تحف فنية وتراثية تعكس مدى اهتمام النسوة الغزيات بنشر ثقافة بلادهن وتطويرها وإدخالها في كافة متعلقات الحياة، الشال المطرز بالخيوط الحريرية الحمراء، والملابس الصوفية، والحلي المتنوعة التي تنال إعجاب الكثيرين الراغبين باقتنائها، وإلى جانب هذه المشغولات، قطعٌ أخرى خاصة بالأطفال الذين حضرت رسوماتهم الداعية إلى السلام ونبذ العنف، بالإضافة إلى عدد من الصور للمشاريع التي تم تنفيذها خلال مبادرة "معا نحن أفضل".
تلك التحف وجدت لها مكاناً خلال معرض "صورة وحكاية"، الذي أقامته جمعية "بيتنا" الشبابية بالشراكة مع جمعية "إنقاذ المستقبل الشبابي" وبتمويل من الاتحاد الاوروبي، وذلك ضمن فعاليات "معا نحن أفضل".
بلا ربح
"سهير اليازجي" كانت من أوائل من استعد للمشاركة في المعرض، خاصة أنها بدأت مشروعاً خاصاً بها قبل شهر واحد فقط، تعمل خلاله على إنتاج "الإكسسوارات" المختلفة، وتغليف الهدايا بشكل جديد، بالإضافة إلى إعداد بعض المأكولات التي يمكن تعليبها وحفظها كالمعجنات والمربيات.
قالت اليازجي لـ"فلسطين": "أحب الأشغال اليدوية، خاصة تلك التي فيها شيء من الإبداع، فأنا دائماً أسعى إلى إنتاج كل ما هو جديد وبشكل بعيد عن التقليد".
وأضافت: "صنعت عددًا من الميداليات، وعرضتها في إحدى المكتبات الموجودة في الحي الذي أسكن فيه، ولاقت إعجاب زوار المكتبة، وهو ما دعاني لإنجاز المزيد منها"، لافتةً إلى أن ما عزز إقبال الناس على شرائها هو سعرها المناسب والذي يتراوح من اثنين إلى خمسة شواكل.
وأشارت إلى أن إقبال الناس على شراء أعمالها دفعها للمشاركة في المعرض لاكتساب مزيد من المعرفة والشهرة بين الناس، خاصة أن منتجاتها تختلف عن أي مشغولات موجودة في الأسواق وبأسعار منافسة، على حد قولها.
ولفتت إلى أن صعوبة الأوضاع الاقتصادية تنعكس بشكل واضح على الإقبال على منتجاتها على غرار باقي المنتجات الكمالية، وللتغلب على هذه المشكلة فإنها تبيع مشغولاتها بسعر التكلفة دون تحقيق ربح، لكي تكسب الزبائن وتفتح لنفسها أسواقًا جديدة في المستقبل.
وعبرت اليازجي عن رغبتها في تطوير قدراتها في مجال تغليف الهدايا وإدخال أفكار جديدة، خاصة أن مثل هذه الأمور تلقى رواجاً كبيراً بين الشباب الذين يرغبون بهدايا مختلفة ومميزة للتعبير عما يشعرون به.
هواية ثم عمل
الشابة التي لا تزال في منتصف العشرينيات "ياسمين مهنا" أشارت إلى أنها تشارك في هذا المعرض من خلال أعمالها التي قامت بإنجازها من الصوف، ومادة الفوم، والنايلون وبعض الأشغال اليدوية بالإضافة إلى التطريز.
وقالت في حديث لـ"فلسطين": "عندي هواية العمل بالصوف والتطريز منذ صغري، وكنت أحب زيارة المعارض التي تهتم بمثل هذه الأمور، حتى بدأت بالعمل في مجال هوايتي، وتعلمت حياكة الصوف والتطريز كبداية أنطلق منها".
وأضافت: "وقبل العمل في إنتاج المشغولات الصوفية والمطرزات كانت أول إنجازاتي هي الحفر على عجمة الأفوكادوا، والتي لاقت إعجاب الكثيرين من حولي وطالبوني بصنع المزيد منها لهم، وحفر الحروف عليها".
للتسامح
في السياق ذاته، قالت المنشطة في جمعية بيتنا والعاملة في مبادرة "معا نحن أفضل"، صفاء أبو حبل إن: "المبادرة تهدف إلى دمج الأطفال ذوي الإعاقة مع غيرهم من الأطفال ضمن أنشطة المبادرة".
وأضافت: "أول نشاط نفّذناه كان الرسم والفنون، وشارك فيه أطفال من ذوي الإعاقة، تراوحت أعمارهم بين 14 و 17، وأشرفت عليهم رسامة عملت على تطوير موهبة الرسم لديهم، وقد أنجزوا الكثير من اللوحات".
ولفتت إلى أن المشروع يحكي عن نبذ العنف والتسامح بين الناس، وكل اللوحات تدعو إلى ذلك.
وبينت أبو حبل أن من فعاليات المبادرة التي تلت الرسم، سباق جرى بين الأطفال المشاركين في المبادرة، وكذلك تم التنسيق مع مؤسسات وأشخاص من منتجي الأشغال الحرفية واليدوية للمشاركة في المعرض.