فلسطين أون لاين

​الأخت الكبرى "أمٌ ثانية" تعوّض الغياب

...
غزة - رنا الشرافي

تعتمد بعض الأسر على البنت الكبرى في أعمال المنزل والاهتمام بإخوتها الصغار، حتى لو كانت صغيرة في السن، لا سيما في حال وفاة الأم أو طلاقها، حتى وإن وُجدت زوجة الأب، ومهما كانت هذه الزوجة جيدة في التعامل مع أبناء زوجها، فإن الابنة الكبرى، غالبا تشعر بالمسؤولية تجاه إخوتها وتهتم بهم ما ينعكس عليهم جميعًا.

ما طبيعة هذا التأثير، وأي مدى يبلغ؟ وهل صحيح أنه يصيب هذه الطفلة بالهرم؟ هذا ما تحدثنا عنه الأخصائية الاجتماعية بدور شعشاعة.

نواة الأسرة

قالت شعشاعة: "الابنة الكبرى في مجتمعنا تُعدّ نواة للأسرة وركيزة البيت، ما يجعلها في موقع مميز في العائلة، فتكون مثالاً للمسؤولية والتضحية، وتكون بمثابة الأم الثانية، وخصوصا في حال وفاة الأم أو انفصالها عن الأب، حينها تكون أمًّا ثانية بالفعل".

وأضافت أن هذه الفتاة قد تتحمل متاعب الحياة ومسؤولية كبيرة لدرجة أنها تنسى نفسها في سبيل إسعاد اخوتها وتعويضهم، وتضحي دون أن تعبّر عن تعبها، بل على العكس فهي قد تظهر لهم الفرح والراحة دائما، وتحاول باستمرار أن تكون المتفهمة لمشكلاتهم، وألّا تقع في أي أخطاء معهم حتى لا يلومها، أحد وفي نفس الوقت يجب عليها أن تهتم بأعمال المنزل، خصوصا في حال وجود زوجة أب لا تهتم بأطفال الزوجة التي سبقتها".

وتابعت: "من الضروري أن تتهيأ البنت لأعمال المنزل، لكن ليس في عمر مبكر، بل يُفضل أن يكون ذلك بعد عمر السادسة عشرة، ففي هذا العمر تكون قادرة على تحمل المسؤوليات".

ونبهت إلى أن الأخت الكبرى، ونتيجة للظروف المحيطة بها، فإنها تتحمل أعباء المنزل، ولعلها في سبيل ذلك تتخلى عن طموحاتها ورغباتها الاجتماعية والنفسية، من أجل سعادة إخوتها ومستقبلهم.

وأوضحت: "تعمل هذه الأخت على مساعدة إخوتها في احتياجاتهم وتستمع إلى مشكلاتهم وتساعدهم في حلها، ما يؤثر بالسلب على حياتها وعلى مستواها التعليمي، وعلى مستقبلها أيضاً، وأحيانا ترفض الفتاة التي تعيش هذا الواقع الزواج في سبيل الاستمرار في رعاية إخوتها".

وأشارت إلى أن قيام الأخت الكبرى بدور الأم تجاه إخوتها يتطلب منها أن تتمتع بصفات كثيرة منها: القدرة على التضحية، والرحمة، والعطاء، والقدرة على التواصل، وقوة الشخصية، منوهة إلى أن هذه الصفات تجعلها قادرة على مساعدة أخواتها وتعويضهم عن حنان الأم، وكذلك على التحدي واتخاذ القرارات بحكمة.

ونبهت شعشاعة إلى أنه في حالة وجود الأم داخل الأسرة، فيجب على الأم ألا تحرم ابنتها الكبرى من حقها كطفلة في اللعب والمرح وممارسة هواياتها كغيرها من البنات في عمرها، ولكنها في الوقت نفسه أن تحرص على تربيها على المشاركة وتحمل المسؤولية في أعمال البيت حسب قدرة البنت وعمرها أيضاً.