فلسطين أون لاين

​بالعدل.. وزّع العاطفة على أبنائك

...
غزة - صفاء عاشور

يتهاون بعض الأهالي في محاولة العدل بين الأبناء خاصة بين الأولاد والبنات فيما يتعلق بحجم العاطفة التي يعطونها لهم، لنجد أن البعض يعطف على الولد أكثر من الفتاة، وأحياناً يكون نصيب الفتاة أكبر دون أن يكون هناك موازنة في توزيع العاطفة على الإخوة.

ورغم أن العاطفة شيء معنوي إلا أن الصغار يلمسونها بشكل قوي وتترك أثراً قوياً عليهم إن حصلوا عليها وتأثيراً سلبياً إن حرموا منها، الأمر الذي سيكون له أثر على شكل العلاقة بين الإخوة والوالدين بعد سنين عديدة.

أخصائي الصحة النفسية د. إسماعيل أهل أوضح أن العاطفة الوالدية وتوزيعها بين الأبناء موضوع شائك وخصوصاً أن هناك ظروفا خاصة بكل عائلة، فقد تكون هذه العاطفة متجهة نحو الفتاة كونها البكر أو تجاه الفتى كونه أتى بعد عدد من البنات.

وبين في حديث لـ"فلسطين" أن العاطفة الوالدية يجب أن توزع لكل الأبناء بشكل متساو وخصوصاً أنها شيء معنوي ملموس من خلال السلوك الوالدي تجاه أحد أفراد الأسرة، لذلك كان واجباً على الوالدين المربين أيضاً العمل على التوازن بالمعاملة ومنح الحب والعاطفة لكل أفراد الأسرة.

وقال أهل :" في هذا المضمار سُئل حكيم من أحب أبنائك إليك قال: الصغير حتى يكبر والمريض حتى يشفى والغائب حتى يعود، بمعنى أن الوالدين يعطون الحب والعاطفة لمن هو أكثر إلحاحاً لها بما لا يؤثر على باقي أطفالهم".

وأضاف :"علم النفس التربوي يعتبر أن السنوات الخمس الأولى في حياة الطفل هي الأخطر كونها تشكل شخصية الطفل من كافة النواحي النفسية والاجتماعية والتربوية لذلك وجب على الوالدين والمربين الاهتمام بالأطفال جيداً خلال هذه الفترة التي تؤسس لطفل سوي".

وأردف أهل:" فإذا نشأ الطفل على العاطفة الزائدة والدلال الكبير أصبح شخصاً سلبياً لا يستطيع أن يدير شؤون حياته اليومية في كافة مراحل العمر كونه تغلف بغلاف الدلال الزائد والعاطفة المفرطة مما يجعله شخصية حساسة للغاية من أي شيء قد يؤذي مشاعره مما قد يفجر عنده اضطرابا نفسيا في مرحلة الثانوية العامة أو ما شابه".

وتابع:" لذلك وجد في علم النفس التربوي العديد من الأساليب التربوية التي تساعد على تخطي مرحلة الطفولة بسلام وصولاً إلى جيل خالٍ من الاضطرابات النفسية والمشكلات الاجتماعية، وذلك لأن ما يجده سواء الشاب أو الفتاة في كنف والديه لا يجده غداً في بيت الزوجة أو خلال الدراسة الجامعية".

وأكد أنه يجب اتباع أفضل الطرق التربوية في توزيع الحب والعاطفة بين الأبناء ليعبروا ممر الحياة بسلام نحو مستقبل مزهر.