فلسطين أون لاين

ضبابية مواقف "ترامب" السياسية والاقتصادية تهوي بالدولار

...
صورة أرشيفية
غزة - رامي رمانة

عزا مختصان في الشأن المالي تراجع أسعار صرف الدولار الأمريكي مقابل العملات الأجنبية الأخرى خاصة الشيكل الإسرائيلي إلى ضبابية المشهد السياسي والاقتصادي الأمريكي بعد تولي الرئيس دونالد ترامب مقاليد الحكم.

وتوقع أحدهما تدني سعر الصرف إلى 3.75 شيكل حال بقاء البنك المركزي الإسرائيلي متفرجًا، فيما اعتبر الآخر أن الدولار سيكون على المدى الطويل في اتجاه الصعود.

وأوضح المختص أمين أبو عيشة، أن الغموض المحيط في موقف واشنطن الجديد تجاه العديد من الدول لا سيما الصين وبريطانيا والمكسيك جعلت العملة الخضراء في موضع متزعزع.

وقال أبو عيشة لصحيفة "فلسطين": إن المحللين الاقتصاديين والماليين يراقبون خطوات الرئيس الجديد وانعكاساتها على الاقتصاد الأمريكي، ففي رفع قيمة الضريبة الجمركية على البضائع المستوردة من الصين، قد يدفع الأخيرة إلى اتخاذ خطوة مماثلة، ما يؤثر على قوة العملة الصينية التي تعتبر من أقوى العملات الأجنبية.

واتهم ترامب قبل وصوله الحكم الصين بالتلاعب بالعملة، ثم رفض شرط الصين بمشاركة منتجيها للتكنولوجيا قبل السماح للشركات الأمريكية بالدخول إلى السوق الصينية، ومنع الصين من دعم الصناعات بهدف خفض التكلفة.

وأعطى ترامب الانطباع الواضح للأمريكيين بأن الرئيس السابق باراك أوباما ومن سبقوه، قدّموا تنازلات للصين وتهاونوا في تطبيق اتفاقيات التجارة مع كندا والمكسيك وتسببوا بأذى واضح للصناعات والوظائف والتجارة والعملة الأمريكية.

وأضاف أبو عيشة أن مواصلة ترامب انتقاد سياسة الاتحاد الأوروبي، وتأكيده انتهاج دول خطوة بريطانيا في الخروج من الاتحاد، يؤثر على العملة الأمريكية مقابل تعزيز الجنية الاسترليني، مشيرًا إلى أن 80% من التحليلات الاقتصادية أضحت تعتمد اليوم على مراقبة المشهد السياسي بدلًا من الارتكاز على المتغيرات في معدلات البطالة والفقر.

ونوه إلى أن فرض الرئيس الجديد ضرائب جديدة على الطبقة الوسطى -التي حاول أوباما تجنبها- سيخفض من معدلات الإنتاج، ويرفع من سعر الفائدة للبنوك، وهي تترك آثارًا سلبية على عملة الدولار.

واتهم ترامب المكسيك بدعم غير مشروع للصناعات على أراضيها، وهذا ما تسبب بإغلاق مصانع أمريكية ونقلها إلى المكسيك، وكان آخرها خطط شركة كاريير لإغلاق مصنع في انديانا ونقله إلى المكسيك.

وأشار أبو عيشة إلى أنه في تواصل بيانات النمو الإيجابية بنفس الوتيرة التي شهدتها، خلال الشهور الماضية، وارتفاع معدل التضخم، فإن مصرف الاحتياط الفدرالي (البنك المركزي الأمريكي) سيضطر إلى رفع الفائدة لمكافحة التضخم، وهو ما سيعني مزيدًا من الدعم لسعر صرف الدولار، ومعروف أن الفائدة المرتفعة تقلل العرض النقدي.

ويلفت المختص الانتباه إلى أن الاحتلال الإسرائيلي -الذي يقف ترامب سياسيًا معه- سيحافظ على هيبة العملة الأمريكية، وأن ذلك مناط بدور البنك المركزي الإسرائيلي في شراء الدولار.

وقال: "نتوقع تدخل البنك المركزي الإسرائيلي حال تراوح سعر صرف الدولار ما بين 3.75-3.77، عندئذ البنك سيضطر إلى شراء الدولار ليحافظ على الصرف عند 3.8".

وأشار إلى أن الإسرائيليين لديهم استثمارات ضخمة في العالم بالدولار الأمريكي.

وفي ظل هذه التوقعات نصح أبو عيشة المواطنين بشراء الدولار في الوقت الراهن لأن الانخفاض متعلق بضبابية المشهد السياسي الأمريكي وليس له علاقه بمؤثرات اقتصادية أو تنافسية.

وعن انعكاس انخفاض الدولار على المعدن النفيس بين أبو عيشة أن التأثير محدود، فسعر أونصة الذهب متقارب إلى حد كبير قبل وبعد وصول ترامب لسدة الحكم.

وبين أن الذهب يتأثر حال نشوء صراع بين الدول المنتجة والمستوردة للذهب مثل الهند وأوكرانيا، وهذه الدول في الوقت الراهن محيدة.

رد فعل

المستشار المالي الحسن علي بكر يتفق مع ما ذهب إليه أبو عيشة من أن الانخفاض في صرف الدولار، ناتج عن "رد فعل" لعدم وضوح السياسة الأمريكية الجديدة.

وبين بكر لصحيفة "فلسطين" أن الدولار سيكون فيما بعد في اتجاه صاعد بناء على المعطيات الاقتصادية المتعلقة برفع الفائدة الأمريكية والتوجهات الأوروبية نحو التسيير الكمي وإعادة شراء الأصول.

وقال: "في ظل تسلم ترامب الحكم، ظهر عدم اليقين في الأسواق، لعدم وضوح الصورة فعليًا، فخطط ترامب الاقتصادية تأخذ فترة طويلة للتطبيق، كما أن عمليات الشراء الكبيرة التي قامت بها البنوك الاستثمارية للدولار بدأت الأن بجني الأرباح مما شكل الضغط على الدولار الذي هبط عالميًا إلى مستويات اقترب من 100 بعد أن وصل 103 مقابل العملات الرئيسة.

وأشار بكر إلى أنه خلال الفترة الماضية التي شهدت فوز ترامب كانت السوق قد تحركت بقوة نتيجة توقعات لسياسة ترامب المشجعة للاستثمار، وخطته الطموحة للعقار الأمريكية مما ترتب على ذلك ارتفاع الدولار عالميًا مقابل سلة العملات الأجنبية، إضافة إلى خطوة الفدرالي الأمريكي الذي رفع الفائدة في شهر ديسمبر، ووصل الارتفاع في الدولار في ذلك الوقت إلى مرحلة يطلق عليه التشبع بالشراء.

ونصح بكر المواطنين إلى استغلال أي عمليات هبوط في السوق لشراء الدولار، لكن حال هبوط الدولار عن 3.73 يكمن الخطر.

يذكر أن نقص السيولة الدولارية في الأسواق الناشئة، خاصة في أسواق آسيا ومراكز المال في جنوب شرقي آسيا والصين هو ما أدى إلى حدوث انخفاض حاد في الين وبعض عملات النمو الآسيوية، وذلك يعود إلى انهيار سوق السندات وهروب المستثمرين المكثف من السندات الأمريكية والعالمية، بعدما خسر هذا السوق تريليون دولار خلال الأيام الثلاثة التي أعقبت انتخاب ترامب.