فلسطين أون لاين

​"التذكارات".. روح الماضي التي تنعش المستقبل

...
غزة - رنا الشرافي

لعله الحنين إلى الماضي أو إلى شخص، ولربما إلى موقف، هو ما يدفعنا للعودة للبحث عن "تذكارات" تعيد لنا المشاهد القديمة وكأنها تحييها من جديد.. بعض هذه المشاهد قد يكون فرحا وبعضها الآخر يجلب التعاسة إلى حياتنا حتى وإن كانت ماضيا وانتهى، لذا نحتفظ ببعضها، كهدية صغيرة من صديق قديم، أو لعبة من أيام الطفولة، أو صورة مع شخص عزيز..

الأخصائية الاجتماعية بدور شعشاعة تحدثنا عن أهمية "التذكارات" في حياتنا وانعكاسها علينا سواء بالإيجاب أو السلب..

جميلة أو مؤلمة

قالت شعشاعة: "لو لم تكن الذكريات موجودة لأصبحنا بلا روح، فجميعا يمرّ بذكريات منها ما هي مؤلمة وقاسية ومنها ما هي جميلة، ويمكن أن تكون هذه الذكريات بمثابة أداة للتحكم في مزاجنا".

وأضافت: "فبعضها قد تسعدنا وتشعرونا بالثقة، وبعضها تشعرنا بالحزن والإحباط، وأحيانا نرغب بشدة في عودة حدث معين يعيد لنا الحياة الجميلة، أحيانا أخرى تتملكنا رغبة كبيرة في محو ونسيان بعض هذه الذكريات" .

وتابعت: "الذكريات الجميلة قد تتحول إلى حزينة إذا أصبحت فردية الروح، أي أن الطرف فيها لم يعد موجودًا، يكون قد رحل إما بسبب الموت أو السفر، وأحيانا تكون الذكريات المؤلمة بمثابة قوة ومحرك لصاحبها".

وواصلت: "بعض الذكريات قد نتوقف عندها لنستخلص منها الدروس والعبر، فمثلا عندما نخسر شخصًا كان يعنى لنا الكثير فهذا يجعلنا نعيد النظر في تعاملاتنا مع الآخرين، وأيضا يساعدنا في كيفية اختيار الشخص المناسب في تجارب قادمة".

الفرح قرار

وأوضحت: "منّ الله عز وجلّ على الإنسان بنعمة الدماغ وقدراته على تخزين الذكريات واسترجاعها، فالإنسان يستقبل في كل لحظة مثيرات، وانفعالات= , ومواقف, ومعلومات متعددة وكثيرة من خلال حواسه الخمس".

وبيّنت: "هذه المواقف قد تنقل لنا الفرح أو الحزن لفترة مؤقتة أو دائمة، لكن ما يتم تخزنه منها هو ما له أثر".

وأشارت إلى أهمية ما تحييه الذكريات في الإنسان من جديد، لذا علينا أن نحتفظ فقط بالذكرى الجميلة التي تجعل حياتنا أكثر سعادة، وأن نتجنب تلك الذكريات المحزنة المحبطة، ناصحة بضرورة التخلص من الذكريات المؤلمة وعدم كتمانها وذلك من خلال التحدث، فالبوح بها يؤدى إلى التخلص منها.

كذلك نبهت إلى ضرورة ألا يبقى من يريد أن ينسى ذكرياته المؤلمة وحيداً لوقت طويل حتى لا يفكر في كل ذكريات حياته، وتكون الذكريات المؤلمة هي سيدة الموقف، داعية هذا الشخص إلى أن يشغل نفسه بأشياء يُحبها.

وختمت بالقول:" دائما حاول أن تستعيد الذكريات الجميلة فقط لتسعد بتأثيرها الإيجابي، فالحزن وإن كان قدراً فإن الفرح قرار".