فلسطين أون لاين

​"الحايك".. بفستان دميتها دخلت عالم التصميم

...
غزة - مريم الشوبكي

في عمر العاشرة، أعلنت أناملها الغضة عن موهبة في التصميم، عندما حاكت فستانًا لدميتها الصغيرة، تخيّلت الفكرة ونفذتها، دون أن تتوقع أنها حينما تكبر ستحيك فساتين ولكن لعرائس حقيقيات لا لدمى الأطفال.

ربما لاسم عائلتها "الحايك" نصيب في موهبتها، حيث إن موهبة الحياكة ببراعة التصميم والتنفيذ هي ما أبدعت به "إيناس الحايك" والتي جذبت آلاف المتابعات لما تنشره على مواقع التواصل الاجتماعي من صور لتصميمات برعت في تنفيذها..

بالوراثة

مصممة الملابس الغزية إيناس الحايك (27 عاما)، حصلت على أكثر من شهادتين جامعيتين في العلاقات العامة، والفنون والحرف، بالإضافة إلى دورات في الخياطة والتصميم.

قالت لـ"فلسطين": "منذ ثماني سنوات بدأت بالعمل في مشغل خياطة في البيت، بعد أن كان الأمر مجرد هواية لصنع فساتين للدمى، فأصبحت ما أهواه، وأنفذه بكل حب، وحينها كنت أدرس وأعمل في نفس الوقت، وربما لعبت الوراثة دورا في موهبتي، حيث إن أبي وأعمامي وأجدادي خياطون من قبلي".

وأضافت: "كنت أصمم وأحيك الملابس ضمن إطار ضيق في البداية، فقط للأهل والأقارب وبعض المعارف، ومن ثم تطلعت إلى الانتشار أكثر, فأنشأت صفحة (تألقي معي) عبر (فيس بوك)، والتي ساهمت في معرفة الناس بتصميماتي، إذ أنشر عبرها صورا لما أصنعه".

ولصقل موهبتها أكثر التحقت "الحايك" بدروة خياطة لمدة ستة شهور، في ظل عدم وجود تخصص جامعي لتصميم الأزياء وقتها، وفي الوقت ذاته اتجهت نحو دراسة تخصص الفنون والحرف, لأن المنهج يتضمن مادة واحدة عن التفصيل والخياطة.

وعن طبيعة عملها، بينت أنها تنفذ أي تصميم تطلبه الزبونة، أو تعيد تنفيذ تصميمات معروضة عبر الإنترنت بدقة عالية، وأيضا تصمم "موديلات" من وحي خيالها، بما يتوافق مع رغبة الزبونة وعمرها وما يليق بها.

متعة وتعب

المميز في عملها، على حد قولها، أنها تتقن تصميم "الموديل" بالقماش المطرز بالخرز، كما أنها تستطيع بمهارة عالية أن تنفذ أي تصميم بطريقة يدوية دون استخدام مكن الخياطة، فتخرج قطعا ذات جودة عالية تنافس الملابس الجاهزة المتوفرة في الأسواق.

مهنة الخياطة متعبة وتأخذ وقتًا وجهدًا كبيرين، لكنها ممتعة، لأن "الحايك" تعشق عملها وتنسى إرهاقه حينما تنتهي من تصميم القطعة فتجدها كما تخيلتها.

ولكن ثمة منغصات، فانقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة هو أكبر منغص بالنسبة لضيفتنا، حيث تضطر إلى الإرهاق نفسها في العمل لتتمكن من إنجاز أكبر قدر ممكن من القطع في ساعات وصل الكهرباء، لتتمكن من تسليمها لصاحبتها في الوقت المناسب.

وتشير إلى أن دراستها للفنون، خاصة الرسم، أفادها في تقريب شكل التصميم للزبونة، ووضع تصوراتها وأفكارها في التصميم على الورق.

وما تفتخر به جدا، وصول عدد متابعيها إلى 20 ألف عبر "فيس بوك"، وذلك دون إعلانات ممولة على مدار خمس سنوات، "فالإبداع والإتقان في تصاميمي هما سر انجذاب لمتابعتي"، على حد قولها.

الملابس الجاهزة قد تكون أثرت سلبا على تفصيل الملابس، لا سيما أنها أقل سعرا في أغلب الأحيان، فهل يمكن أن يكون ذلك ضربة في حق الخياطة والتصميم؟ ردّت الحايك: "بالخياطة أصبح لدينا القدرة على تقليد المنتجات الجاهزة، وتنفيذ تصاميم جديدة تنافس شبيهاتها المستوردة".

وأكدت أن "مهنة الخياطة والتصميم عادت بقوة في غزة وتعيش فترة ازدهار حاليا، لأن كثيرا من السيدات يبحثن عن التميز، ومع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي أصبح هناك اطلاع ومواكبة للموضة في العالم، وبالخياطة يمكن تنفيذ أي تصميم تراه النساء عبر الإنترنت ولا يجدنه في غزة، وكذلك يمكن تنفيذ تصميمات موجودة ولكن بأسعار أقل مما هي في السوق، بالإضافة إلى أن المنتجات في السوق ليست مرضية لجميع الأذواق".