تعرض الطفل زين الهندي (4 أعوام) لانتكاسة صحية قبيل حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، عجز الأطباء عن تحديد سببها، ما دفعهم إلى إقرار تحويلة طبية له للعلاج في الخارج، إلا أن اندلاع الحرب حال دون خروجه، ليعيش هو وأسرته معاناة صحية وإنسانية مستمرة للعام الثالث على التوالي.
ولم تقتصر معاناة زين على حرمانه من تلقي العلاج، إذ فاقم النزوح المتكرر ثم فقدان المنزل من تدهور حالته الصحية، ليصبح أسير خيمة لا تقي برد الشتاء ولا حر الصيف، ولا تتناسب مطلقًا مع وضعه الصحي الحرج.
ويقول والده محمد الهندي إن فترة المجاعة تركت آثارًا بالغة على صحة زين، موضحًا: "كانت جميع الأطعمة المفيدة مفقودة، ولم نكن نجد سوى بعض المكملات الغذائية بأسعار باهظة جدًا".

وبحسب والده، بدأت معاناة زين قبل الحرب بفترة قصيرة، حين أُصيب بحالة من التقيؤ المستمر، حوّلته من طفل سليم معافى إلى طفل مريض، تنقل به والده بين الأطباء والمستشفيات دون أن يتمكن أي منهم من تشخيص سبب حالته.
ومع اندلاع الحرب، حُرم زين من فرصة العلاج في الخارج، وتدهورت حالته بشكل متسارع. ويقول والده: "تراجع وزنه بشكل خطير؛ فرغم أنه يبلغ من العمر أربع سنوات، لا يتجاوز وزنه أربع كيلوغرامات، وأُصيب بسوء تغذية حاد جدًا، ولم يعد جسده ينمو، في ظل استمرار التقيؤ".

ويشير الهندي إلى أنه، رغم صعوبة الأوضاع الميدانية، لم يترك طبيبًا أو مستشفى إلا واصطحب زين إليه، مضيفًا: "أينما سمعت بوجود طبيب أطفال ماهر كنت أذهب، رغم المخاطر. وبعد معاناة طويلة تمكنت من الوصول إلى وفد طبي أجنبي، لكن في اليوم الذي كان من المفترض أن يفحصوا فيه ابني، حاصر الاحتلال الإسرائيلي المستشفى الأوروبي حيث كانوا يتواجدون".
ويلفت إلى أن أقصى ما كان يقدمه الأطباء هو وصف بعض الأدوية والفيتامينات، موضحًا: "للأسف، فإن معظم الأدوية غير متوفرة في المستشفيات والصيدليات، وما توفر منها لم يُجدِ نفعًا مع زين. فقد وصف له الأطباء دواء يُعطى عادة للكبار لوقف التقيؤ، لكن دون أي تحسن".
ويضيف: "في الخيمة نعاني كثيرًا، فمناعة زين ضعيفة، ويصاب بأي عدوى مرضية بسهولة. هو في حالة مرض دائم، لا يتحرك ولا ينطق، وأحيانًا لا ينام لمدة ثلاثة أيام متواصلة، وهو أمر مرهق للغاية لنا جميعًا، وخاصة لوالدته التي لا تفارقه ليلًا ولا نهارًا".
ويعبر الهندي عن شعوره باليأس إزاء قدرة الأطباء على علاج ابنه، مشيرًا إلى تضارب التشخيصات بين مرض في الجهاز الهضمي تارة ومرض عصبي تارة أخرى، قائلًا: "لقد أنهكته الأدوية المتضاربة وزادت حالته سوءًا، ونحن نعيش حالة طوارئ للعام الثالث على التوالي".
ويختتم الهندي مناشدته بدعوة المؤسسات الصحية الدولية إلى التدخل العاجل وإجلاء ابنه للعلاج في الخارج، ووضع حد لمعاناة أسرته التي أنهكها مرض عجز الأطباء عن التعامل معه في ظل الظروف الراهنة.


