تقول الطفلة ليان الجعبري وابنة عمها وئام، إنهما لن تتنازلا عن حقهما في ملاحقة قادة كيان الاحتلال في المحافل الدولية ردَّا على جرائم الإبادة الإسرائيلية في غزة.
وكانت بنتا العم قد فقدتا عددًا من أفراد عائلتيهما، في مجزرة ارتكبها جيش الاحتلال باستهداف مصلى مدرسة التابعين، في حي الدرج بمدينة غزة، فجر العاشر من أغسطس/ آب 2024.
وتحولت مدرسة التابعين إلى مركز لإيواء الآلاف من نازحي حرب الإبادة، لكن المقاتلات الحربية قصفتها بثلاث غارات جوية تسببت بارتقاء أكثر من 100 شهيد دفعة واحدة، إضافة إلى استشهاد آخرين متأثرين بجراحهم.
وبينما تتساءل الطفلة ليان (13 عامًا) عن الذنب الذي ارتكبه النازحون في مدرسة التابعين ليُقصف مصلاها بهذا الشكل، ويرتقي هذا العدد من الشهداء، تؤكد أن ملاحقة قادة الاحتلال سياسيين وعسكريين فرصة واجبة، لا يمكن التفريط بها.
وسردت لـ"فلسطين أون لاين"، أنها وعائلتها كانوا نيامًا عندما قصفت طائرات الاحتلال المصلى وقت صلاة الفجر، وارتكبت جريمة إبادة جديدة.
وعندها كان والدها زياد الجعبري (59 عامًا) من المصلين وقت الاستهداف، ما أدى إلى استشهاده.
وكانت ليان برفقة والدتها وآخرين من عائلتها في غرفة منفصلة عن مصلى مدرسة التابعين.
وأضافت: أن والدها اعتاد أداء صلاة الفجر في المصلى منذ أن نزحنا إلى المدرسة.. كان المصلى مبيتًا لعدد كبير من النازحين المدمرة منازلهم.
وتعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي تدمير مربعات وأحياء سكنية كاملة منذ بدء حرب الإبادة يوم 7 أكتوبر/ تشرين أول 2023، وذلك من خلال الغارات الجوية وما تخللها من أحزمة نارية، أو خلال عمليات التوغل البري وما رافقها من عمليات نسف وتدمير لكل شيء.
وتابعت ليان: إن عائلتها لم يعد لها أي مأوى سوى مراكز النزوح، حتى أنها لم تعد آمنة بسبب الاستهداف المتعمد والمتكرر لها.
وأكدت الطفلة الغزِّية أهمية توثيق جرائم الاحتلال والاستفادة منها في أي جهد قانوني يبذل على المستوى الدولي لملاحقة قادة الكيان ومحاسبتهم.
واستشهد أيضًا في قصف المصلى، وفق ليان، خالها نبيل الجعبري، وكذلك أبناء خالها الشقيقين محمود وعمر الجعبري ووالدتهم أسماء أبو حشيش (37 عامًا)، وعمها إيهاب الجعبري (54 عامًا).
أما وئام الجعبري وهي ابنة إيهاب، كانت أيضًا من الشاهدين على فظاعة المجزرة الإسرائيلية.
وهرعت وئام إلى المصلى بعد دقائق من قصفه وصدمت من المشهد هناك، حيث الدماء والأشلاء المتناثرة في كل مكان.
ولا تقتصر آلام ومأساة وئام على فقدانها والدها ومأواها، فقد فقدت شقيقها شهيدًا في الشهر الثالث لحرب الإبادة، وتحديدًا في ديسمبر/ كانون أول 2023، كما استشهد زوج شقيقتها بنيران جيش الاحتلال أيضًا.
وأضافت وئام لـ"فلسطين أون لاين": إن "الجرائم الإسرائيلية لن تمر هكذا".
ووفق معطيات رسمية، تجاوز عدد شهداء حرب الإبادة 42 ألفًا في غزة، وعدد المفقودين يزيد على 10 آلاف مواطن، أما عدد الجرحى فقد بلغ 100 ألف وأكثر منذ بداية الحرب الممتدة للسنة الثانية على التوالي.