فلسطين أون لاين

​الابنة المراهِقة في أمس الحاجة للعاطفة من الأب

...
غزة - نسمة حمتو

مرحلة المراهقة من المراحل الحرجة في حياة الإنسان، وتصاحبها الكثير من التغيرات التي تؤثر في شخصية المراهق أو المراهقة سواء على المستوى الجسدي النفسي والانفعالي والاجتماعي، ومما يخفف حدّة هذه المرحلة توفير الإشباع العاطفي من الأسرة للمراهق، وتزيد أهمية الإشباع العاطفي من الأب للابنة، فهي إن لم تجد العاطفة من الأب قد تبحث عنها من مصادر أخرى ما يعود عليها بتبعات لا تُحمد عقباها..

مصادر غير موثوقة

قال الأخصائي النفسي والتربوي الدكتور إياد الشوربجي: "المراهق يحتاج إلى رعاية واهتمام من قبل الوالدين بالإضافة إلى تلبية احتياجاته، مع ضرورة الاستماع الجيد له والتعرف على المشكلات التي قد يقع فيها، ومحاولة توفير بيئة مناسبة للحوار والنقاش معه".

وأضاف لـ"فلسطين": "وباعتبار أن الأم الأقرب لابنتها وتستطيع الحديث في الكثير من الأمور معها، وهي نفسها قد مرّت بفترة المراهقة في حياتها، فهي تمتلك دراية كبيرة في التربية وخاصة في الأمور الحساسة".

وتابع: "أما الأب فله دور مهم جدا في هذا الإشباع، وكلما كانت العلاقة طيبة، وتوفّر إشباع للجانب النفسي والعاطفي للابنة المراهقة، كانت فرص الالتقاء أكبر بينها وبين والدها".

وأوضح الشوربجي: "في حالة غياب الإشباع العاطفي من قبل الأهل، فإن الفتاة تلجأ لمصدر آخر لإشباع الجانب العاطفي، وقد يكون هذا المصدر موثوقًا كالأخت الكبرى أو الجدة أو الأقارب، وربما يتجاوز الأمر لأشخاص غير موثوقين وغير مناسبين لتعويض هذا الفاقد، وهذا الأمر من شأنه أن يلحق الضرر بالفتاة لأنه قد يعرضها للاستغلال".

وبيّن: "كما هو معروف، عملية التربية تحتاج إلى فن ومهارة وخبرة من قبل الوالدين، وخاصة في المراحل الحرجة كمرحلة المراهقة وبالتالي على الوالدين أن يتعاملوا بشكل دقيق مع هذه المرحلة ويحاولوا أكثر التقرب من ابنتهم المراهقة، وأن يستمعوا لها أكثر إليها، ويتيحوا الفرصة لها للتعبير عن مشكلاتها وأفكارها ورغباتها".

وأكد على ضرورة إشراك الفتاة في أنشطة مختلفة، ومراقبة صداقاتها وعلاقاتها مع الآخرين وخاصة من قبل الأم، موضحا: "حتى لو وجدت الأم بعض السلوكيات الخاطئة عليها تفهم المشكلة والتعامل معها بطريقة سليمة وإعطاء ابنتها المساحة الكافية للتعبير عن أفكارها".

استقرار نفسي

ونوه الشوربجي إلى أن دور الأب لا يقل أهمية عن دور الأم، وخاصة أنه في أغلب الحالات يوجد خلاف في وجهات النظر في أسلوب التعامل أو تفسير المواقف الحياتية بين الفتاة ووالدتها، وربما يكون يتوفر الانسجام والتناغم في الآراء مع والدها أكثر من والدتها.

وقال: "قد تجد الفتاة في والدها الملاذ الآمن، ما يساعدها على أن تفتح قلبها وتتحدث عن ما بداخلها".

وأضاف: "إشباع عاطفة البنت من قبل الأب له دور كبير في تشكيل شخصية الفتاة واستقرارها النفسي فيما بعد".

وأوضح: "التعامل مع مرور الأبناء في مرحلة المراهقة مرتبط بشخصية الأم والأب، فإذا توفرت المرونة في التربية من قبل الأسرة نلاحظ مرور هذه المرحلة بمشاكل أقل وبدرجة كبيرة من الاستقرار والهدوء النفسي والعاطفي".

وبين: "على العكس تماما، إذا كان هناك تدخلات كثيرة في حياة الفتاة، فهذا ينعكس سلباً على درجة الاستقرار النفسي والعاطفي لها، وهو ما سيدخلها في دوامة من المشكلات وسيؤثر عليها عاطفياً فيما بعد".