فلسطين أون لاين

​منصات التعليم الإلكترونية خدماتٌ "على طبقٍ من ذهب"

...
غزة - صفاء عاشور

انتشرت خلال السنوات الأخيرة العديد من المنصات الإلكترونية المعنية بتقديم دورات إلكترونية ذات أهداف وتخصصات مختلفة، ومن بينها منصات عربية تقدم محتويات مميزة، وفي مجالات متعددة، ومع الوقت يزداد الإقبال عليها لمميزاتها المتعددة، فما هذه المميزات؟، وهل لها سلبيات؟، وما الفرق بينها وبين المراكز التدريبية التقليدية؟

فائدة كبيرة

الشاب عمر أبو خاطر خريج تخصص الصحافة والإعلام ذكر أنه وجد في هذه المنصات الكثير من الفائدة التي لم يجدها في أي من المراكز التدريبية في قطاع غزة، خاصة حجم المعلومات الجديدة التي طرحها في كل دورة إلكترونية.

وبين لـ"فلسطين" أنه أراد مع بداية تعرفه إلى عالم الدورات الإلكترونية أن يعمل على تطوير الذات بداية، للانطلاق بعد ذلك إلى المزيد من الدورات التي تتوافق مع ميوله وتوسع من مداركه.

قال: "كانت البداية مع المنصة الأردنية إدراك، ومن طريقها حصلت في المدة الماضية على ثلاث دورات في الإدارة، هي: إدارة الموارد، وإدارة المصاريف الشخصية، وإدارة الذات".

وأضاف: "تميّزت هذه الدورات بزخم كبير في المعلومات التي يقدمها طاقم متمكن وقوي ولديه تجربة علمية كبيرة، وهو ما أفادني كثيرًا في تطوير قدراتي الإدارية تطويرًا مهنيًّ ودقيقًا".

معلومات وخبرات

أما "علي سلام" الذي يبلغ من العمر أربعين عامًا فقال: "إن التعلم عبر المنصات التدريبية أمر ممتع جدًّا، ويمكن من الحصول على أي معلومة يرغب الإنسان بالاطلاع عليها اطلاعًا موسعًا، وقد لا يجدها في أي مكان آخر".

وأضاف لـ"فلسطين": "هذه المنصات مفتوحة، وتقدم العلم للشخص الذي يرغب به ويرغب بالاستفادة مما هو مطروح من معلومات تقدم بطريقة مركزة ومحددة، إذ تقدم المعلومات بشكل علمي ومفيد، ويواكب كل ما هو جديد في هذه المعلومات التي لا تقتصر على ما يوجد في الكتب فقط"، لافتاً إلى أنه في كل دورة جديدة يحصل على معلومات جديدة وحديثة.

وذكر أنه للكثير من المنصات التدريبية نافذة تفاعلية يجري النقاش فيها بين المدرب والمتدربين، لتفادي عدم التفاعل بين المحاضر والمتدرب، وبذلك لا يوجد مشكلة في التواصل الوقتي أو في أوقات أخرى.

مميزات وعيوب

المدرب في مجال التنمية البشرية وإدارة الذات، الأكاديمي في الكلية الجامعية سامي عكيلة قال: "إن المواقع الإلكترونية التدريبية استطاعت في المدة الأخيرة تحريك الأرض من تحت أقدام المراكز التدريبية التقليدية، التي تعتمد في معظمها على الربح دون الاستناد إلى معايير الجودة".

وأضاف في حديث لـ"فلسطين": "هذه المواقع التدريبية استطاعت منافسة المراكز التقليدية بتقديم الكثير من الخدمات، وأبرزها: التدريب مجاناً أو بأسعار زهيدة، والتدريب التخصصي وفي موضوعات نادرة لا تقدمها المراكز المحلية".

وتابع: "أيضًا استطاعت هذه المواقع والمنصات ضيافة مدربين وباحثين دوليين وذوي خبرة عالية، إضافة إلى قدرتها على تخطي الحدود وإلغاء الجغرافيا، وهي ميزة مهمة جدًّا لسكان المناطق الساخنة، التي تخضع للتضييق في السفر وحرية التنقل، مثل فلسطين".

وواصل: "هذه المواقع والمنصات التدريبية ضمنت للمتدرب الراغب في الحصول على أي دورة أن يكون قادرًا على متابعة التدريب من أي مكان، في الوقت المناسب، دون حاجة للحضور الشخصي في وقت محدد".

وأشار عكيلة إلى أن ما يميز المراكز التدريبية التقليدية هي أنها قادرة على منح شهادات تعليمية مُصدّقة، والتدريب فيها يكون مباشرًا، حيث التواصل الشخصي المباشر بين المدرب والمتدربين، "وهما ميزتان لهما تأثير كبير".

استدرك: "لكن بعضًا من المنصات التعليمية ذات الانتشار الواسع تجاوزت هذه المشكلة إلى حد ما، بمنح الشهادات المصدقة، والسماح للمتدرب بعد اجتيازه اختبارات معينة بالحصول على الشهادة وطباعتها".

أضاف: "أما فيما يخص التواصل الشخصي بين المدرب والمتدربين فهي مشكلة لا تزال المنصات والمواقع التدريبية تحاول إيجاد حل لها، بزيادة القنوات التفاعلية بين الطرفين، وإتاحة إمكانية الحوار والنقاش وتبادل الآراء، إضافة إلى إجراء الاختبارات العملية والنظرية وتصحيحها من قبل المدرب أو آليّاً".

وبحسب رأي عكيلة إن المستقبل للتدريب عن بُعد وللمنصات الإلكترونية التعليمية، وإنه يجب على المراكز التقليدية العمل على إنقاذ نفسها بإيجاد ميزات تنافسية جديدة، وتقديم معلومات وخبرات أكثر فائدة من تلك التي تقدمها المنصات الإلكترونية.