فلسطين أون لاين

​رفض المراهق مواصلة الدراسة ناتجٌ عن "عناد المرحلة"

...
غزة - رنا الشرافي

لعل من أصعب المشكلات التي قد تواجه الأسرة هي عناد المراهق وتمسكه برأيه لدرجة أن يقوم بأفعال أو يتخذ قرارات يرى فيها الأهل تدميرًا لمستقبله، وهو ما لا يقبلونه ويضطرهم إلى التعامل معه بعنف وقسوة، الأمر الذي يفاقم المشكلة بدلاً عن حلها، ومن ذلك رفضه لإكمال دراسته، وإصراره على ترك المدرسة بينما لا يزال في المرحلة الثانوية، فكيف يتعامل الأهل مع هذه المشكلة؟

خصوصية الحالة

الأخصائي النفسي والاجتماعي إيهاب العجرمي قال لـ"فلسطين" إن رفض الدراسة جزء من مشكلة عناد المراهقين، مضيفا: أن "لكل حالة خصوصيتها، وأنه في حال وجود مشكلة شخصية متفاقمة يجب التوجه لأهل الاختصاص حتى يطلعوا على تفاصيل المشكلة فيمنحوا هذا المراهق وأهله الرأي السديد".

وتابع: "عندما يتمثل عناد المراهق في رفضه في مواصلة الدراسة، فهذا قد يكون ناتجا عن عدة أساب، مثل فقر الأسرة، أو وجود مشاكل أسرية، أو صديق سوء يؤثر على قرارات هذا المراهق وتصرفاته".

ولعدم الوقوع في هذه المشكلة، وما يرافقها من مشاكل بسبب العناد، فإن الوقاية ضرورية قبل دخول الابن في مرحلة المراهقة، إذ أكد العجرمي على ضرورة أن يمهد الأبوان لطفلهما طبيعة مرحلة المراهقة المقبل عليها، وما يصاحبها من تغيرات جسمية وعقلية يمر بها الطفل للمرة الأولى وقد تنعكس بالسلب أو الإيجاب على حياته ومستقبله لاحقاً، مذكرا الأهالي بأن "سن المراهق هو مرحلة عمرية خطيرة جداً من حياة الإنسان تبدأ من سن 12 سنة وتستمر حتى سنة 18، وقد مددت بعض الدراسات العالمية سن المراهقة حتى 22 عاما، كي يبلغ الطفل سن الرشد".

وأوضح: "على الأبوان أن يفهما طبيعة المرحلة التي يمر بها المراهق وأن يتفهما رغبته في الاستقلال عنهما في ممتلكاته وشخصيته ومشاعره، ووعيهما بذلك سوف يجنبهما ويجنب ابنهما الكثير من المشاكل".

ما يبحث عنه المراهق

وبما أن رفض الدراسة جزء من عناد المراهقة، والسمة العامة لهذه المرحلة، فإن علاج المشكلة يكون بتحسين حالة الابن في هذا السن، لذا تحدّث العجرمي عن أهمية وجود تقارب بين الابن المراهق ووالده أو بين البنت في مرحلة المراهقة ووالدتها: "في حال وجود تناغم في العلاقة فإن المراهق لن يخفي عن والديه شيئا وسيطلعهما على ما يفكر فيه بل وسيتقبل ما يشيران عليه به، بعكس إن كان هناك خلل في العلاقة فإن ما سيحدث هو العكس تماماً".

ونبه إلى ضرورة معاملة المراهق برفق وروية، وألا يتم تعنيفه أو إحراجه أمام الآخرين، لافتا إلى أنه كلما كان يحظى بدفء العائلة كان تأثير الخارج عليه بسيطا، وكذلك كلما لبى الأهل احتياجات مرحلته العمرية استطاعوا السيطرة عليه وذلك بعكس الحرمان.

وشدد العجرمي على أهمية وجود شخص مقرب من المراهق مثل صديق أو قريب، مبيناً مدى التأثير العميق لهذا الشخص على المراهق إذا بدا للمراهق على أنه متفهم لرغباته وتطلعاته ويقف إلى جانبه لتحقيقها، وهو ما يبحث عنه المراهق.