فلسطين أون لاين

فضيحةٌ جديدة.. تفاصيل مُثيرة حول "جواز السّفر" الذي ادّعى الاحتلال العثور عليه في مُقتنيات الشّهيد السّنوار

...

نشرت وسائل إعلام عبرية، صورًا لمقتنيات وثقها جنود الاحتلال "الإسرائيلي" من داخل أحد المنازل الفلسطينية، عقب اشتباكهم مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السّنوار بحي تل السلطان غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

وتظهر الصور، وجود سبحة، وزجاجة عطر صغيرة، وإصبع من الحلوى، وكتيبات أدعية، إضافة إلى مصباح إضاءة صغير وسلاح أبيض، إضافة إلى مبلغ مالي قليل يقدر بنحو 370 دولارًا كما تظهر الصورة.

وفي صور أخرى، تظهر جعبة عسكرية إضافة إلى بندقية رشاشة من طراز كلاشنيكوف، ومخازن ذخيرة وجعبة للمخازن، وبطاقات هوية وجواز سفر قديم لشخص يدعى هاني زعرب.

وأظهرت البيانات في جواز السفر الخاص بالمواطن زعرب أنه يعمل كمعلّم لدى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

وتداولت وسائل الإعلام العبري صورة جواز سفر هاني زعرب، وادعت أنه كان الحارس الشخصي ليحيى السنوار ورافقه خلال الفترة الفائتة. فيما ادّعى آخرون أن السنوار كان يحمل جواز سفر مزوّر يظهره كموظف في وكالة الأونروا.

وتحقّقت شبكات رصد وتحقيق دولية  من الادعاءات "الإسرائيلية" المتداولة حول جواز سفر هاني زعرب بعد الإعلان عن استشهاد القائد يحيى السنوار، وتبيّن أنها تحتوي على معلومات مضللة.

وأثناء البحث عن شخصية هاني زعرب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وجد "مسبار" منشورًا من حساب يحمل الاسم نفسه على فيسبوك، نفى فيه زعرب صحة المعلومات المتداولة عنه، وأكد أنه يقيم حاليًا في مصر وليس له أي علاقة بما يُنشر من ادعاءات.

وبتدقيق جواز السفر الذي نشره الاحتلال، يتبين أنه انتهت صلاحيته عام 2017،  الأمر الذي أدى إلى انكشاف كذب الاحتلال ومحاولاته التدليس والتضليل بالمعلومات، إذ إنه من سكان المنطقة التي استشهد فيها السنوار، وربما تكون بعض المقتنيات قد جمعها جنود الاحتلال من المنازل المجاورة، بحسب ما أكدته مصادر من سكان المنطقة .

وبالنظر إلى صورة صاحب جواز السفر، هاني زعرب، يكشف عدم وجود أي تشابه بينه وبين السنوار، إضافة إلى الفارق الواضح في السن بين الشخصين، الأمر الذي يفنّد الادّعاءات والمزاعم "الإسرائيلية" الأخرى التي قالت إن جواز السفر كان من بين ممتلكات الشهيد السّنوار.

وتعيش عائلة زعرب التي ينحدر منها هاني في مناطق واسعة داخل مدينة رفح جنوبيّ قطاع غزة. وقد نفذ الاحتلال "الإسرائيلي" مجازر بحق العائلة منذ بداية العدوان على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث استهدف منازلهم في رفح، مما أسفر عن وقوع عدد من الشهداء والجرحى.

ومن جهتها، طالبت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" على لسان المفوض العام فيليب لازاريني، بوضع حدّ لحملات التّضليل "الإسرائيلية".

وأشار لازاريني في تغريدة نشرها عبر منصة "إكس"، إلى أن وسائل إعلام "إسرائيلية" تداولت أنباء عن مقتل أحد موظفي "الأونروا" مع رئيس حركة حماس يحيى السنوار، مضيفا أنه "مرة أخرى يتم استخدام المعلومات غير المؤكدة لتشويه سمعة الأونروا".

وشدد على أن الموظف المذكور على قيد الحياة، وهو يقيم حاليا في مصر، وسافر مع عائلته في شهر نيسان/ أبريل عبر معبر رفح.

تأتي الادعاءات "الإسرائيلية" في ظل اتهامات مستمرة من الاحتلال بشأن مشاركة العاملين لدى الوكالة في هجوم السابع من أكتوبر، الأمر الذي أدّى إلى تجميد الدول مساهماتها التمويلية للأونروا، رغم عدم تمكّن الاحتلال "الإسرائيلي" من تقديم أدلة تثبت صحّة مزاعمه.

ويتعمد الاحتلال تقديم سيناريوهات كاذبة في عملياته العسكرية المتواصلة في قطاع غزة منذ أكثر من عام؛ سعيا لتحقيق "صورة نصر"، يتغنى بها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، في ظل الفشل في تحقيق أهداف الحرب، وأهمها إعادة الأسرى "الإسرائيليين" من قطاع غزة.

المصدر / مسبار+ وكالات