فلسطين أون لاين

​المزاحُ صفةٌ قد تُميت القلب وتسبب البغضاء بين الناس

...
غزة - نسمة حمتو

المزاح عادة غير محمودة موجودة بين الناس وفيها من السلبيات, كالاستهتار بالآخرين وإضاعة الوقت والتسلية، وهذا الداء لا بد من علاجه بخطوات، أهمها ترك هذا الأمر، والاستعانة بالله تعالى.

المسئولية

الشيخ الداعية عدنان حسان، قال: "جرى في حديث أبو ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أفضل الجهاد أن تجاهد نفسك وهواك في ذات الله عز وجل"، مؤكداً ضرورة شغل الوقت في الأشياء المفيدة, فالإنسان الذي يكثر المزاح ليس لديه عمل يخطط له ينفعه في آخرته.

وأكد أنه على المسلم أن يشغل نفسه في تعلم القرآن وحضور الدروس وصلاة النوافل ومساعدة نفسه والناس, وبذلك لا يجد وقتًا للمزاح، لافتاً إلى أنه على المازح أن يدرك ثقل الأمانة الملقاة على عاتقه تجاه نفسه وعائلته.

واستشهد حسان بقول الرسول الكريم: "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته"، لافتاً إلى أن هذا المازح إذا علم أنه مسؤول عن زوجته وأبنائه وعائلته ثم المجتمع الذي يعيش فيه لن ينشغل بهذا المزاح الذي يكون في أمور لا تساوي شيئًا في الميزان.

وأفاد أنه لا بد من الابتعاد عن الشخصيات التي تكثر المزاح والتهريج، مؤكداً قول الرسول الكريم: "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً".

إضحاك الناس

ونبه حسان إلى أهمية اختيار العبد الصحبة الصالحة فإن رفقتهم منجاة له وأخذ بيده إلى طريق البر والسلام في الدين والدنيا، مضيفاً:" ليس معنى ذلك أن يكون المسلم عبوسًا وجادًا فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يمازح ولكن لا يقول إلا الحق ولذلك فلكل مقامٍ مقال".

وقال:" كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: "من مزح استخف به" أي أن الذي يكثر المزاح من أجل إضحاك الناس فإنه وضع نفسه في دائرة الاستخفاف, فالناس لا تقبل أن ترى الإنسان دائماً في حالة مزاح".

ونبه إلى أنه على الإنسان أن يعرف أحوال الناس، والوقت المناسب للمزاح مهم جداً من باب الترويح عن النفس والآخرين، لكن لا بد أن لا يستخف بالناس ولا يقلل من شأنهم ولا يضع نفسه بمحط سخرية الناس، مؤكداً أنه لا بد لهذا المزاح أن يكون بعيداً عن الاستخفاف بالدين وأوامر الشريعة الإسلامية وكل مقدراتها.

يميت القلب

وأضاف: "كذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تكثروا الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب"، أي أن الشخص تضعف فيه المروءة والجدية والعمل ، لذلك لا بد لقلب المسلم أن يكون سليمًا عن مثل هذه الأمور".

ونبه حسان إلى أن كثرة المزاح توقع صاحبها في إشكاليات كبيرة مع الآخرين من الكره والبغضاء، مشيراً إلى أنه لا بد من النظر لعاقبة الأمور فربما تؤدي لفساد أو قطع صلة رحم.

أما فيما يتعلق بالخطابة والمزاح قال: "لو كان هذا المازح خطيبًا، فالخطابة هي وسيلة لنشر الدعوة، وتعد من أكثر الطرق أهمية في توعية المجتمع، فهو يخاطب جميع الناس منهم المتعلم ومنهم الإنسان البسيط، فالناس تنظر لخطيب الجمعة على أنه الشخص الذي يمتلك مؤهلات معينة تؤهله لأن يلقي خطبة أمام جمهور من الناس".

خطبة الجمعة

وشدد على ضرورة أن يراعي الخطيب الأمر فلا يعطي فرصة للجمهور للضحك أثناء خطبة الجمعة، مشيراً إلى قول النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: "إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت والإمام يخطب فقد لغوت".

وفيما يتعلق بمواصفات الخطبة، أوضح حسان أن مواصفات النجاح تتركز في وحدة الخطبة وأن تكون بعيدة عن إثارة الفتنة بين الناس وأن لا تكون محط سخرية ومزاح وتهريج.

وأكد أهمية أن ترتبط ارتباطًا قويًّا بحياة الناس، وأن تكون صاحبة مهام مهمة، لافتاً إلى أن الخطيب الناجح هو الذي يحبه الناس ويرضى الله عنه والنبي صلى الله عليه وسلم وأن يكون ذا مواصفات معينة.

مواصفات الخطيب

ومن ضمن المواصفات التي نبه لها حسان والتي يجب أن تتوافر في الخطيب الإخلاص لله تبارك وتعالى، وأن يقصد به رضا الله وليس المفاخرة، قائلاً: "ما يتحدث به الخطيب يجب أن يكون مدعومًا بأدلة من القرآن أو السنة أو أقوال الصحابة، وأن يكون واسع الاطلاع والمعرفة وملتزمًا بأحكام الإسلام وجريئا في طرح قضايا الناس, وأن يكون مقتنعًا بما يقول ومتحمسًا في الفكرة التي ينشرها".

وشدد على ضرورة أن يكون الخطيب مهتمًا بصورته وقوة نظراته وتنوعها في مجال الموضوع الذي يتحدث فيه، لافتاً إلى أنه يجب على الخطيب أن يكون جادًا وبعيدًا عن المزاح.