فلسطين أون لاين

الفلسطينيون يواصلون مسيرتهم: نريد كسر الحصار والعودة

...
​غزة/ نبيل سنونو:

عاد الطفل الغزي جمال شاهين للمشاركة في مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار السلمية، برفقة والده، مطالبا بالرجوع إلى قريته نعليا المحتلة، وعلى مقربة منهما كان شاب مبتور القدميقترب من مخيمات العودة بما يبعد بضع مئات الأمتار من السياج الفاصل شرق غزة، التي تواجدت فيها أيضًا سيدات ومسنون يحملون ذات المطالب.

ومثل ذلك مشهدا توحدت فيه جميع الفئات العمرية من الفلسطينيين الذين انطلقوا في مسيرة العودة في 30 مارس/آذار الماضي.

الطفل شاهين أنصت لأبيه وراقبه عندما كان يجلس على تلة رملية موجها نظره للأراضي المحتلة سنة 1948.

يقول والده عبد الله شاهين لصحيفة "فلسطين": "إنه حضر ليشارك الحشود التي تستمر في الضغط على الاحتلال لفك الحصار المشدد المفروض منذ 12 سنة بشكل كامل"، مبينا في الوقت نفسه أن الكهرباء ورواتب الموظفين في غزة وفتح المعابر هي حق للفلسطينيين، وهي ليست كافية.

وهذا الشاب هو خريج كلية العلوم منذ 2008 لكنه لم يحظَ بفرصة العمل بمجاله، وقد بلغ من عمره 31 عاما.

ويؤكد شاهين أن من ضمن كسر الحصار توفير فرص العمل للخريجين، وعن اصطحابه طفليه إلى المسيرة، يقول: إنه يعلمهما الكثير عن حق العودة الذي يتمسك به كل الفلسطينيين بكبارهم وأطفالهم.

أما أم أحمد حماد (53 عاما) مشت بخطوات واثقة في المسيرة قائلة لصحيفة "فلسطين": إنها مستمرة حتى العودة والنصر.

وترى أن ما أنجز حتى الآن هي حقوق للفلسطينيين في قطاع غزة، مبدية في الوقت نفسه عدم ثقتها بالاحتلال الذي من عادته التنصل.

وتبيّن اللاجئة التي هجرت العصابات الصهيونية أسرتها من نعليا أيضًا، أن الشعب الفلسطيني يريد أن يعيش على أرضه، وأن يحصل على حقوقه في العمل والتعليم وتكوين الأسرة والعلاج والحرية، مضيفة أنها ستستمر في المشاركة للضغط على الاحتلال حتى نيل هذه الحقوق.

وتشير إلى دور المرأة في المسيرة، موضحة أنها تعلم أطفالها معنى الحرية، وتشارك جنبا إلى جنب الرجل.

وحتى الشاب أحمد عوض الذي بترت قوات الاحتلال قدمه برصاصة متفجرة خلال مشاركته في مسيرة العودة السلمية في 25 مايو/أيار الماضي، عاد للمشاركة فيها، قائلا: "هذه الإرادة فضل من الله".

ويقول لصحيفة "فلسطين" بينما كان يقترب من مخيمات العودة متكئًا على عكازيه: "المسيرة مستمرة. نريد العودة إلى بلادنا".

الإرادة ذاتها يتمتع بها الطفل محمد أبو عواد (13 عاما) الذي لا يمنعه رصاص الاحتلال الموجه إلى الفلسطينيين العزل، من المشاركة للمطالبة بالعودة إلى أرضه المحتلة.

يوجه أبو عواد خلال حديثه مع صحيفة "فلسطين" رسالة لكل أطفال فلسطين بأن يبقوا صامدين حتى كسر الحصار.

لكن هذه ليست رسالته الوحيدة فهو يدعو أطفال العالم للانضمام إلى نظرائهم في فلسطين لتحقيق هذا الهدف وإنهاء الاحتلال، مخاطبا إياهم: "تعالوا معنا عشان نكسر الحصار".

ومسيرة العودة حسبما يؤكد حسن الخطيب (67 عاما) الذي يتكئ على عصاه قادما للمشاركة في المسيرة، هي لتحقيق هدفين هما كسر الحصار والعودة إلى الأراضي المحتلة.

ويقول الخطيب لصحيفة "فلسطين" مطلقا نظراته إلى الحشود التي تنشد العودة إلى الأراضي المحتلة خلف السياج الفاصل: "يجب أن يعلم العالم أن هذه الأرض لنا وليست أرض عدونا الذي احتلها".

ويتمم اللاجئ من مدينة المجدل المحتلة: "لن نتنازل عن أرضنا مهما طال الزمن".

وتؤكد الحشود المشاركة في مسيرة العودة بما فيها مبتورو الأطراف الذين حضروا مجددا، أن المسيرة ستمضي قدما حتى تحقيق أهدافها، رغم مواجهة الاحتلال لهم بالعنف.

وأسفر استخدام جنود الاحتلال الإسرائيلي، الرصاص الحي وقنابل الغاز ضد المشاركين في المسيرة السلمية عن استشهاد وإصابة الآلاف بينهم صحفيون ومسعفون.