فلسطين أون لاين

بعد نقص الأمطار.. خطة لتوزيع مياه الشرب بالتناوب في بوركينا فاسو

...
الأناضول

خطة لتوزيع مياه الشرب بالتناوب بين سكان العاصمة البوركينية واغادوغو، أعلنت عنها السلطات أمس الثلاثاء، لتعويض الإنقطاعات المتكررة ونقص الإمدادات، لقيت"ترحابا" من قبل سكان يعانون منذ أسابيع من صعوبة تأمين احتياجاتهم من هذا المورد الحيوي، بحسب شهادات متفرّقة للأناضول.



وللتعامل مع العجز المسجّل على مستوى التزوّد بمياه الشرب، والمقدّر بـ 70 ألف متر مكعّب، ومواجهة الإنقطاعات المتكررة التي يحدث وأن تستمر أحيانا لـ 72 ساعة في واغادوغو، أعلن وزير المياه في البلاد، نيوغا أمبرواز ويدراوغو، الشروع في توزيع مياه الشرب بالتناوب بمعدّل 12 ساعة اعتبارا من يوم أمس الثلاثاء.



إجراء جديد يتمكّن من خلاله كلّ ساكن في واغادوغو من الحصول على مياه الشرب طوال 12 ساعة متواصلة، قبل أن تنقطع عليه ليحصل عليها ساكن آخر وهكذا.



وفي هذا الشأن أوضح هامادو يدراوغو، المدير العام لديوان المياه والصرف الصحي أن المشروع يتمثل "في تجزئة المدينة إلى عدة أقسام لتوزيع المياه"، مستطردا " كل المناطق في العاصمة حتى الراقية منها معنية بالأمر"، أي أن قطع المياه سيشمل الجميع، حتى الذين لم يشهدوا ذلك من قبل.



التزوّد بالتناوب لاقى "ترحابا" وأثار "سعادة" سكان العاصمة بشكل عام في ضوء فترة معاناة سابقة.



"في حيّنا بدجيكوفي (شرق واغادوغو)"، يقول الميكانيكي أرنو كمباوري (29 عاما) للأناضول، يحدث وأن نمضي 3 أيام بدون ماء للشرب، وهذا التوزيع الجديد سيغيّر حياتنا بالفعل".



جون ساوادوغو، بوركيني في الـ 27 من عمره، يبيع المياه بحي "سيسان" جنوب واغادوغو، ويعتبر شاهدا يوميا على "المحنة" اليومية التي يعيشها زبائنه لتأمين حصولهم على مياه الشرب منذ انخفاض كميات الأمطار في الأعوام القليلة الماضية نتيجة للتغيرات المناخية.



ومن أمام صنبور للماء، قال جون للأناضول: "النساء يستيقظن فجرا للبحث عن المياه، ويحدث في كثير من الأحياء أن يقضّين الليل هنا، قبل أن يستيقظن في وقت مبكر في الصباح، لتبدأ المشاجرات بينهن، والأسوأ من كل ذلك هو حين أفتح الصنبور ولا تتدفّق منه المياه"، لافتا إلى أن هذا الوضع لا يقتصر على حيّه، وإنما "يشمل العديد من الأحياء الأخرى".



وتابع بنبرة مغايرة: "نشعر بسعادة عارمة حتى وإن كان توزيع المياه يتم حاليا بالتناوب، طالما أن ذلك يشكّل حلاّ لمعضلتنا".



صومايلا كونيه، إلتقته الأناضول قبالة صنبور آخر للمياه، رحب، من جانبه، بالإجراء الحكومي الجديد، لافتا إلى أنه "وقع إخطار المستهلكين بأن توزيع المياه سيكون بالتناوب، وهذا ما يدفعهم إلى عدم استهلاك كميات المياه بشكل كامل وترك احتياطي". صومايلا قال إنه اضطرّ وأطفاله الـ 4، الأسبوع الماضي، لقضاء يومين متتاليين دون مياه شرب، بسبب إنقطاع مفاجئ لم يقع إعلامه به. "لقد عانيا كثيرا طوال تلك الفترة"، يتابع باستياء.



ومنذ عام 2013، واجهت بوركينا فاسو النقص المتكرر للمياه مرده أن ديوان المياه والصرف الصحي (الشركة المكلفة بمعالجة وتوزيع المياه الصالحة للشراب)، لا يمتلك سوى 20 خزانا في العاصمة بسبب نقص الإنتاج. فالعجز المائي ارتفع من 28 ألف متر مكعّب إلى 70 ألف، بسبب الحرارة المرتفعة والنمو السكاني السريع، بحسب متخصصين في المجال.



وزارة المياه كشفت، في هذا الصدد، أن احتياجات واغادوغو اليومية من مياه الشرب تبلغ 183 ألف متر مكعب، في حين أنها تنتج 136 متر مكعب فقط في اليوم الواحد، بعجر يقدر بـ 47 ألف متر مكعب.



وفي أوائل فبراير/ شباط الماضي، اعتمدت الحكومة البوركينية التي سبقت وأن وعدت بتحقيق الاكتفاء الذاتي من المياه، تقريرا يتعلّق بحالة برامج تنفيذ أعمال التزويد بمياه الشرب ومعالجة مياه الصرف الصحي في 2016.



كما أصدرت تعليماتها إلى الوزراء المكلّفين بهذا الملف باتخاذ الترتيبات اللازمة لتنفيذ برنامج الطوارئ لعامي 2016- 2017، للحدّ من العجز المسجل على مستوى الموارد المائية المتاحة، وتحسين الحصول على مياه الشرب والصرف الصحي بشكل ملحوظ.



علاوة على توزيع المياه بالتناوب، يخطط ديوان المياه والصرف الصحي لإعادة تأهيل الآبار العمومية في واغادوغو "بشكل مستعجل" ومضاعفة سرعة انجاز توسيع سد زيغا الواقع على بعد نحو 30 كيلومترا شمال العاصمة، والذي يعتبر مزود العاصمة الرئيسي بمياه الشرب، بهدف زيادة قدراته الإنتاجية بحلول يوليو/ تموز 2017، بحسب يدراوغو.



سد زيغا الذي تبلغ سعته 200 مليون متر مكعب، يوفر 109 ألف متر مكعب من المياه الصالحة للشرب يوميا، لمدينة تبلع احتياجاتها اليومية 183 ألف متر مكعب.