فلسطين أون لاين

​بالتربية الصحيحة.. يتجاوز الابن "مرحلة التمرد"

...
غزة - رنا الشرافي

تحاول بعض الفتيات والفتيان في سن المراهقة تقليد بعض التصرفات السلبية للوالدين مثل التدخين والتأخر خارج المنزل، إضافة إلى تقليد أصدقائهم مثل قصات الشعر الغريبة والأزياء والهوايات وغيرها، والتي غالبا لا تلقى قبول الوالدين، وفي المقابل، فإن الالتزام بتعليمات الأهل في هذه المرحلة العمرية، لا يُعدّ مؤشرا حسنا لما ستكون عليه شخصية هذا الابن في المستقبل..

معايشة التصرفات

قالت أخصائية الصحة النفسية إيناس جودة لـ"فلسطين": إن "الوالدين قدوة لأبنائهما، وفي كل أسرة عادات إيجابية وأخرى سلبية، يتشربها الأبناء بمرور الوقت، بفعل معايشتها داخل الأسرة، وكذلك لدقة ملاحظة الطفل لها، حتى إن حاول الأهل إخفاءها عنه".

وأضافت: "تتحول عادات الأهل وتصرفاتهم إلى سلوك عند الابن، فمثلاً إن كان الاب مدخنًا فإن الابن سيقلّده على الأغلب".

وأشارت إلى وجود عوامل خارجية تؤثر في سلوك الطفل، ولكن بدرجة بسيطة، ولا تكون أصيلة في سلوكه، ومنها، المدرسة والشارع والأصدقاء، لافتة إلى أن الطفل في مرحلة المراهقة ينتمي إلى المجموعة، بمعنى أنه يحاول تقليد رفاقه وأن يشترك معهم في الهوايات والرغبات وقصات الشعر.

ووصفت هذه المرحلة العمرية من حياة الطفل بأنها "مرحلة التمرد"، التي يلاحق فيها الطفل أصدقاءه، والموضة، وما إلى ذلك، مشيرة إلى أن نشأة الطفل إن كانت جيدة التربية فإنه يستطيع أن يمر عبر هذه التغيرات السلوكية ويتجاوز مرحلة المراهقة بسلام، والعكس صحيح.

التعامل بعنف

وحذّرت من صد الأهل لسلوكيات الأطفال، من خلال الحرمان أو الرفض أو العنف أو فرض قيود معينة عليه، لرفضهم طريقته وأسلوبه في الحديث أو في اختيار الملابس أو قصة الشعر وغيرها من الأمور الشخصية.

ودعت إلى التواصل الاجتماعي مع الطفل في سن المراهقة، مبينة: "هو لن يصبح صديق أبويه، ولكنه سيشعر بالأمان لوجود شخص بقربه يفهمه، ولا بد من منحه مساحة للتصرف بحرية، بمراقبة غير مباشرة".

وقالت إن الطفل الذي يغير من نفسه في لباسه وقصة شعره هو طفل بلغ مرحلة المراهقة، وما يقوم به طبيعي في هذه المرحلة لأنه يحاول التجربة، مضيفة أن هدوء الطفل والتزامه بسلوكيات الأهل ومحاولة تقليدهم في هذه السن ليست مؤشرات جيدة، فهذا يحرمه من حقه في تحديد هويته الخاصة.

وبينت أن الطفل في نهاية مرحلة المراهقة يعكس سلوك العائلة وصورتها ويصبح المراهق أقرب لتمثيل نمط العائلة السلوكي، وذلك بعد تخطي مرحلة العناد.