم إرسالها إلى الشباب "الحريديم" منذ تموز/يوليو الفائت.