فلسطين أون لاين

​"المواعظ" في بيوت العزاء للمواساة لا لشؤون الدنيا

...
غزة - رنا الشرافي

آداب التعزية والدروس التي يتم إلقاؤها في بيوت العزاء أمران قد يختلطان ببعض العادات والتقاليد التي تخرج بهما عن السنة الشرعية، لا سيما إن خرجت عن حدود الوعظ والمواساة إلى الحديث عن الأمور الدنيوية.. وهذا ما يحدّثنا عنه الداعية عمر نوفل

للمواساة

قال نوفل لـ"فلسطين": "انطلاقا من حديث الرسول عليه الصلاة والسلام: (من أراد واعظا فالموت يكفيه)، فالأصل أن يتأثر الناس بوفاة الشخص ويأخذوا الموعظة من ذلك، مضيفا: أن "كل فعل يؤدي إلى الوعظ جائز ومستحب والعكس صحيح".

وتابع: "الهدف من حلقات الذكر في بيوت العزاء مواساة أهل المتوفى على اعتبار أن الموت هو مصيبة، كما قال الله تعالى في كتابه العزيز: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ)".

وأوضح أن بيوت العزاء بحاجة إلى كلمات تُخفف من حجم المصيبة التي ألمت بهم، وهم بحاجة أيضًا لتعليمهم ماذا يقولون في مثل هذا المقام، مستشهداً بقوله تعالى: "الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ".

وأكّد نوفل على ضرورة أن تكون الدروس والمواعظ التي يتم إلقاؤها في بيوت العزاء قصيرة، لافتا إلى أن هذه الخطب يجب أن تتعلق بالمواساة والصبر، وألّا تتناول الحديث عن أمور دنيوية أو مادية أو مصالح شخصية تستفز مشاعر أهل المتوفى.

وعن الأخطاء الأخرى التي يقع فيها المعزّون، قال نوفل: "إطعام المعزين على حساب أهل الميت هو اعتداء على أموال الورثة إن كان له مال، والأصل ألا يتم تكليف أهل العزاء بأمر إطعام المعزين"، مضيفا أن إعداد الطعام من المعزي لأهل الميت عادة لها أصل شرعي بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: "اصْنَعُوا لآلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا فَإِنَّهُ قَدْ أَتَاهُمْ أَمْرٌ شَغَلَهُمْ".

عبادة

وفيما يتعلق بما يقال عند التعزية، أوضح نوفل: "إذا اعتبرنا ما نقوله عبادة فلا يجوز قول غير (أعظم الله أجركم)، ويرد أهل العزاء على هذه العبارة (شكر الله سعيكم)، إما إن كانت مواساة فيمكن استخدام عبارات أخرى ما لم تحمل تجاوزًا شرعيًا.

وتابع: "الأصل أن تكون التعزية في المقابر ومن لم يلحق بالجنازة يعزي أهل الميت عند الالتقاء بهم سواء في المسجد أو أي مكان ولا يجوز تعطيلهم لثلاثة أيام، مشيراً إلى وجود خلط بين عدم الحزن لأكثر من ثلاثة أيام وبين التعزية لثلاثة أيام وأن الأولى هي الصحيحة".

وبين نوفل حرص الرسول على حضور الجنازة، لقوله صلى الله عليه وسلم: "من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان" قيل: يا رسول الله وما القيراطان؟ قال: "مثل الجبلين العظيمين".