أفردت الصحافة الأمريكية والأوروبية، تغطية واسعة لموافقة الجمعية العامة بالأمم المتحدة، على مشروع قرار بشأن القدس، وينتقد إعلان واشنطن المدينة عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي.
وتناولت الصحافة الأمريكية والأوربية، في عناوينها الرئيسة، بشكل موسع القرار الأممي، مشيرة إلى أن القرار دليل أن "إدارة ترامب" تواجه عزلة دولية بسبب القرار الأخير.
وتحدث موقع "سي إن إن" الإخباري الأمريكي، عن الأمر في خبر عنونه بـ"رغم تهديد (المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي)، الأمم المتحدة صوتت ضد قرار ترامب".
وذكر الموقع الإخباري أن القرار الأممي تم قبوله بـ"أغلبية ساحقة".
بدورها قالت وكالة "رويترز" للأنباء، إن "أكثر من 120 دولة في الأمم المتحدة تحدت ترامب، وأدانت قراره بشأن القدس".
أما صحيفة "نيويور تايمز" الأمريكية، فكتبت خبرًا عن هذه التطورات عنونته بـ"الجمعية العامة للأمم المتحدة، تواجه ترامب وتدين قراره بشأن القدس"، وذكرت أن غالبية دول العالم، لم تكترث بتهديدات الإدارة الأمريكية، ووقفت ضد قرارها.
كما قالت إذاعة صوت أمريكا، إن "الأمم المتحدة أعلنت عن رفضها لقرار ترامب بشأن القدس بأغلبية ساحقة"، فيما قالت صحيفة "واشنطن بوست"، في خبر لها إن المنظمة الأممية "أعلنت رفضها لقرار أمريكا بشأن القدس بشكل مدوي"، مشيرة إلى عدم جدوى التهديدات الأمريكية للدول الأعضاء بالجمعية العامة.
وأشار الخبر أن نتيجة التصويت كانت بمثابة توبيخ شديد اللهجة ليس لترامب وحده بل في نفس الوقت لحملة التهديدات التي قادتها الولايات المتحدة من أجل السيطرة على أصوات الدول بالجمعية العامة.
وفي بريطانيا، نشرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، خبرًا عن الموضوع تحت عنوان "القرار الأممي رفض لإعلان ترامب".
ونقلت الهيئة البريطانية في خبرها، مقتطفات من كلمات القادة خلال الجلسة الطارئة للجمعية العامة، وبعض ردود الأفعال الرافضة لقرار ترامب.
وفي خبر على موقعها الإلكتروني، تناولت قناة "سكاي نيوز" الإخبارية، الحدث تحت عنوان "انجلترا شاركت في تصويت الأمم المتحدة لرفض اعتراف ترامب".
كما تناولت صحيفة الغارديان الحدث، وقالت في خبر لها إن "الولايات المتحدة بهذا التصويت، أصبحت في عزلة لمرة أخرى على الصعيد الدولي بخصوص مسألة القدس".
وفي سويسرا، تناولت صحيفة "بليك" السويسرية تصويت الأمم المتحدة في صفحتها الافتتاحية، وشددت على "ضرورة سحب الولايات المتحدة قرارها".
فيما تحدثت صحيفة "مايجر نمزت" المجرية، عن القرار الأممي في خبر عنونته بـ"العالم لم يسمح لترامب بممارسة الابتزاز"، مشيرة أن دولًا مثل اليابان وبريطانيا الحليفين المقربين من واشنطن، تركاها بمفردها في هذا التصويت.
كما عنونت صحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية، في خبرها "صفعة لترامب من الجمعية العامة للأمم المتحدة"، مشيرة إلى أن روما كانت من ضمن الدول التي دعمت القرار الأممي.
وكذلك ذكرت صحيفة "كوريري ديلا سيرا"، أن التصويت "كان بمثابة رفض من الأمم المتحدة لإعلان القدس عاصمة لـ(إسرائيل)".
في السياق ذاته ذكرت وكالة الأنباء الإيطالية الرسمية "أنسا"، أن القرار الأممي كان بمثابة تأييد دولي على ضرورة إبقاء وضع مدينة القدس على ما هو عليه.
أما قناة "رين نيوز"، فلفتت أن الأمم المتحدة بقراراها حول القدس قد وقفت وجهًا لوجه ضد الرئيس ترامب.
وفي ألمانيا، قالت صحيفة "فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج"، إن تهديد ترامب بممارسة الابتزاز فشل بشكل كبير، بسبب القرار الأممي بشأن القدس، بينما طالبت صحيفة "زود دويتشي تسايتونج"، الولايات المتحدة بسحب قراراها، كما ذكرت صحيفة "زيت" أن هذا القرار يعتبر في حكم الملغي بعد القرار الأممي الصادر الخميس.
وفي ذات السياق، ذكرت صحيفة "ألجيمين داجبلاد" الهولندية، أن الرئيس ترامب بات مضطرًا لسحب قراره بشأن القدس، بينما أوضحت صحيفة "تليغراف" أن الأمم المتحدة بقرارها الأخير مسحت قرار أمريكا حول المدينة المقدسة.
وفي فرنسا، "تصويت القدس أثبت عزلة أميركا في الأمم المتحدة" بحسب ما جاء في تقرير للكاتبة ماريان ميني في صحيفة لاكروا، "فلم يجد الترغيب والترهيب في ثني الغالبية العظمى لدول العالم عن التصويت ضد قرار الرئيس الأمريكي".
ولاحظت صحيفة ليزيكو "توترا لدى واشنطن قبيل التصويت"، وهو ما تجسد بحسب صحيفة ليبراسيون في مضاعفتها تهديداتها وضغوطها، إذ لم تترك وسيلة إلا استخدمتها، من تغريدات ورسائل إلكترونية ورسائل خطية... إلخ، كل ذلك بغية الحيلولة دون تعرضها لنكسة جديدة كانتكاستها في مجلس الأمن.
صفعة دولية
إلى ذلك، اعتبرت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح مشروع قرار بشأن القدس ضد واشنطن، كان بمثابة "صفعة قوية بوجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".
جاء ذلك في مقال تحليلي نشرته الصحيفة على موقعها الإلكتروني، اليوم، بعنوان "تصويت الجمعية العامة بشأن القدس توبيخ معتدل لـ(إسرائيل) وصفعة قوية بوجه ترامب".
وقالت الصحيفة إن "التصويت لم يستهدف (إسرائيل) وسياساتها، إنما استهدف سياسات ترامب، وسلوكه الشخصي".
وأضافت: "تهديد الرئيس الأمريكي بقطع المساعدات عن الدول التي لن تدعم واشنطن (في قرار الجمعية العامة)، ومن ثم تكرار تلك التهديدات غير الدبلوماسية من قبل نيكي هيلي سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة، كانت كفيلة بأن ينظر لأي تصويت ضد (إسرائيل) على أنه هزيمة شخصية لترامب، وليس فقط تنديدًا بسياساته".
وتابعت: "تحول الأمر من ضربة بيد (إسرائيل) إلى صفعة قوية بوجه ترامب".
وأشارت أن "جميع القوى العالمية الكبرى، ودول أوروبا الوسطى، وجميع الدول الإسلامية، بما فيها الدول التي تتلقى مساعدات أمريكية كبيرة اختارت تحدي الرئيس الأمريكي، وإنكار شرعية سياساته".