فلسطين أون لاين

​في ظل الفقر.. الإنسان أولى بنفقات تربية الحيوانات الأليفة

...
غزة - رنا الشرافي

تربية حيوان أليف في المنزل تعني وجود روح لا بد من الاعتناء بها، فهذا الحيوان يحتاج إلى نوع خاص من الطعام والشراب والمعالجة البيطرية, ما يعني أنه بحاجة إلى نفقات غير يسيرة، فهل إنفاق المال على قطٍ مثلا جائز في ظل وجود مئات العائلات التي لا تجد قوت يومها؟

فقراء..

المحاضر في كلية الدعوة وعضو رابطة علماء فلسطين الدكتور جودت المظلوم قال لـ"فلسطين": إن "إطعام جائع خير من بناء ألف جامع وهو بيت الله، فكيف بإنفاق هذه الأموال على الحيوانات الأليفة بينما توجد عشرات العائلات التي بالكاد تجد قوت يومها؟".

وأضاف: "هذا الأمر مقلق في مجتمعنا بسبب ما يعيشه من أوضاع صعبة سببها الحصار المتواصل منذ سنوات وأزمة رواتب وغيرها، ولذا فإن إنفاق الأموال على الحيوانات الأليفة هو هدر لها".

وتابع: "كبد الإنسان الرطبة أولى من كبد الحيوان الأليف، والإنسان يحتاج إلى مساعدة الإنسان وهو أولى بها من الحيوانات الأليفة، وبالتالي فعلى المسلم إنفاق أمواله في مرضاة الله، لقوله تعالى: (وفي أموالهم حق للسائل والمحروم)".

ولأن الإسلام يحثّ على الرفق بالحيوان، أوضح المظلوم: "يجب أن نعمل بفقه التوازن، فلا نمنع الإنسان أن يربي هذه الحيوانات، ولكن لو خُيّر بين مساعدتها أو مساعدة الإنسان، فالإنسان أولى ابتغاء لمرضاة الله، لا أن نترك مسلما جائعا دعانا الله لمساعدته ونطعم قطة خلقها الله لتجد طعامها في حشائش الأرض".

وفي حديثه عن الرفق بالحيوان في الإسلام، استشهد المظلوم بما ورد عن رسول اللّه، أنه قال: بينما رجلٌ يمشي بطريق اشتدَّ عليه العطشُ، فوجد بئرا فنزل فيها، فشرب، ثم خرج، فإِذا كلبٌ يلهَثُ، يأكل الثَّرَى من العطش. فقال الرجل: "لقد بَلَغَ هذا الكلب من العطش مثلُ الذي كان قد بلغ مني"، فنزل البئرَ، فملأ خفَّه ماءً، ثم أمسكه بفيه حتى رقِي فسقى الكلب. فشكر الله له، فغفر له، قالوا: "يا رسول اللّه، وإن لنا في البهائم أجرا؟". فقال: "في كل كبِد رطبة أجرٌ".

واستشهد بحديث آخر جاء فيه: عن حميدة بنت عبيد بن رفاعة عن خالتها كبشة بنت كعب بن مالك وكانت تحت ابن أبي قتادة الأنصاري أنها أخبرتها أن أبا قتادة دخل عليها فسكبت له وضوءا فجاءت هرة لتشرب منه فأصغى لها الإناء حتى شربت قالت كبشة فرآني أنظر إليه، فقال أتعجبين يا ابنة أخي؟ قالت فقلت نعم، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنها ليست بنجس إنما هي من الطوافين عليكم أو الطوافات".