فلسطين أون لاين

​التدريب على "تلقي الصدمات" درع وقاية من آثارها

...
غزة - رنا الشرافي

يشكو كثير من الآباء والأمهات من عدم قدرة أبنائهم على تلقي الصدمات منذ نعومة أظفارهم، سواء في تلقي خسارة في اللعب أم فقد أحد الوالدين أم فقد دمية محببة، وما إلى ذلك من أنواع الفقد.

مستشار التنمية البشرية محمد الرنتيسي، يطلعنا عبر هذا اللقاء على أهمية تدريب الفرد طفلاً كان أو بالغا على تلقي الصدمات في حياته، مؤكداً أن هذا التدريب له أهمية بالغة في جعله يتجاوز الأزمة .

قبل الخسارة

قال الرنتيسي: "نحن هنا نتحدث عن إدارة الأزمة، بمعنى كيف نقي أحد أفراد عائلتنا عند تلقيه الصدمة أو تعرضه لأزمة نفسية بسبب خسارته لشيء ما"، مشيراً إلى أهمية تهيئته قبل أن يحصل له ما حصل.

وبين أن رد الفعل السلبي واقعٌ لا محالة؛ بسبب الصدمة وأن التدريب على تلقي هذه الصدمة من شأنه أن يخفف من آثارها السلبية، فبدل أن يصاب الشخص بانهيار عصبي مثلاً؛ بسبب فقد أحد الوالدين، قد يكتفي بالبكاء.

وأكد أهمية التربية العاطفية للفرد منذ طفولته، وتعريفه أن الحياة ليست سهلة وسعيدة بكل الأحوال، وأن فيها قسطا من التعاسة والصعوبة التي بإمكانه تجاوزها ومتابعة طريقه من جديد بعد التعرض لها، مع ضرورة إعمال العقل حتى لا تسيطر العواطف عليه كليًا.

ودعا إلى ضرورة تدريب الفرد على تحمل الضغوط، وذلك من خلال عدم الاستجابة المباشرة لجميع مطالبه، خاصة إن كان طفلاً، أو من خلال طلب عمل مقابل تحقيق رغبته، موضحاً أن هذا يساعده على الصبر في سعيه لنيل مطالبه.

كذلك لفت إلى أهمية إشراك الفرد في الأنشطة الجماعية، وتعويده على أن يقبل الخسارة، وأن ينتظر دوره في اللعب، مع بيان أهمية فوائد المشاركة التي هي أهم من الخسارة أو الفقد عينه.

استثمار المواقف

ونصح الرنتيسي الوالدين باستثمار مواقف الحياة لأخذ العبر منها، وتوصيل رسائل تربوية للطفل تساعد على بناء شخصيته وتخطيه للمشاعر السلبية المحيطة به.

وقال: إن "الفرد يستمد مهاراته ومفاهيمه في الحياة من والديه، فإن منحاه مساحة مطاطة من التفكير والعطاء والجذب، استطاع أن يسيطر على ما يواجهه من صعاب في حياته، بالتالي تخطي الأمر في أسرع وقت ممكن".

وأشار إلى أهمية تقديم الدعم النفسي للفرد، في حال وقوع ما لا تحمد عقباه، حتى يستطيع تجاوز الأزمة، موضحاً أن التدريب السابق على تقبل الخسارة هو بمثابة درع وقاية لتخفيف حدة الأزمة من جهة، وتطوير شخصية الفرد وتنمية قدراته السلوكية والاجتماعية والنفسية من جهة أخرى .