في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع غزة، حيث يتواصل العدوان الإسرائيلي على كافة مناحي الحياة، اتخذت وزارة التربية والتعليم قرارًا بالعودة إلى التعليم الإلكتروني كوسيلة لضمان استمرار العملية التعليمية وتعويض آلاف الطلبة من كافة المستويات عن ضياع عام كامل.
ومع ذلك، أثار هذا القرار قلقًا كبيرًا بين الطلاب وأولياء الأمور، الذين أعربوا عن مخاوفهم من عدم توفر الوسائل اللازمة للتعلم عن بُعد، فالعديد من الطلاب، خاصة في المرحلة الثانوية، يعانون من عدم وجود الإنترنت والأجهزة الذكية، مما يجعل من الصعب عليهم متابعة دراستهم.
منة سعد الدين 16 عاماً طالبة أنهت العام العاشر وكانت مستعدة لدخول الصف الحادي عشر، إلا أن العدوان الإسرائيلي أضاع عليها عاماً كاملاً وعندما فتحت الوزارة باب التعليم الإلكتروني وجدت نفسها تائهة لا تعلم كيف أو مع من تتواصل.
وقالت في حديث لـ"فلسطين أون لاين":" "أنا أشعر بالقلق من عدم قدرتي على متابعة دراستي، التعليم الإلكتروني يحتاج إلى أجهزة إنترنت، وأنا لا أملك جهاز كمبيوتر. كيف سأتمكن من المشاركة في الصفوف الدراسية؟"
وأشارت إلى أنها مثل الكثير من زملائها لا يملكون الإنترنت في المنزل وأنه كان من المفترض عندما قررت الوزارة العودة إلى التعليم الإلكتروني، توفير الوسائل اللازمة لجميع الطلبة، وعدم تركهم ينظرون عام أخر يضيع من بين أيديهم دون أي جدوى".
أما طالب الثانوية العامة عمر جابر 18 عامًا، فأكد أن سياسة الوزارة المتبعة للتعليم الالكتروني وتعويض الطلبة عن صعبة للغاية ومكلفة للطلبة، لافتًاً إلى وجود صعوبة في فهم آلية الوزارة التي وجهت الطلبة للتسجيل في أكثر من تطبيق وهو ما جعله يشعر بأنه يسير في متاهة.
وقال في حديث لـ"فلسطين":" سجلت بعد بحث كثير في تطبيق Eschool ثم في تطبيق Teams الذي وضعني في متاهة حقيقي فلم أعرف مع من أتواصل أو متى موعد الدروس لأجد بعد أسبوعين أن هناك صفحة على الفيس بوك علي التوجه إليها والتواصل معها ليتم دمجي في مجموعات فاعلة على الواتس اب للموات الخاصة بي".
وأكد عمر حرصه على الاستفادة من فرصة تعويض العام الماضي والحصول على شهادة الثانوية العامة ، مستدركًا:" إلا أن هذه الأمر مكلف للغاية فهو لا يتوقف عن شراء ساعات الانترنت التي تباع في الشارع والتي تستهلك وقتاً طويلاً في فتح التطبيقات والمواقع اللازمة للدراسة.
أولياء الأمور
وفي المقابل، يشعر أولياء الأمور بالعجز عن تقديم الدعم الكافي لأبنائهم في هذه الظروف غير الطبيعية التي يمر بها أبنائهم والتي على رأسها استمرار الحرب على مجمل مناطق قطاع غزة.
إسلام بركات أم لطالبين توأم في الثانوية العامة، أوضحت أنها تشعر بالعجز عن مساعدة أبنائها في ظل العدوان المستمر على قطاع غزة، قائلة:" لا يمكنني أن أرى أبنائي يحرمون من التعليم، التعليم الإلكتروني ليس حلاً لمشاكلهم، بل يعمق الأزمة، ونحتاج إلى إعادة فتح مدارس بأمان."
وأوضحت في حديث لـ"فلسطين أون لاين:" أن الانترنت غير متوفر في كثير من الأوقات كما أن لا يوجد سوى هاتف ذكي واحد في البيت لا يمكن تقسيمه على طالبين في الثانوية العامة"، منبهةً إلى أن الوضع الاقتصادي للعائلة في ظل الحرب تراجع بشكل كبير.
وطالبت وزارة التربية والتعليم بضرورة وضع خطط بديلة تتناسب مع احتياجات وامكانيات الطلبة في قطاع غزة.
أما مي عويضة ام لأربعة طلبة موزعين على المرحلتين الابتدائية والإعدادية، فعبرت عن استيائها من اعتماد التربية والتعليم النظام الإلكتروني لتعويض طلبة غزة، دون مراعاة الظروف الصعبة التي مروا ويمرون بها.
وأوضحت في حديث لـ"" أنها تشعر بالحزن وهي ترى سنة أخرى من عمر أبنائها وهم لا يستطيعون مواكبة التعليم الإلكتروني الذي قررته الوزارة، لافتةً إلى أنها ليست الوحيدة التي تعاني من مواكبة مواضيع التعليم الإلكتروني بل مثلها الألاف من العائلات العاجزة عن تقديم أي مساعدة لأبنائها.
ودعت عويضة الوزارة والحكومة الفلسطينية البحث والتفكير في بدائل تكنولوجية فعالة، خاصة في ظل الدمار الكبير الذي لحق بالبنية التحتية للمؤسسات التعليمية من مدارس وزارات ومؤسسات تعليمية.