فلسطين أون لاين

​ترجم عبر الاعتقالات والاستدعاءات والغرامات

"غضب إسرائيلي من مواقف "شقائق الرجال" في الساحة الفلسطينية

...
رام الله-غزة/ أحمد المصري:

تصعد قوات الاحتلال الإسرائيلي من حملاتها الاعتقالية اليوميَّة بحق رجال ونساء الضفة الغربية والقدس المحتلة، وقد بدا واضحًا الأيام الماضية تركيز الاعتقالات بحق النساء دون مراعاة لأي قوانين أو قيم إنسانية.

واعتقلت قوات الاحتلال، أمس، لعدة ساعات المواطنة نسرين دويات زوجة النائب المقدسي المبعد عن مدينة القدس، أحمد عطون،فيما اعتقل خلال الشهرين الأخيرين فقط، 6 نساء من مدينة الخليل وحدها.

وأسيرات الخليل هن: الكاتبة لمى خاطر، سائدة بدر وهي زوجة النائب في المجلس التشريعي عن الخليل محمد بدر، والمحاضرة الجامعية سونيا الحموري، وعضو مجلس بلدية الخليل سوزان العويوي، ودينا الكرمي وهي زوجة الشهيد نشأت الكرمي.

كما اعتقلت قوات الاحتلال، أول من أمس، 9 نساء في أثناء وجودهن في باحات المسجد الأقصى المبارك، وأفرجت عنهن مساء ذات اليوم بشروط متعددة.

وقالت النائب في المجلس التشريعي عن مدينة نابلس، منى منصور، إن سلطات الاحتلال تنظر إلى مشاركة المرأة والفتاة الفلسطينية في الفعاليات الوطنية، كصورة من صور "النشاط المعادي"، والذي يستدعي وقفه وتجميده عبر "الاعتقال".

وأكدت منصور لصحيفة "فلسطين"، أن الاحتلال فعليًّا بات لديه "هوس" من كل شيء، بأن يصل في نهاية المطاف إلى تنفيذ ما "يراه أخطارًا متوقعة على أمن المستوطنين"، مشيرة إلى أن حملات الاعتقال الخاصة تهدف بصورة أو بأخرى لإخراس صوتها المرأة الفلسطينية ومنعها من مشاركة الرجال في النشاط والفعل السياسي.

واستدركت أن "اعتقال الاحتلال للنساء قبل سنوات كان لحالات قليلة وكان من الأمور قليلة الحدوث، غير أن الصورة الحالية عكس ذلك تمامًا"، مستدلّة بالمعطيات الحقوقية للاعتقال شبه اليومي للنساء والفتيات من بيوتهن أو عبر الحواجز.

وذكرت منصور أن الاحتلال أدرك الدور الريادي الذي تمثله المرأة الفلسطينية التي تحمل همّ القضية الوطنية وقضية القدس، فلجأ إلى تفعيل الخيار الأقسى بالنسبة للمرأة؛ لما له من تأثير نفسي عليها وعلى أسرتها كاملة.

وبحسب نادي الأسير فإن قوات الاحتلال اعتقلت نحو 16 ألف امرأة فلسطينية منذ عام 1967، فيما اعتقل خلال عام 2017م (156) امرأة، و(164) امرأة خلال عام 2016، و(200) امرأة خلال عام 2015.

إجراء عقابي

وقالت الأسيرة المحررة أمينة الطويل، إن الاعتقالات الإسرائيلية التي تصاعدت خلال الآونة الأخيرة ضد النساء في الضفة والقدس جاءت كرد فعل عقابي من الاحتلال على مشاركتهن الفاعلة الميدانية في كشف وجه الاحتلال الحقيقي ورفع اللثام عن جرائمه وانتهاكاته.

وأكدت الطويل لصحيفة "فلسطين" أن الاحتلال كثف من وتيرة اعتقال النساء خلال السنوات الأربع الماضية، وشملت اعتقالاته الطالبات والناشطات والصحفيات، واللواتي غالبًا ما يكون لهن دور في الشأن الوطني للقضية الفلسطينية.

وأشارت إلى أن أغلب النساء من طالهن الاعتقال يرى الاحتلال أنهن مجندات ذاتيًا لمواجهة المؤامرة الواقعة على القضية الفلسطينية، عبر كتاباتهنّ وأقلامهنّ، وعملهن الأكاديمي، والتعليمي، فيما يسعى إلى إخراس هذا الصوت فعليًا عبر الاعتقال.

ولفتت الناطقة الإعلامية لمركز أسرى فلسطين للدراسات إلى أن الاحتلال يسعى عبر تكثيف حالات الاعتقال بحق نساء الضفة والقدس، إلى خلق حالة من الردع في صفوف المواطنين الفلسطينيين من بقية المجتمع، "باعتبار النساء خطًا أحمر ومن يصل إلى هذا الخط يصل لخطوط أخرى دون أي اعتبار في حال مشاركتهم فعاليات وطنية".