فلسطين أون لاين

​حكاية حجر يقصّ تاريخ القدس

...
القدس المحتلة / غزة - هدى الدلو

في تلك المدينة العريقة التي يروي كل معلم فيها حكايات وقصصًا لتاريخها وحضارتها أطلقت مبادرة "حكاية حجر"، لتروي قصص المدينة المقدسة، فأبراجها تروي قصص الحروب التي توالت على المدينة، وسورها يتحدث عن كل شخص احتمى به، أما حاراتها وأزقتها فستروي قصص ناسها، حكاية حجر هي قصة كل مقدسي عاش فيها وسيبقى فيها.

المقدسي بشار أبو شمسية مرشد سياحي، قال: "السبب الذي دفعني إلى التفكير في المشروع هو بعد الإنسان المقدسي شيئًا فشيئًا عن الحجر، مع أن كل حجر يحمل قصة يمكن للمقدسي أن يرويها ليثبت عروبة المكان ومدينة القدس، ويؤكد حقه التاريخي في وجوده بهذا المكان".

وبين أبو شمسية خلال حديثه إلى صحيفة "فلسطين" أن البرنامج جديد يحكي عن تاريخ القدس بقصة، وهو برنامج مصور سوف ينشر عبر موقعي (فيس بوك) و(يو تيوب).

وأضاف: "من الأسباب التي دفعتني إلى التنفيذ أن أحجارًا في مدينة القدس هي أساس القضية الفلسطينية ووحدة الشعب المقدسي الفلسطيني"، وأطلق عليه حكاية حجر لأنه يؤمن أن كل حجر في مدينة القدس له روح، والروح تحكي وتسرد قصص وجودها ومعاناتها، وبالفعل أحجار مدينة القدس تحكي حكايات البلدة القديمة أو حكاية كل مقدسي هناك".

وذكر أبو شمسية أن هناك عدة أهداف رئيسة يعمل على تحقيقها من وراء مبادرة حكاية حجر، ومنها تثقيف الشباب المقدسيين بتاريخ القدس، وتبيان أن المقدسي في كل المراحل التاريخية كان له دور مهم في داخل مدينة القدس، متابعًا: "ولذلك مع كل حكاية وقصة يذكر اسم مقدسي كان له دور مهم في تلك الحقبة".

ولفت إلى أنه يستهدف في تلك المبادرة كل فئات المجتمع، لذلك يسردها في حكايات لتجذب الأطفال والكبار والشباب بطريقة سلسة ومسلية.

وبين أبو شمسية أنه حاول التواصل مع قنوات تلفزة عديدة من أجل بث حلقات البرنامج، ولكن لم يتلق ردًّا إيجابيًّا، فعمل على ترويجه في موقع (فيس بوك) من طريق صفحة خاصة باسم "قهوة القدس"، وهي صفحة شبابية مقدسية تنشر أفلامًا قصيرة وبرامج للتعريف بمدينة القدس وحكاياتها، وسيتحدث عن شخصيات مقدسية أثرت في مدينة القدس ووضعت بصمتها داخل المدينة، ومبان لها حكايات وذكريات معينة للمدينة.

تابع حديثه: "وأستقي معلوماتي من مراجع موثوق فيها ومؤكدة يستخدمها المرشدون السياحيون وطلاب الآثار بالجامعات، والمواضيع التي أتناولها عديدة ومتنوعة، ولكنها ستتخصص في المباني المقدسية وشخصيات مقدسية عديدة ظلمها التاريخ ولم يتحدث عنها كما تستحق".

ولفت أبو شمسية إلى أن من العقبات التي واجهته ظهور مشاكل من ناحية فنية عند إعداد الفيديوهات، وضعف القدرات إلى حد ما فيها، إلى جانب صعوبة إيصال الفيديو إلى كل العالم، خاصة المغتربين عن الوطن، والذين تهجروا رغمًا عن إرادتهم.

ويطمح إلى أن يصل هذا المشروع إلى كل مقدسي ليرى مدينة القدس جنة، وأحجارها أرواحًا تروي حكايات وتتنبأ بكل شيء يمكن أن يحدث، وأن يحكي عن كل شخص كانت له بصمة في مدينة القدس.