فلسطين أون لاين

​تعبير الطفل عن مشاعره يحقّق سعادته مستقبلاً

...
صورة أرشيفية
غزة/ صفاء عاشور:

قد يكبر الإنسان ويصل إلى عمر متقدّم دون أن يكون قادرًا على التعبير عن مشاعره والتعامل معها بسلاسة، وذلك يعود إلى عدم تمكنه منذ صغره من فهم طبيعة هذه المشاعر، وكيفية وصفها، والتعامل معها، والتعبير عنها.

فللتعبير عن المشاعر أثر كبير على الأطفال؛ يظهر عندما يكبرون، فإذا كبر الطفل فإن مشاعره تتأثر بذكرياته وخبراته الشخصية ومعتقداته، لذلك فإن تعليم الطفل التعبير عن مشاعره كفيل بجعله يعيش بصحة نفسية وسلام داخلي بعد ذلك.

الاختصاصي في الإرشاد النفسي والتربوي علاء الربعي، أوضح أن الأطفال منذ الولادة وهم يحاولون التعبير عن مشاعرهم، فأحياناً ينجحون وكثيراً ما يفشلون، لذلك يجب على الآباء والأمهات تعليم أطفالهم كيفية التعبير عن مشاعرهم والتعامل معها.

وقال الربعي في حديث لـ "فلسطين": إن "التعبير عن المشاعر يبدأ مع الأطفال منذ خروجهم للحياة، فالطفل بمجرد أن يحتاج لشيء يستعمل البكاء للتعبير عن المشاعر التي يشعر بها والأمر الذي يريده، وذلك لعدم وجود وسيلة للتعبير إلا البكاء".

وأضاف: "وكلما كبر الطفل يبدأ في استعمال أساليب عديدة للتعبير عن المشاعر في داخله، ومحاولته إيصالها للكبار من خلال الصراخ، والبكاء، وكسر الأشياء أو رميها في حالات الغضب الشديد".

وأرجع استعمال الطفل هذه الأساليب إلى شح قاموس المفردات عند الطفل، والتي يمكن من خلالها وصف المشاعر التي يشعر بها، وبالتالي يبدأ بالتعبير عن الغضب بكسر الأشياء، أو الحزن بالجلوس وحيداً والبكاء.

وبين الربعي أنه في حال لم يستطع الطفل التعبير عن مشاعر الغضب، والبكاء، والفرح، والحزن، والخوف وغيرها من المشاعر؛ فعلى الأهل الانتباه ومساعدته في التحدث عما يشعر من خلال تعليمه والتحدث أمامه عن هذه المشاعر.

وأردف: "يجب على الأهل أن يسمّوا المشاعر للطفل بمسمياتها، وأن يتأكدوا أن الطفل فهم طبيعة كل شعور ووصفه، فعندما يخاف يقال له: "هل أنت خائف، وكذلك عن الحزن والغضب وغيرها من المشاعر"".

وذكر الربعي أنه على الأهل مراقبة مواقف أطفالهم في كل مرة يتصرفون بمشاعر معينة، مع ضرورة إطلاق اسم على هذه الحالة وجعل الطفل يكرر هذا الوصف لمشاعره، لافتًا إلى أنه من الضروري أن لا يغفل البالغ عن أهمية التحدث عن مشاعره ووصفها أمام الطفل خاصة أن هذا الأمر كفيل بتعليم الطفل وصف المشاعر وفهمها من الكبار.

وأفاد أنه يمكن للوالدين أو الأخوة الكبار المشاركة في وصف المشاعر أمام الطفل الصغير والتحدث عنها، فهذا من شأنه أن يعزز من قدرة الطفل على التعبير عن مشاعره بكل سهولة ودون الشعور بأي خجل أو إحراج.

ونصح الربعي الوالدين ببعض النصائح والتجارب التي يمكن القيام بها مع أبنائهم؛ لتعزيز قدرتهم على التعامل مع المشاعر والتعبير عنها، مثل قراءة القصص والتعبير عن مشاعر الأطفال فيها، أو وصف الصور ومشاعر كل شخص أو حيوان في هذه الصورة.

وأضاف: "كما بالإمكان استخدام أوراق مطبوعة فيها وجوه تعبر عن المشاعر المختلفة، ومناقشة هذه الصور مع الطفل وعن ماذا تعبر كل صورة، كما يمكن استعمال سؤال الطفل عن التعابير التي تظهر على الوجه ووصفها وقت اللعب معه وتغطية الوجه في كل مرة.

وأشار إلى أنه بالإمكان الخروج مع الطفل ومشاهدة الأشخاص في الشارع ووصفهم ومحاولة تخمين المشاعر الظاهرة على وجوههم.

وأكد الربعي أن مثل هذه الأساليب والطرق التي ذُكرت سابقاً كفيلة بأن تُخفف من بكاء الطفل وعناده، ويصبح أكثر قدرة على توصيل مشاعره لأسرته وهو أكثر راحة بعيداً عن الإحباط، موضحًا أن الأساليب التي ذكرت في التقرير تصلح للأطفال من عمر ثلاث سنوات فأكثر.