فلسطين أون لاين

تقرير ضراوة الحرب تفرض على الغزيين البحث عن بدائل للعيش

...
ضراوة الحرب تفرض على الغزيين البحث عن بدائل للعيش
غزة/ رامي محمد:

في إحدى أزقة مخيم النصيرات المزدحم بالسكان المحليين والنازحين، يواصل أبو إسماعيل عدوان، رجل في منتصف العمر، عمله بتحويل "طنجرة الخبز الكهربائية القديمة" لتعمل على غاز الطهي، في محاولة للتكيف مع أوضاع الحرب المتواصلة منذ أكثر من عام، والتي قطعت خلالها سلطات الاحتلال إمداد القطاع بالكهرباء.

الفكرة التي طبقها عدوان أثبتت نجاحها لدى البعض، بل قام آخرون بتحويلها إلى مشروع تجاري يدر دخلاً، حيث يطهون الخبز مقابل أجر بسيط. 

تقوم الفكرة على استبدال الشبكة الكهربائية بشبكة تعمل بغاز الطهي، والتي كانت متوفرة بكثرة قبل الحرب لأغراض التدفئة المنزلية.

 ومع زيادة الطلب عليها، ارتفع سعرها من 40 شيقلاً إلى 240 شيقلاً، ورغم ذلك تجد من يقبل على شرائها، كونها أقل استهلاكاً للغاز مقارنة بالأفران التقليدية كبيرة أو متوسطة الحجم، فضلاً عن عدم توفر الأفران حالياً، مقارنة بانتشار طناجر الخبز الكهربائية في معظم المنازل.

 يقول عدوان لـ "فلسطين أون لاين": "الحرب فرضت علينا ألا نستسلم، وأن نواصل البحث عن بدائل، رأيت فكرة تحويل الطنجرة الكهربائية إلى غاز تحقق نجاحاً لدى جيراني، وها أنا أحاول صنع مثلها."

وأشار إلى احتواء منزله أكثر من25 فرداً من أسرته، وأقاربه نزحوا من مدينة غزة ، لافتاً في الوقت نفسه إلى صعوبة العيش اليومي بسبب نقص المواد الغذائية وارتفاع أسعارها.

الحرب التي شنتها سلطات الاحتلال على قطاع غزة المحاصر منذ السابع من أكتوبر 2023 ألقت بظلال ثقيلة على حياة السكان، حيث أثرت على مختلف جوانب معيشتهم اليومية، حيث ارتفعت معدلات البطالة والفقر بسبب تدمير المصانع وورش العمل، وتوقف العديد من الأنشطة الاقتصادية، ارتفعت نسبة البطالة إلى مستويات غير مسبوقة.

كما أدى الحصار وشح الموارد إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية ومستلزمات الحياة اليومية، ما أثقل كاهل السكان فيما يعاني الكثير من العائلات من صعوبة تأمين وجبات يومية بسبب نقص الدخل وارتفاع الأسعار.

ولا تقف التحديات التي تواجه الأسر عند هذا الحد، فالنساء اللواتي عجزن عن شراء مستلزمات الطهي بسبب ارتفاع الأسعار يلجأن إلى البدائل، وهو ما يظهر في الإقبال على شراء مسحوق الثوم والبصل من بسطات ومحلات التوابل، إضافة إلى الصلصة المعلبة.  

تقول السيدة أم علاء حسونة لـ"فلسطين أونلاين": "قبل الحرب، لم نكن ننظر إلى هذه البدائل، لكن ارتفاع الأسعار وعدم اكتمال الطهي إلا بها يضطرنا لاستخدامها." مشيرة إلى أنه في ظل غلاء أسعار زيت الطهي، تلجأ إلى استخدام السمن المتوفر وخلطه بما تبقى لديها من الزيت للاستمرار في الطبخ.  

كما أشارت إلى محاولات النساء صنع "الدقة"، وهو طعام للأطفال يُستخدم أيضاً في إعداد المعجنات، يتم إعداد الدقة بتحمير الدقيق حتى يصبح بني اللون، ثم إضافة التوابل مثل الفلفل الحار وحامض الليمون والملح.  

وفي جانب آخر من محاولات التكيف مع الواقع المر، أبو خالد المسارعة، الذي تضرر منزله جزئياً جراء القصف في مخيم البريج وسط القطاع، جمع قواه بمساعدة إخوته لإعادة استخدام الحجارة المهدمة وألواح الصفيح لترميم منزله.  

يقول أبو خالد لـ "فلسطين أون لاين": "أقوم بجمع الحجارة المتناثرة من المباني المهدمة لإعادة بناء غرفة صغيرة تؤويني وأسرتي، خاصة مع سقوط الأمطار. كما أستخدم النايلون المقوى بدلاً من الزجاج المهشم لمنع دخول التيارات الهوائية الباردة." 

وأضاف: "الحرب طالت مدتها، ومواد البناء المتوفرة في السوق شحيحة جداً ومرتفعة الأسعار، قبل الحرب، اشتريت كمية صغيرة من الإسمنت بسعر مرتفع، لكني لجأت إلى استخدام الطين والقش لبناء الحجارة البناء".