فلسطين أون لاين

​آخرهم ليبرمان

غزة تدفن أحلام قادة الاحتلال بالقضاء على المقاومة

...
حُلم ليبرمان لم يتحقق في القضاء على المقاومة
غزة/ نور الدين صالح:

"غزة مقبرة الغزاة" مقولة تاريخية مقترنة بمقاومة الغزيين لأعدائهم على مدار القرون الماضية، وفي الزمن الراهن، اقترنت بفشل قادة الاحتلال الإسرائيلي خلال الحكومات المتتالية في التعامل مع الغزيين ومقاومتهم أيضا، التي دفنت على أرضها كل أحلامهم وأهدافهم.

منذ سنوات طويلة تولى منصب رئاسة حكومات الاحتلال ووزارة الجيش سياسيين عدّة، جميعهم حاولوا القضاء على المقاومة في قطاع غزة، لكّنهم فشلوا في تحقيق ذلك، "فلسطين" تستعرض في هذا التقرير هؤلاء الوزراء ومواقفهم مع غزة.

أفيغدور ليبرمان

يعد ليبرمان، زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف، واحدا من أشهر الساسة الإسرائيليين وأكثرهم إثارة للجدل، حيث أصبح لاعباً في السياسية الإسرائيلية عام 2006 حينما فاز حزبه بـ 11 مقعدا في الكنيست.

وتولي ليبرمان مناصب عدّة في الحكومة الإسرائيلية وصولاً إلى توليه منصب وزير جيش الاحتلال عام 2016، في أعقاب توصل حزبه لاتفاق مع نتنياهو لتوسيع الائتلاف الحكومي.

لم يتوان ليبرمان طوال العامين الماضيين منذ انتهاء الحرب الأخيرة على قطاع غزة عام 2014، عن توجيه الاتهامات لنتنياهو، بأنه يبدي ضعفا متزايدا أمام جهود حماس في تطوير قدراتها العسكرية، لاسيما مع اكتشاف المزيد من الأنفاق على حدود غزة، وتواصل إطلاق الصواريخ بين حين وآخر.

حُلم ليبرمان لم يتحقق في القضاء على المقاومة في قطاع غزة، وما يُدلل على ذلك هو عدم قدرة جيش الاحتلال على مواجهة المقاومة خلال الجولة الأخيرة، بعدما تفاجئ بحجم التكتيك الذي تتمتع به المقاومة.

"الفشل الذريع" الذي لحق بجيش الاحتلال وأجبره على الرضوخ لشروط المقاومة والتوصل لاتفاق تثبيت وقف إطلاق النار بوساطة مصرية، كان قاسياً على ليبرمان الذي لطالما عُرف بتهديده المتواصل لقطاع غزة وتأييد شن عدوان واسع للقضاء على القطاع.

وأخيراً أعلن ليبرمان، أمس، عن استقالته من وزارة الجيش، مبررا ذلك بسبب الخضوع لحماس والذهاب نحو تسوية معها.

وبرر ذلك بأن الرد الإسرائيلي على إطلاق 500 قذيفة صاروخية خلال اليومين الماضيين من قطاع غزة نحو المستوطنات المحاذية لغزة ومدينة عسقلان لم يكن مناسبا على حد زعمه.

أيهود أولمرت

أما عن أولمرت فقد تولى رئاسة حكومة الاحتلال في الفترة (2006–2009)، بعد إصابة أرئيل شارون بجلطة دماغية عام 2006.

وخلال فترة رئاسة أولمرت شن جيش الاحتلال عدوان 2008 على غزة التي أعلن خلاله عن نيته القضاء على حركة حماس في قطاع غزة.

ولم يتحقق هدف أولمرت المرجو من العملية العسكرية بإنهاء إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، في حين أعلنت آنذاك المقاومة استمرار قصف مستوطنات الاحتلال حتى وقف العدوان.

واستقال أولمرت من رئاسة حكومة الاحتلال عام 2009، بعد انتخاب تسيبي ليفني رئيسة لحزب (كاديما)، وتدني شعبيته كثيراً بعد إخفاقه في حرب لبنان 2006، وغزة 2008.

إيهود باراك

في ذلك الوقت- أي في حرب 2008 (الفرقان)- كان يشغل باراك منصب وزارة جيش الاحتلال في القترة بين عامي 2007 و2013، حيثُ عُرف عنه أنه "رجل الأمن والعسكر الفذّ".

