فلسطين أون لاين

الطفل "الدريملي" يحلم بالعلاج بعد اجتياز عقبة معبر رفح

...
الطفل الدريملي أثناء انتظاره للسفر في معبر رفح
رفح - ربيع أبو نقيرة

يُعلِّق الطفل المريض إبراهيم حمزة الدريملي (9 أعوام)، آمالًا كبيرة على إمكانية شفائه بعد اجتيازه معبر رفح البري باتجاه الأراضي المصرية، بهدف تلقي العلاج المناسب حتى يتمكن من ممارسة حياته بشكل طبيعي كباقي الأطفال من حوله.

ويعاني الطفل الدريملي، من ضمور في العضلات يعرف باسم "دوشين"، وهو ضعف في عضلات يديه ورجليه، الأمر الذي يعيقه عن القيام بالأعمال المختلفة.

وبالكاد يستطيع الطفل الدريملي، المشي على قدميه، كما أنه يحتاج إلى مساعدة مَن حوله في المنزل للجلوس على السرير أو النزول عنه، وفي بعض الأعمال الأخرى، في حين لا يستطيع صعود السلالم، ما يضطر أفراد عائلته إلى حمله.

ويتمنى الدريملي الذي يدرس في الصف الرابع بمدرسة أم القرى في مدينة غزة، الشفاء العاجل للعب كباقي الأطفال من حوله وركوب الدراجة الهوائية، قائلا: "لا أستطيع صعود السلالم، ولا أستطيع الكتابة فترة طويلة، ويساعدني في ذلك زملائي في المدرسة".

وكان مراسل صحيفة "فلسطين" قد التقى الطفل الدريملي في الصالة الخارجية لمعبر رفح، أثناء انتظاره مع عائلته سماع أسمائهم لركوب إحدى الحافلات المتجهة إلى الجانب المصري من المعبر، وتابع معه خطوات سفره حتى حصوله على موافقة المرور من الجانب المصري.

معاناة السفر

والدته حنان أبو سكران (49 عامًا)، أعربت عن خشيتها على حياة نجلها الوحيد من الذكور، مبينة أن المرض ظهر لدى نجلها قبل نحو عامين ونصف، وبدأت مع ظهوره رحلة المعاناة في البحث عن علاج مناسب لحالته.

وتقول في حديثها لصحيفة "فلسطين": "أوقفت دراسة الدكتوراة من أجل علاج ابني، وخططنا للسفر إلى دولة ألمانيا بناء على دعوة مرضية من أجل علاجه، لكننا لم نستطع السفر عبر معبر رفح وكان ذلك قبل عام".

وتشير إلى فشل محاولتها للسفر عبر معبر بيت حانون (إيرز)، وانتهت مدة الدعوة، بسبب مماطلات الاحتلال الإسرائيلي.

وتشير أبو سكران إلى أن مرض طفلها المزمن يحتاج إلى العلاج والمتابعة الدائمة، وتخشى من امتداد الضمور إلى الرئتين والقلب أو أي عضو من أعضاء الجسم.

وتتابع: "يجب الحصول على علاجه باستمرار، وهذا الأمر لا يمكن في غزة، حيث نجد بعض الأدوية وغيرها نضطر لجلبها من مصر، حتى وإن وجدت الأدوية اللازمة فذلك لا يجدي نفعا في علاج المرض، فالطفل يحتاج إلى فحوصات وتحاليل طبية، وتحديد الأدوية المناسبة، أو تزويد الجرعات أو الإنقاص منها أو تغيير الدواء".

وتضيف: "التأخير في الحصول على العلاج المناسب، أثر سلبا على حالة نجلي، حيث كان يستطيع الصعود على السلالم، لكنه اليوم لا يستطيع ذلك، لذلك نأمل سفره واستكمال العلاج المناسب"، منوهة إلى أن طفلها لديه عقلية فذة، وتحصيله العلمي ممتاز، ويتمتع بذكاء عالٍ.

فتح المعبر

وتقول أبو سكران: "أملنا كبير في الشقيقة مصر، وندعوها لفتح المعبر على الدوام، ليس فقط لسفر نجلي، بل ليتمكن الطلبة والمرضى والتجار وغيرهم ممن هم بحاجة ماسة للسفر، لقضاء حوائجهم وإنهاء معاناتهم".

وتشير إلى أن "أي فتحة للمعبر تبعث في نفوس الغزيين الأمل خاصة أننا محاصرون، حتى لو فتح أبوابه يومين أو ثلاثة نفرح، لأن أبسط الأمور تفرحنا، لذلك نطالب بفتحه على الدوام كونه الرئة الوحيدة التي نتنفس منها والمنفذ الوحيد لنا إلى العالم".

وتوضح أنها أرسلت تقارير طبية لحالة نجلها إلى ألمانيا، وأكد لها الأطباء أن بعض حالات الضمور ممكن علاجها، وتصل تكلفة العلاج نحو ربع مليون دولار أو أكثر، "لذلك نأمل من أهل الخير المساعدة في توفير ذلك المبلغ من أجل علاجه".

وتضيف أبو سكران: "سافرنا الآن لكننا نعاني من عدم وضوح في الرؤية لدينا، لكننا عازمون على السفر إلى مصر بناء على دعوة طبيب مصري بالحضور إلى عيادته من أجل فحص الحالة، وإمكانية علاجها بالخلايا الجذعية".