في خطوة غير مسبوقة، لجأت إدارة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" إلى قطع الخدمات الأساسية (الكهرباء والمياه) عن المعتصمين داخل مقرها في مدينة غزة، للضغط عليهم وفض اعتصامهم المتواصل للأسبوع الثالث.
علي مطر (37 عاماً) أحد الموظفين المفصولين المعتصمين، قال إنهم تفاجئوا قبل يومين، بقطع المياه والكهرباء أثناء تواجدهم داخل خيمة الاعتصام السلمي في مقر "أونروا"، دون سابق إنذار.
وأضاف مطر الذي بدأ إضرابا عن الطعام قبل يومين: إن إدارة الوكالة أصدرت أيضا قرارا بإغلاق "الكانتين" داخل المقر، معتبراً ذلك ضمن محاولاتها للتضييق على المعتصمين.
وأكد رفضه المُطلق لهذه الإجراءات التي اتخذتها الوكالة، مضيفاً "أي نشاط سلمي يجب أن يُقابل بشكل سليم، وما تفعله الأونروا لا يقبله عُرف وقانون".
وأوضح مطر الذي يعمل "مرشد صحة" منذ ثمانية أعوام في "أونروا"، أن المعتصمين لم يعبثوا بأي من أدوات المقر الرئيس للوكالة، "ويجب على الوكالة توفير كل الإمكانات المتوفرة"، وفق قوله.
وشدد على أنه رغم هذه الإجراءات سيواصل الموظفون اعتصامهم السلمي حتى تتراجع الوكالة عن قراراتها الأخيرة بحق الموظفين واللاجئين بشكل عام.
رفيقه الآخر إسماعيل الطلاّع (39 عاماً) يؤكد قطع "أونروا" المياه والكهرباء والخدمات الأساسية عن المعتصمين، "حتى دورات المياه تكون معتمة في ساعات الليل".
ويصف الطلّاع الذي يعمل في "أونروا" منذ 15 عاما، هذه الإجراءات بأنها "انتهاك لحقوق الإنسان والانسانية، وبعيدة عن القيم التي تتغنى بها منذ سنوات طويلة".
ويطالب الطلاّع وهو مُضرب عن الطعام ومعتصم منذ 16 يوما، إدارة الوكالة بالتراجع الفوري عن القرارات "الجائرة" التي اتخذتها بحق الموظفين، والاستجابة لمطالبهم العادلة.
وبيّن أن الوكالة تنصلت من الاتفاقيات والضمانات الموقعة مع اتحاد الموظفين والتي كفلت حقوقهم وعدم إلحاق الضرر بهم.
وفي الوقت الذي كانت الموظفة الأخرى سوزان درغام تجلس داخل خيمة الاعتصام، بدت علامات الإرهاق واضحة عليها، كونها بدأت إضراباً عن الطعام منذ 4 أيام.
وتؤكد درغام التي تعمل في الوكالة منذ 17 عاماً، أن "أونروا" قطعت عنهم الكهرباء والمياه ومنعت موظفي النظام من تنظيم مكان الاعتصام، مما دفعهم لخدمة أنفسهم بجهودهم الفردية.
وعدّت درغام وهي موظفة "مراقبة في برنامج خلق فرص عمل" إجراءات الوكالة، تندرج في إطار محاولتها لإجهاض الاعتصام السلمي، مستدركةً "لن نفض الاعتصام حتى الحصول على مطالبنا".
وقالت: إن الوكالة ضربت بعرض الحائط كل القيم التي تنص على حقوق الانسان، خلال قطع الخدمات الأساسية عن المعتصمين، مطالبةً إياها بالتراجع عن قرارتها "الظالمة" والتعامل معهم بإخلاص ونزاهة.
وكانت درغام تلقت رسالة عبر هاتفها المحمول من إدارة وكالة "أونروا" تفيد بانتهاء عقد عملها نهاية الشهر الجاري بشكل كامل.
ويواصل عشرات الموظفين داخل مقر الأونروا اعتصامهم لليوم الـ 16 على التواصل، فيما شرع عددٍ منهم إضراب مفتوح عن الطعام؛ وذلك لحث "أونروا" للتراجع عن قرارها بفصلهم.
وأنهت الوكالة الأممية في الـ 25 تموز/ يوليو الماضي، عمل نحو ألف موظف من موظفي ما يُعرف ببند "الطوارئ" لديها في قطاع غزة، فيما بدأ اتحاد الموظفين "نزاع عمل" وصولًا للإضراب الشامل.
حقوق ثابتة
إلى ذلك، أكدت نائب رئيس اتحاد الموظفين العرب في الوكالة د. آمال البطش، رفضها لإجراءات "أونروا"، للضغط على المعتصمين، بهدف التراجع عن اعتصامهم داخل مقرها الرئيسي في غزة.
ونفت البطش في تصريح لصحيفة "فلسطين" وجود أي لقاءات بين الاتحاد مع إدارة الوكالة في الوقت الراهن، لافتةً إلى أن كل ما يجري عبارة عن محاولات من بعض الوسطاء لنقل وجهات نظر الطرفين.
وقالت: "لا زالت أيدينا ممدودة للحوار والنقاش، من أجل الحفاظ على مصلحة المؤسسة وحمايتها من المؤامرة التي تُحاك ضدها"، مشددة على أنه "لا عودة عن الاعتصام والإضراب حتى إعادة الحقوق لأصحابها".