وتولى باراك العديد من المناصب العسكرية كان من أهمها رئاسة أركان الجيش عام 1991. وشارك ضمن الوفد التفاوضي الذي توصل إلى اتفاق التسوية الإسرائيلي الأردني.

ويُعرف عن باراك أنه صاحب فكر متشدد ومؤيد لضرب المقاومة في غزة وانهاء حكم حماس فيها، حيث تفاخر مؤخراً خلال مشاجرات (الكابينت) الاسرائيلي حول شن ضربة عسكرية لغزة، بأنه "قتل ثلاثمئة فلسطينيًّا في غضون ثلاث دقائق ونصف الدقيقة، في حرب 2008"،

وسبق ذلك أن تولى باراك رئاسة الوزراء في حكومة الاحتلال عام 1999، فيما اندلعت انتفاضة الأقصى عام 2000، وتعامل حينها مع المتظاهرين الفلسطينيين المحتجين على زيارة أرييل شارون للمسجد الأقصى بعنف أسفر عن استشهاد مئات الفلسطينيين وجرح الآلاف منهم.

وقدّم باراك استقالته من رئاسة الوزراء في ديسمبر/ كانون الأول عام 2000 ودعا إلى انتخابات مبكرة، والسعي في الوقت نفسه لتشكيل حكومة لمواجهة الأوضاع الداخلية الإسرائيلية الناجمة عن استمرار انتفاضة الأقصى.

كما أعلن باراك، وزير جيش الاحتلال، اعتزاله الحياة السياسية في تشرين ثان/ نوفمبر 2012، عقب قصف المقاومة مدينة "تل أبيب" ردا على عدوان الاحتلال على غزة آنذاك.

أرئيل شارون

ارتبط اسم أرئيل شارون بكل الحروب التي اندلعت بين العرب و(إسرائيل) بدءاً من عام 1948 حتى عام 1982، إضافة إلى مسؤوليته عن مجزرتي قبية عام 1953 وصبرا وشاتيلا عام 1982 ومحاولات قمع انتفاضة الأقصى التي كان سببا في اندلاع شرارتها الأولى عام 2000.

انتخب شارون رئيسا للوزراء بعد هزيمة منافسه إيهود باراك في الانتخابات التي جرت في فبرار/شباط عام 2001، وكان العامل الأساسي وراء اختيار الناخب الإسرائيلي له هو رغبته في إعادة الأمن الذي افتقده تحت وطأة العمليات الاستشهادية التي نفذها فدائيون فلسطينيون.

وقد تعامل شارون مع انتفاضة الأقصى بعنف ما أسفر عن استشهاد ما يزيد على ألف فلسطيني وجرح أكثر من ثلاثين ألفا آخرين.

وفي صيف عام 2005 قرر شارون الاندحار الإسرائيلي من غزة، نتيجة ضربات المقاومة ضد الأهداف الإسرائيلية آنذاك، خاصة ما عرف بحرب الأنفاق التي نفذت خلال السنتين اللتين سبقتا الانسحاب، ضد مواقع حصينة للجيش، الأمر الذي رفع الكلفة الأمنية على حكومة الاحتلال، ودفعها للاندحار.

إسحاق رابين

يُعد رابين من أهم الشخصيات الإسرائيلية التي لعبت أدواراً مهمة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، فقد كان رئيسا للأركان أثناء حرب 1967، ووزيرا للجيش في انتفاضة 1987، واتصل بالفلسطينيين عام 1989، وهو الذي وقع معاهدة التسوية الإسرائيلية الأردنية عام 1994. ورغم تاريخه في خدمة الدولة العبرية فإنه سقط صريعا برصاص أحد المتطرفين اليهود المحتجين على سياساته.

فشل رابين خلال فترة توليه وزيراً للجيش في إخماد الانتفاضة الأولى عام 1987، بشتى الطرق لكّنه.

استمرار الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي خاصة في قطاع غزة دفع رابين عام 1992 للقول: "أتمنى أن أستيقظ يوماً من النوم فأرى غزة وقد ابتلعها البحر".

وقتل رابين برصاص مستوطنين متطرفين رفضا لسياساته، عام 1995.