فلسطين أون لاين

تحرم 5500 خريج من الجامعتين من تحرير شهادتهم

​السلطة تدفع جامعتَي الأزهر والأقصى لرفض منحة التكافل

...
غزة - يحيى اليعقوبي

تتعرض إدارتا جامعتَي الأزهر والأقصى بغزة، لضغوط شديدة من قبل السلطة الفلسطينية تدفعهما لرفض قبول منحة تحرير شهادات 5500 خريج من الجامعتين التي تتكفل بها اللجنة الوطنية الإسلامية للتكافل الاجتماعي بغزة.

وقال المتحدث باسم لجنة التكافل شريف النيرب، إن المنحة التي تقدمها مؤسسته تستهدف الخريجين على مستوى قطاع غزة، ومن ضمنهم خريجو جامعتي الأزهر والأقصى بغزة البالغ عددهم 5500 خريج، في ظل الأزمة المالية التي تعاني منها هاتان الجامعتان.

وأوضح النيرب لصحيفة "فلسطين" أن المستفيدين من هذه المنحة قاموا بالتسجيل عبر موقع المؤسسة للحصول عليها، وقد تمت الموافقة على ذلك بعد انطباق المعايير عليهم ورصد الأموال اللازمة لتحرير شهاداتهم الجامعية.

واتهم جهات متنفذة بالسلطة في رام الله بالضغط على إدارتي الجامعتين وطلبت منهم عدم تحرير شهادات الخريجين من خلال منحة تكافل، لافتا إلى أن المفاوضات حول تحرير الشهادات أصبحت صعبة بسبب تعنت الجامعتين والضغوط الخارجية.

وأضاف: "إن الجامعتين تبرران عدم قبول المنحة بأن هناك تفاصيل مختلفا عليها في مذكرة التفاهم بين لجنة التكافل والجامعتين"، مشيراً إلى أن جمعيته عرضت على وسطاء تدخلوا لإنهاء الخلاف، أن تكتب الجامعتان ما تريانه مناسبا في مذكرات التفاهم.

وتابع النيرب: "رغم ذلك رفضت الجامعتان مساهمتنا في تحرير شهادات الطلبة رغم حاجتهم الماسة لذلك".

واستدرك بالقول: "لقد فهمنا مؤخراً أن رئيس جامعة الأقصى د. كمال الشرافي يشترط توقيع رئيس مجلس أمناء جامعة الأزهر عبد الرحمن حمد على مذكرة التفاهم كي يقوم هو بالتوقيع عليها في اليوم الثاني".

واعتبر النيرب أن هذه الضغوط تعدٍ على حقوق الإنسان، مؤكداً أن لجنة التكافل لن تتخلى عن مسؤولياتها تجاه الطلبة، وستتصرف وفق المنطق الوطني والأخلاقي تجاه الطلبة، ولن تتراجع عن مطالبها وستدعم كل الحراكات الطلابية، المطالبة بتحرير شهادات الخريجين.

ويبدو أن هذه الأزمة تعود إلى الصراع بين تيار رئيس السلطة محمود عباس، والتيار الإصلاحي لحركة فتح الذي يتزعمه محمد دحلان القيادي المفصول من حركة فتح، إذ يعتبر التيار الإصلاحي عضواً رئيساً في لجنة التكافل بغزة.

وعبر القيادي في حركة فتح "التيار الإصلاحي" عماد محسن، عن استغرابه الشديد تجاه الضغوط التي تمارسها السلطة على جامعتي الأزهر والأقصى لعدم القبول بمنحة "التكافل".

وقال محسن لصحيفة "فلسطين": "إن السلطة لا تقدم أية مساعدات للجامعات الفلسطينية بغزة، وتواجه كل من يعمل على مساعدة الخريجين غير القادرين على تحرير شهاداتهم الجامعية بسبب الظروف الاقتصادية المأساوية بغزة".

وأضاف: "إن المناكفة السياسية تحول بين الطالب وتحرير شهادته بسبب موقف السلطة من لجنة التكافل، رغم أنها لجنة فصائلية هدفها الأساس إغاثة أهالي القطاع وإمدادهم بأسباب الصمود في وجه الحصار، والإجراءات العقابية التي تنفذها السلطة ضد أهالي القطاع".

وبين محيسن أن اللجنة ما كانت لتجد مسارا تؤدي فيه هذه الخدمة، لو كانت السلطة تقوم بواجباتها نحو المواطن في غزة، معتقدا أن اللجنة لديها خياراتها في التعامل مع هذه الملفات، كي تجد ممرا من خلاله لمساعدة الطلبة والخريجين دون أن تضطر للوقوع في مواجهة مباشرة مع إدارات الجامعات.

وعلق على رفض إدارتي جامعتي الأقصى والأزهر للمنحة، موضحا أن جامعة الأقصى باعتبارها جامعة حكومية تتلقى أوامر إدارية مباشرة من السلطة، فيما يتم تكليف مجلس أمناء جامعة الأزهر من قبل رئيس السلطة محمود عباس، والذي من الصعب أن يتخذ قرارات بمنأى عن موافقة عباس وأجهزته.

وتواصلت صحيفة "فلسطين" مع عميد شؤون الطلبة بجامعة الأقصى، د. رياض أبو زناد لتوضيح أسباب رفض الجامعة قبول منحة تحرير الشهادات الجامعية، واكتفى بالقول: "هناك قرار من إدارة الجامعة بعدم الحديث لوسائل الإعلام عن الأمر، لأن الرؤية لهم لم تتضح بخصوص قضية لجنة تكافل".