فلسطين أون لاين

​غالبية المخيمات لم تعد صالحة للحياة

العلي: 95% من اللاجئين الفلسطينيين بسوريا يعتمدون على الأونروا

...
دمشق / غزة - نور الدين صالح

أكد مسؤول قسم الدراسات والتقارير الخاصة في مجموعة العمل من أجل سوريا إبراهيم العلي، أن اللاجئين الفلسطينيين في سوريا يعيشون أوضاعا قاسية وصعبة جدًا، واصفًا إياها بـ"المزرية".

وذكر العلي أن 95% من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا يحتاجون بشكل أساسي إلى لمساعدة من وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، سيّما أن ليس لديهم أي مصدر دخل سوى ما تقدمه الوكالة نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية والأمنية في سوريا.

وأفاد في حديث عبر الهاتف لصحيفة "فلسطين"، بأن 280 ألف لاجئ فلسطيني نزحوا من مخيماتهم إلى المدن والأحياء السورية المجاورة، ويعانون ظروفًا قاسية، كونهم يدفعون إيجارات للبيوت وبأسعار عالية جدًا.

وأوضح أن قرابة مائة ألف لاجئ نزح من سوريا إلى أوروبا، 31 ألف لاجئ إلى لبنان، وحوالي 18 ألف منهم نزح للأردن، و5 آلاف إلى مصر، و8 آلاف آخرين إلى تركيا، وصولًا إلى قطاع غزة، الذي وصله ما يقرب 1000 لاجئ.

وقال "اللاجئون الفلسطينيون في سوريا ما بين لاجئ خارج سوريا ومهجّر داخلها، وما بين أناس آثروا البقاء رغم الظروف الصعبة".

وحول ما نُشر عن عودة اللاجئين للمخيمات، أوضح العلي، أنه لم يُسمح للاجئين بالعودة حتى الآن، في ظل الشروط الصعبة التي وضعها النظام السوري لعودتهم.

ومن أبرز الشروط هي إحضار إفادة سكن وفواتير كهرباء وإثبات سكن في المخيم، وهي "شروط تعجيزية"، كما يقول، خاصة في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها اللاجئون.

وأشار إلى أن غالبية المخيمات "لم تعد صالحة للحياة بل أصحبت مستحيلة"، بسبب ما تركته الحرب من دمار أثر في انعدام خدمات المياه والكهرباء والصرف صحي، التي تُعد أساس مقومات الحياة.

وعلق على دعوة دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير قبل أيام، العائلات الفلسطينية اللاجئة التي نزحت من مخيماتها في سوريا إلى لبنان وترغب بالعودة إلى مخيمات سوريا، بالتسجيل لدى اللجان الشعبية في مخيمات لبنان لتتمكن الدائرة من التنسيق مع سفارة فلسطين في لبنان لترتيب عودتهم ضمن جدول زمني.

وقال العلي في هذا السياق إن السفارة الفلسطينية في لبنان هي من تكفلت بتسوية أوضاع اللاجئين الراغبين بالعودة إلى مخيماتهم في سوريا مع الحكومة اللبنانية "أي أنها ستدفع عنه الأعباء المستحقة عليه، خلال وجوده في لبنان".

وأشار إلى أن الحكومة اللبنانية تتعامل مع اللاجئين من سوريا، على أنهم "سائحون وفترة الإقامة لهم لا تتجاوز الأسبوعين، لذلك ما تلبث بعد هذه المدة مراكمة المخالفات المالية على اللاجئين".

وأضاف العلي: "لا يوجد أي ضمانات من أي جهة فلسطينية رسمية لضمان سلامة اللاجئ في أثناء توجهه لسوريا، حيث سيكون مهدد للاعتقال والتوقيف والمساءلة".

وأكد أن عودة اللاجئين لسوريا تكون محفوفة بعدة مخاطر أمنية بالدرجة الأولى، خوفًا من الاعتقال على الحواجز وغيرها من الأمور، إضافة إلى عدم استقرار الأوضاع في سوريا حتى الآن، في ظل عدم انتهاء الحرب.

وكانت سوريا من أهمّ الدول التي لجأ إليها الفلسطينيون بعيد النكبة عام 1948، وبلغ تعداد اللاجئين الفلسطينيين في سوريا قبل الأزمة السورية، حوالي 560 ألف لاجئ، موزعين على 9 مخيمات رئيسة و6 تجمعات أخرى، وفق تصنيف "الأونروا".