فلسطين أون لاين

"الهندي"..أصابه الاحتلال في قدمه فعاد لمواجهته بالأخرى

...
تصوير الزميل أحمد المصري
خان يونس/ أحمد المصري:

"أراد قناصة الاحتلال حينما أطلقوا الرصاص على قدمي، أثناء مشاركتي في فعاليات مسيرة العودة بالقرب من السياج الفاصل، إيصال رسالة لي: أن خذ هذه الرصاصة، وعليك ألا تعود مرة أخرى إلى هنا حتى لا تموت في المرة القادمة.. لكنني عدت لمواجهتهم بقدمي الأخرى".. بهذا التحدّي بدأ الشاب هاني الهندي (38 عاماً) حديثه حول إصابته في 10 أغسطس/ آب الماضي.

بقدمٍ ملفوفة بـ"جبيرة"، وعلى عكازين طبيين، مثبتاً في طرف أحدهما علم فلسطين، عاد الهندي بعد أسبوعين فقط من إصابته للمشاركة في فعاليات مخيم العودة ببلدة خزاعة شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، يقول لصحيفة "فلسطين": "زادتني إصابتي بالرصاص إصرارًا على عدم ترك المسيرة، والمشاركة في كل يوم جمعة".

وحين إصابته، أشار إلى أنه كان لا يبعد عن السياج الفاصل سوى 150 مترًا، عندما طلب أحد الصحفيين منه أن يلتقط لابنه الذي يرافقه صورة، فما كان منه إلا أن لبى ذلك، لتباغته قناصة الاحتلال برصاصة في قدمه اليسرى، ففقد على إثرها الوعي من شدة الألم.

ولا تقتصر مشاركة الهندي على شخصه فقط، بل يجمع زوجته، وأبناءه الستة ليشاركوا مجتمعين في فعاليات مخيم العودة منذ انطلاقة مسيرة العودة وكسر الحصار في 30 مارس/ آذار الماضي، مشيراً إلى أن زوجته أصيبت مرتين برصاص الاحتلال خلال المسيرة.

ويبدي الهندي فخره بصنع عائلته وزوجته، التي "تقاتل" إلى جانب شقيقاتها النساء جبروت الاحتلال قرب السياج الفاصل، فتشعل إطارات السيارات "الكاوتشوك" تارة، وترشق الحجارة تارة أخرى، وتساعد الشبان المنتفضين.

ويؤكد أن المشاركة في المخيم وفعالياته واجب وطني لا يمكن التخلي عنه، وهو لا يبدي أي خشية أو خوف من إمكانية إصابته مرة أخرى، حتى إن وصل الأمر لاستشهاده أو أي من أفراد عائلته، مردفاً "ما سيكتبه الله لنا سنراه، ولا نخاف أبداً من رصاص الاحتلال".

ويقول: "إن لم أشارك أنا وغيري في مسيرة العودة، التي مطلبها الأساسي يخدم الوطن والمواطن، بكسر الحصار، فمن سيشارك؟، إن لم نفعل ستصل المسيرة لنهايتها، وسيبقى الحصار قائمًا للأبد".

ويؤكد أن الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني هو من حرّكه والناس جميعهم للمشاركة المستمرة دون انقطاع في مخيمات العودة، وأن عدم وجود بصيص أمل في أن يرفع الاحتلال حصاره المتواصل منذ 12 عاماً "يجعلنا أكثر إصراراً على المشاركة".

ويتمم الهندي: "لن نلتفت ولن نبالي بالجراح ورصاص الاحتلال وغازه وقوته، وبمشاركتنا الدائمة في مسيرة العودة سنصل إلى أهدافنا الوطنية لكسر الحصار الظالم والعودة إلى الأرض المحتلة".