فلسطين أون لاين

​الاحتفال بالهجرة النبوية الشريفة بين الماضي والحاضر

رأس السنة الهجرية هي مناسبة دينية ينتظر فيه المسلمون اليوم الأول من شهر المحرم، وهو الشهر الأول في التقويم الهجري وذلك للاحتفال بعام هجري جديد.

وقد بدأ التأريخ الهجري أو (التقويم الهجري) عند المسلمين انطلاقا من عام الهجرة النبوية من مكة المكرمة إلى يثرب التي أصبحت بعد ذلك تسمى المدينة المنورة، وكان ذلك في السنة السادسة عشرة من الهجرة حيث جعل حادث الهجرة أول التقويم الهجري، وكان ذلك عام 622 ميلادية وصارت عادة أن يشار إلى التقويم الهجري عند كتابة التاريخ به بالاختصار(هـ) في الكتابة باللغة العربية.

واعتمد المسلمون هذا التاريخ في كتبهم ورسائلهم وعقودهم ومعاهداتهم وتاريخهم للحوادث والوقائع منذ السنة الأولى للهجرة.

والتقويم الهجري هو تقويم قمري يعتمد على دورة القمر لتحديد الأشهر، والشهر القمري يبدأ في اليوم الذى يظهر فيه الهلال وينتهي في اليوم الذى يسبق الهلال الذى يليه، يعتمد التقويم الهجري أساسا على دورة القمر التي تقابل الدورة الشمسية لذا فإن العام الهجري أقل من العام الميلادي بأحد عشر يوما.

وقد ظهرت حديثا عادات وتقاليد تتعلّق بالاحتفال ببدء العام الهجري الجديد، حيث يتبادل المسلمون الهدايا وبطاقات المعايدة بهذه المناسبة، وتحيى الاحتفالات بتلاوة القرآن الكريم والاحاديث النبوية، وتقديم الإنشادات الدينية.

ويهنئ المسلمون بعضهم بعضاً بحلول العام الجديد والدعاء بالبركة والخير وذلك بتردادهم عبارة "كل عام وانتم بخير". ومما يرددون فيه أيضًا: "اللهم، ما عملته في هذه السنة مما نهيتني عنه ولم ترضه، ونسيته ولم تنسه، وحلمت عليّ في الرزق بعد قدرتك على عقوبتي، ودعوتني الى التوبة بعد جراءتي على معصيتك، اللهم اني استغفرك منه فاغفر لي..."

ويذهب بعض الأئمة الى اعتبار الاحتفالات بعيد السنة الهجرية بدعةَ ولا يعلم لها أصل عن السلف الصالح، ويعتبرونها سنّة جاهلية كان يفعلها المجوس واليهود والنصارى .

ويذهب البعض إلى القول بأن الاحتفال برأس السنة الهجرية هو احتفال بهجرة الرسول الأعظم محمد(ص) من مكّة الى المدينة، وهذه المناسبة تدعونا الى الاحتفال برأس السنة الهجرية.

وقديمًا، كان للخلفاء الفاطميين الاعتناء بليلة أول محرم في كل عام لأنها أول ليالي السنة وابتداء أوقاتها.

يجمع المؤرّخون على اتخاذ خلفاء "الدولة الفاطمية" من الاحتفالات بالأعياد والمواسم طوال السنة وسيلةً للتقرّب من الشعوب التي حكموها، وتأليفاً لقلوب العامّة، واستمالة للفقراء والمحرومين عبر العطايا والهدايا.

يقول المؤرّخ المصري، تقي الدين المقريزي، إنّ الخلفاء الفاطميين كانوا يخصّصون المواسم الشعبية لتحسين أحوال الرعيّة والإنعام عليهم. ويورد في كتابه "المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار": "كان للخلفاء الفاطميين في طول السنة أعيادٌ ومواسم، وهي: موسم رأس السنة، ويوم عاشوراء، ومولد النبي صلى الله عليه وسلم، ومولد عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، ومولد الحسن ومولد الحسين عليهما السلام، ومولد فاطمة الزهراء عليها السلام، ومولد الخليفة الحاضر، وليلة أول رجب، وليلة نصفه، وليلة أول شعبان، وليلة نصفه".

وتعتمد السلطة الفلسطينية ذكرى الهجرة النبوية يوم عطلة رسمية وتغلق المؤسسات الأهلية والرسمية أبوابها وتقام احتفالات بهذه المناسبة خاصة في المسجد الإبراهيمي المهدد بالتهويد في الخليل والمسجد الأقصى في القدس.