فلسطين أون لاين

​القيود في التربية تحرم الابن حق التجربة

...
غزة - صفاء عاشور

يفرض بعض الآباء والأمهات الكثير من القيود على أطفالهم من بداية حياتهم، وذلك لجعلهم يسيرون وفق نظام محدد لا يحيدون عنه ولا يخطئون، متناسين أن الخطأ عند الصغار والكبار أمر طبيعي، ومنه نتعلم الصواب، يفعل الأهل ذلك رغبة منهم في حماية أبنائهم، لكنهم في الواقع يدمرون شخصيتهم عن غير قصد..

بلا تعارض

أستاذ علم النفس الاجتماعي الدكتور درداح الشاعر قال: "التربية الصحيحة تعتمد على مبادئ أساسية، على رأسها القرب النفسي بين الوالدين والطفل، ومدى إدراك الوالدين ومعرفتهما برغبات طفلهما وكيفية إشباع حاجاته بعيداً عن رغباتهما هما".

وأضاف لـ"فلسطين": "إشباع رغبات الطفل النفسية من أكثر الأمور أهمية، وكلما زاد قرب الوالدين من طفلهما كانت نتائج التربية أكثر ايجابية، ولكن لا بد أن يتم إشباعها بما لا يتعارض مع القيم الدينية والمجتمعية والأعراف والتقاليد التي تحكم المجتمع الذي يعيش فيه الطفل".

وتابع: "يمكن للوالدين وضع نظام معين خاص بتربية أبنائهما، يتسند لمعايير وقيم المجتمع الذي يعيشون فيه، وأن يوجها الأبناء وفق هذه المعايير عبر توضيحها لهم، دون إشعارهم أن الأمر مفروض عليهم بالقوة وأنهم مجبرون على الالتزام به".

وأوضح الشاعر: "على الوالدين متابعة النظام ومدى التزام الطفل به، وذلك عبر مراقبته عن بعد، مع الحرص على ترك مساحة حرية له"، مؤكدا على ضرورة عدم فرض أي قيود وتشديدات على الطفل.

وبين أن من دور الوالدين فهم شخصية كل ابن من أبنائهما، والتي تختلف عن شخصية الأطفال الآخرين، وبالتالي التعامل مع كل منهم وفق شخصيته، وليس وفق نظام واحد مرسوم لكل الأبناء دون مراعاة الاحتياجات الشخصية والنفسية لكل منهم.

وقال الشاعر: "لا يجوز إكراه الطفل على أي أمر بذريعة أن الوالدين يرغبان بحمايته، بل ينبغي تركه يجرب ويستكشف الحياة، مع الحرص على تواجد الأهل بالقرب منه لمعالجة أي خطأ يمكن أن يرتكبه".

وأضاف: "إجبار الأطفال على اتباع نظام عيش معين دون ترك أي مساحة من الحرية لهم ينتج أشخاصا يعيشون بشخصية غيرهم دون فهم أنفسهم، كما أن الطفل سيكبر وسيشعر بشكل دائم بالضيق والسلبية، وربما يتصرف بعدوانية".

وبحسب الشاعر، فإن الطفل الذي تربى في بيئة من الإجبار، سيرفض جميع القيود التي فرضها الوالدان، وسيتمرد على جميع ما نشأ عليه، مع وصوله لمرحلة المراهقة، وهنا ستظهر المشاكل مع الأهل والمجتمع الذي سيراه شخصا غريبًا في تصرفاته.